مقالات

( ألتحالفات ألطائفية أهوالها ونتيجة كوارثها حفرت قبرها بأيديها )

حسن فليح / محلل سياسي

ما نراه اليوم من تشظى وانهيار التحالفات الطائفية على صخرة الصمود الوطني وعوامله المتجذره لدى شعبنا هو الذي أفشل جميع محاولاتهم الدخيلة على مجتمعنا العراقي ومنها محاولة اذكاء الطائفية وزرع الفتنه بين افراد الشعب والبلد الواحد والمصير المشترك والتاريخ الواحد لشعب متأخي منذ الازل ، جائو ببدع ومؤامرات دنيئه تستهدف حياة العراقيين ووحدتهم ومستقبلهم وثروتهم ومصالحهم الوطنية ، تسعة عشر عاما من الضياع والدم والنهب والحروب والتهجير والفقر والويلات والتدخلات لكل من هب ودب وضياع هيبة العراق وتفشي المخدرات وتردي التعليم وتشويه القضاء وممارسة التجهيل المتعمد لشعبنا ، كل ذلك لم ينفعهم ولن يفلحو امام صخرة الرفض الشعبي وامام صمود العراقيين ووحدتهم ولحمتهم الوطنية ، اليوم العراقيين يحصدون ثمار نضالهم وصمودهم الاسطوري امام اكبر عملية سطو ونهب وتدمير منظم لم تحصل لأي بلد وشعب في العالم عبر التاريخ ، بعد ان عرى صمود العراقيين ووقفتهم البطولية جميع المؤامرات والسياسات والمحاولات التي مورست من قبل القوى السياسية ومن يقف خلفهم التي تشاركت وتحاصصت وساهمت بالنهب وتمرير المؤامرة وتشويه التجربة الديمقراطية وحرفها عن مسارها المرسوم دولياً عن عمد وقصد ، تلك الممارسات جعلتهم يحفرون قبورهم بأيدهم بفسادهم وعمالتهم على حساب مصالح شعبهم وبلدهم ، اليوم نراهم يتخبطون ويتقاذفون الاتهامات في فيما بينهم وشعبنا يتفرج على مشهد بذئ بجميع صوره زادهم تعرية ونفور ، صحيح لازالت هناك فرق ومجاميع من شعبنا لم تعي خطورة المرحلة ولازالت مؤمنه عن جهل ومصالح تدفعهم للاندفاع ولكن هم الان بمعزل عن عامة الناس وغالبية مجتمعنا وهم الان يدركون ذلك تماما ويتلمسون تلك العزلة ويشعرون بها وهم بحاجة ماسة الى طمأنتهم ودعوتهم للأندماج مع مجتمعهم والتفاعل على اسس صحيحة كونهم ابناء العراق ولا مانع لمن ضل الطريق وارادَ العوده للصف الوطني والابتعاد عن الطائفية المقيته والتخلي عنها ان يعود لاحضان شعبه وبين أهله ، لقد تمت معاقبة القوى السياسية من قبل شعبنا وهم الان يعيشون معانات الگرصة البسيطة التي جائت عبر الانتخابات لتنبه وتحذر وتنذر من ثورة عارمه تسقط تلك المنظومه السياسية التي تحكمت وتسلطت بارادة خارجية بعد ان فقدت شرعيتها وفقدت عوامل بقائها الامر الذي شجع ودفع المجتمع الدولي على اعادة النضر وعدم الاعتماد على القوى السياسية التي تسلمت السلطة بفعل تلك الارادة الدولية ، بعد ان خذلتهم وأسائة استخدام السلطة وعملت على تشويه الديمقراطية وارتمت بأحضان ولي الفقيه ، والعمل على اعتماد سياسة التغير الحتمية بعد ان توافقت الارادة الدولية والشعبية وتهيئة مناخها الداخلي والخارجي ، اما الذي نراه من مواقف مفاجئه لبعض القوى السياسية بذهابها الى الفضاء الوطني وعدم الانسجام مع حلفاء ألأمس لايخرج عن تلك المعادلة الدولية الجديدة التي من شأنها الاطاحة بتلك المنظومة السياسية التي لم تعد صالحة للعراق والمتغيرات الدولية والاقليمية القادمة في المنطقة .