اخبار امنية

الميليشيات الإيرانية تعيد تموضعها وانتشارها في شرق دير الزور تحسباً لهجمات أميركية

المصدر: دمشق- النهار العربي

ميليشيات إيرانية في سوريا.

ميليشيات إيرانية في سوريا.

تشهد مناطق ريف دير الزور الشرقي تحرّكات عديدة للميليشيات الإيرانية في أعقاب الضربات الأميركية الأخيرة لمواقعها في مدينتي البوكمال والميادين. وتمثلت هذه التحرّكات في إرسال تعزيزات عسكرية وشحنات أسلحة من العراق إلى سوريا من جهة، وفي قيام وحداتها المنتشرة في المنطقة بتنفيذ إعادة تموضع وانتشار من جهة ثانية تحقيقاً لهدفين: الأول تفادي الضربات الجوية المحتملة، لاسيما مع استمرار الميليشيات الإيرانية في استهداف القواعد الأميركية في المنطقة، والثاني محاولة التمركز في مناطق ذات أهمية استراتيجية بعيداً من الأماكن التي يسهل استهدافها. وأوعزت قيادة الميليشيات الإيرانية شرقي سوريا، لكوادرها ووحداتها بإخلاء المربّع الأمني في مدينة الميادين، وأمرتهم بالسكن الموقت مع سياراتهم الخاصة بين منازل المدنيين، وفق شبكة “دير الزور 24” السورية المعارضة. وأكّدت الشبكة أنّ الميليشيات الإيرانية نقلت معظم القياديين والعناصر من “المربّع الأمني” في الميادين، بينما أبقت على بعضهم عند مداخل المربّع ومخارجه بقصد الحراسة. ولفتت إلى أنّ الميليشيات حوّلت المباني الحكومية في مدينة الميادين إلى مقار عسكرية ومستودعات لتخزين الأسلحة، بعد الاستيلاء على مبانٍ تعود لمديريتي الثروتين الحيوانية والزراعية في المنطقة. ورفعت سواتر ترابية في محيط المباني التي استولت عليها، بهدف منع رؤية محتويات المقار من الخارج. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ ميليشيات إيران في سوريا تعيد تموضعها في دير الزور والبادية السورية، في أعقاب سلسلة من الاستهدافات الجوية التي طالت مواقعها في سوريا. إعادة تموضع ونقل أسلحةوعمدت الميليشيات الإيرانية خلال الأيام الماضية إلى إجراء عمليات إعادة تموضع جديدة في مناطق نفوذها بمحافظة دير الزور عند الضفاف الغربية لنهر الفرات.وقامت بتغيير مواقع ومقار في محيط الميادين وأطراف البوكمال إضافة إلى مدينة دير الزور، ونقلت أسلحة وذخائر إلى أماكن أكثر تحصيناً وفقاً لأوامر من قيادة الميليشيات تحسباً لضربات جديدة من قِبل إسرائيل أو الولايات المتحدة الأميركية، لاسيما بعد الضربات الأخيرة التي تعرّضت لها قبل أيام قليلة. كما تمّ نقل عناصر للميليشيات الإيرانية من مقار سابقة تمّ استهدافها قرب الفرن الآلي، إلى مواقع جديدة في مدينة ديرالزور، وفق تقرير لشبكة “عين الفرات”. وقال التقرير إنّ حافلات عدة محمّلة بعناصر الميليشيات خرجت من مقارها قرب الفرن الآلي، باتجاه مراكز جديدة لم يُعرف مكانها بعد.وأضاف أنّ الميليشيات نقلت في البداية أسلحة وذخائر ومعدات لوجستية، من المواقع المستهدفة نحو مواقع أخرى جديدة. واستهدف طيران التحالف الدولي قبل أيام مواقع للميليشيات الإيرانية في مدينة دير الزور، منها عدد من المقار قرب الفرن الآلي، طال مستودعات للذخيرة. وطال القصف أيضاً المطعم الإيراني الواقع في مديرية المطبوعات والكتب المدرسية، واستهدف مستودع أسلحة في مديرية الخدمات الفنية بشارع بورسعيد. وكشفت مصادر مطلعة، أنّ ميليشيات الحرس الثوري الإيراني سحبت آلاف العناصر السوريين التابعين لها من محافظة حلب وأرسلتهم إلى مواقعها في محافظات “حماة ودير الزور وحمص” وفق تقرير لشبكة “بلدي نيوز”. وبحسب المصادر، فإنّ الميليشيات الإيرانية حرّكت قوة لها من مدينة حلب، إلى مواقعها العسكرية على طريق أثريا في الجهة الجنوبية الشرقية لمدينة حلب باتجاه وسط سوريا. وأوضحت أنّ قيادة القوات الإيرانية في حلب دفعت بنحو 2000 مقاتل من السوريين الذين يقاتلون ضمن صفوفها إلى قاعدة لها تُسمّى “الملف”، و 8000 مقاتل في أرياف مدن حماة وبادية حمص ضمن منطقة السخنة والطيبة وصولاً إلى نقاطها في أرياف دير الزور. سلسلة استهدافاتوتأتي خطوة إعادة الانتشار والتموضع في أعقاب سلسلة من الاستهدافات الجوية التي طالت مواقع الميليشيات الإيرانية في سوريا، بما في ذلك استهداف مدينة البوكمال في شباط (فبراير) الماضي. ففي 12 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023، قُتل 8 عناصر من الميليشيات الموالية لإيران بينهم واحد على الأقل من الجنسية السورية، إضافة إلى عراقيين، جراء الغارات الجوية الأميركية على دير الزور، حيث طالت الغارات الأميركية مستودعات أسلحة وذخائر ومنصّة إطلاق صواريخ في كل من حسرات بريف البوكمال، ومزارع الحيدرية بالقرب من مدينة الميادين، حيث ضربت 4 انفجارات على الأقل، البوكمال، وانفجار عنيف، الميادين سُمع صداه إلى البوكمال على خلفية القصف الأميركي. وفي التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، قُتل 9 أشخاص بينهم 3 سوريين على الأقل من العاملين مع الإيرانيين، جراء غارات جوية نفّذها الطيران الحربي الأميركي على مقار عسكرية ومستودع أسلحة في شارع بور سعيد بجانب الفرن الآلي في مدينة دير الزور، وعدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالة خطرة. من جهة ثانية، واصلت الميليشيات الإيرانية إرسال تعزيزات عسكرية جديدة من العراق باتجاه الأراضي السورية، كان آخرها دفعة تعزيزات وصلت لميليشيا “النجباء” قبل حوالى 5 ايام. وأكّدت مصادر سورية معارضة أنّ عدداً من السيارات المحمّلة بعناصر “النجباء” دخلت من العراق، واتجهت نحو مدينة البوكمال وما حولها. وأضافت المصادر، أنّ عناصر الحركة اتخذوا مقرات عسكرية لهم، وتمّ توزيعهم على أطراف المدينة وفي بادية الصالحية شرقي دير الزور. وشهد معبر البوكمال – القائم الحدودي قبل أيام، دخول عناصر من “الحشد الشعبي” عبر حافلات مخصّصة للزوار “الشيعة”، تجنّباً لاستهدافهم.وتوزعت الحافلات الخمس عقب دخولها في مختلف مناطق ديرالزور، واتجه قسم منهم نحو الحدود الجنوبية السورية. ومنعت الميليشيات الإيرانية شركة “القلعة” من مرافقة الحافلات كما جرت العادة مع حافلات الزوار، لمنعهم من معرفة وجهتها الحقيقية.واقتصرت حماية الحافلات على عناصر من مكتب “الأمن الإيراني”، والذين ساروا على مسافة بعيدة من الحافلات منعاً لإثارة الشكوك حولها. ويرى مراقبون أنّ إعادة تموضع الميليشيات الإيرانية في سوريا تهدف إلى تعزيز دفاعاتها ضدّ الاستهدافات الجوية، وإلى ترسيخ وجودها في مناطق استراتيجية في البلاد. وتعدّ محافظة دير الزور من أهم مناطق تواجد الميليشيات الإيرانية في سوريا، حيث تسيطر على مساحات واسعة من المحافظة، بما في ذلك مدينة البوكمال، التي تُعتبر من أهم القواعد العسكرية الإيرانية في سوريا.