الكنافة”.. حلوى الملوك والفقراء

1

تعتبر “الكنافة” من أشهر الحلويات الشرقية،وهي طبق عربي أصيل له دائما مكانه على موائد البيوت العربية، في جميع المناسبات والحفلات والولائم الكبرى ومناسبات النجاح، وحتى الاجتماعات العائلية، حيث تعد مظهرا من مظاهر التعبير عن الفرح والاحتفال.

وفي شهر رمضان، وعلى الرغم من ارتباط شهر الصوم مع حلوى “القطايف”، الا أن “الكنافة” احتفظت بمكانتها، جنبا الى جنب مع القطايف، حيث تعتبر مكوناتها البسيطة من الجبن والعجين الخاص بها والسمن، مصدرا للطاقة، يزويد الجسم بالسعرات التي يحتاجها بعد يوم من الصيام طويل.

نشأة ملوكية
تعود نشأة هذا النوع من الحلويات الى آلاف السنين، أي أننا أمام تاريخ طويل، بدأ مع الملوك. وتعددت الروايات في أصل النشأة، لكن المشهور منها، ارتباط صناعة الكنافة بالخليفة معاوية بن أبي سفيان، الذي كان أول من صُنعت وقُدمت له “الكنافة”.
وكانت الكنافة في حينه بمثابة وصفة طبية قدمها الطبيب لمعاوية ليتناولها على السحور، لتعينه على الصيام وتمنع عنه الجوع في نهار رمضان، لغنى مكوناتها بالجبن والمكسرات والسمن. ومن وقتها ارتبط الاسمان معا، حتى سميت باسمه، أي “كنافة معاوية”، وبهذا تكون البدايات من أرض الشام.
لكن هناك روايات أخرى تحدثنا عن بداياتها من أرض مصر، عندما خرج أهل مصر، في العصر الفاطمي، لاستقبال الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، عند دخوله القاهرة، مقدمين له الهدايا، وكانت “الكنافة” واحدة من تلك الهدايا التي قدمت كدلالة على الترحيب والتكريم وحسن الاستقبال. ومن ثم انتقلت من مصر الى بلاد الشام عن الطريق التجار، وهذا ما يفسر ارتباطها ببلاد الشام على الدوام مهما اختلف مكان النشأة.

“النابلسية” شهرة تخطت الحدود
واشتهرت العديد من الدول العربية بصناعتها، وغير الدول العربية أيضاً مثل اليونان وتركيا، لكن اشهر المدن التي ارتبط اسمها بالكنافة هي من دون شك نابلس الفلسطينية.
“الكنافة النابلسية” قد تكون الأشهر على الاطلاق، إذ تفنن أهل نابلس في صنعها باضافة الجبنة النابلسية، التي تشتهر المدينة بانتاجها، وأضافوا إليها الفستق الحلبي، وتفننوا بصناعتها بأشكال مختلفة، حتى أصبحت الكنافة واجهة نابلس الحضارية، تروي ذكريات وقصصاً عن مدينة نابلس.
والجدير ذكره هنا، أنه في العام 2009 توجت مدينة نابلس الفلسطينية شهرتها في هذا المجال بدخولها كتاب “غينيس” للأرقام القياسية، بأكبر صينية كنافة نابلسية تزن 1765 كيلوغراماً، وبلغت تكلفتها الاجمالية مايقارب 30000 دولار، لتبقى نابلس المدينة الفلسطينية الرائدة في صنع الكنافة

التعليقات معطلة.