حسن فليح /محلل سياسي
حظيَ اغتيال ام فهد وسجن ام اللول بأهتمام واسع من وسائل الاعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ، بشكل ملفت للنظر بالمقارنة مع رحيل شعراء وملحنيين ومطربين وفنانين وكتاب كبار وكذلك تم خطف واغتيال وتغييب ناشطين وطنيين معارضين ضد النظام الفاسد ، ولم تسلط عليهم الاضواء ووسائل الاعلام مثلما حظيت بهما “ام فهد وام اللول”!! نتمنى من وسائل الاعلام الى الاهتمام بنفس القدر الذي تمت به تغطية خبر اغتيال ام فهد وسجن ام اللول ، عندما يتعرض احد من ابناء الوطن من الخيرين للاغتيال او الخطف او التغييب بسب دفاعهم عن مصالح الشعب والبلاد ، يشكل هذا الاختلاف بالاهتمام الى لحظة وقوف امام هذا المنحدر الخطير الذي اصاب الاعلام واصاب ثقافة واهتمام غالبية الشعب مع الاسف ، حيث يستدعي الامر الى اعادة تقييم واعادة تفكير لمواجهة هذا المنزلق الخطير الذي يقودنا الى المستوى الضحل الذي اصبحت عليه البلاد الان ، سياسيا وثقافيا وتعليميا وحتى قيمياً ، في حين نجد هناك تورط لرجال دولة امنيين وسياسيين بملفات فساد مرتبطة بام اللول وام فهد وما لهن من علاقات مشبوهه بتلك العناصر ، نعم القتل مرفوض بكل اشكاله ومهما كانت دوافعه واسبابة ، لكن نتمنى ان يحظى قتل النشطاء والمعارضين ورحيل اعمدة الفن والشعر الى نفس الاهتمام عبر وسائل الاعلام العراقية ،
العنف هو الخطاب والفعل السائد ولم يقتصر على عموم المواطنين، فقد انتقل إلى الطبقة السياسية والنخبة المثقفة، أصبحت المنابر الإعلامية ساحة لتبادل الشتائم وهتك الأعراض وحتى الى التهديد !! الامر الذي انعكس سلبا على المجتمع المتلقي حيث أصبح مسرح كبير لكل المظاهر السلبية الضاربة لكل القيم النبيلة عرض الحائط، اصبح اهتمام الناس بالبحث عن أسهل الطرق للنجاح بدون تعب أو اجتهاد وذلك لسيطرة الغريزة على شخصية الفرد، وطمس لمعالم العقلانية في سلوكه الحياتي اليومي ، ناهيك عن تفكك الوحدة الاسرية اي العائلة بقيادة الاب لها تلك الرمزية التي غابت عن المشهد مع الاسف
ان الغش والرذيلة والفساد وقبول الرشىوة أولى الدروس التي يتلقاها الفرد في مجتمعنا كي نحصل على نتيجة وخيمة وكارثية ويتحول المجتمع الى قانون الغابة ، لتحطيم الأفضل، أن قوة تمجيد السارق والفاسد واصحاب المستوى الهابط على حساب المتفوق والمثقف الذي أصبح بلا قيمة ولم يعد يحمل صفة المعلم والموجه جعلنا جميعا امام انقلاب قيمي وأخلاقي ساهمت به الطبقة السياسية الى حد كبير كونها هي الراعية وهي القائدة وهي الفاعلة بالحكم ، والماسكة بخيوط النظام السياسي منذ عشرين عام ، لذلك تتحمل هي وحدها المسؤولية القانونية والتاريخية عن ماوصل عليه الحال في مجتمعنا وبلادنا .