مقالات

بشفافية : خدمات ناقصة

 
 
سهيل النهدي
 
حالة من تردي الخدمات يمر بها عدد من المرافق لدينا في كثير من الولايات والمحافظات، والتي يفترض أن تكون دائماً في حالة توازن بين العرض والطلب على خدماتها؛ كونها حظيت في فترة من الفترات بامتياز الحصول على تلك المواقع لتنشئ عليها مشاريعها الخدمية وتقدمها للناس بالمقابل طبعاً وليس مجاناً، ورغم أن تلك الخدمات الضرورية تقدم بمقابل للناس، إلا أنها للأسف تقدم بترد ومعاناة وبشكل لا يليق بتلك المرافق المفترض أن تكون خدمية.
محطات وقود بمواقع مزدحمة تشهد حركة كثيفة وبها عدد من مضخات التزود بالوقود إلا أنها وفي عز أوقات الذروة تخصص عاملا (واحدا) فقط لتعبئة الوقود للمركبات فيطول طابور الانتظار، ويحاول العامل الوحيد تلبية كل تلك الطلبات في وقت واحد فتجده يجري من مركبة إلى أخرى ويرد على ذلك الزبون ويبتسم لذلك الذي يؤشر له بأنه تأخر دون أي حيلة لديه للجواب حول الوضع الذي وضع فيه .. في مشهد لا يمكن وصفه إلا بالمشهد المتردي في محطات تعبئة الوقود المنتشرة سواء على جانبي الطرق الرئيسية أو الطرق الداخلية بالولايات والمحافظات، فهذه المشاهد بدأت تنتشر منذ فترة ولا من متدخل في هذا الشأن لدفع أصحاب هذه المحطات إلى تحسين خدماتهم في تلك المحطات الخدمية او التعامل بشكل مناسب معهم.
هذه المحطات الخدمية التي كان المجتمع يأمل أن تضيف المزيد من الخدمات والمرافق إليها لتبلي حاجة عابري الطريق وتقدم خدمات تليق بمسمى (محطة) نجدها اليوم حتى في تعبئة الوقود ناقصة وتقدمه بشكل سيئ لا يليق بها ولا يتناسب مع العرض والطلب، فما هو الحال ونحن ننتظر غيرها من الخدمات كمُصلّى أو خدمة الهواء وفحص الإطارات ودورات مياه نظيفة للرجال والنساء والخدمات الأخرى؟
ماكينات الصرافة التابعة للبنوك لدينا دائماً ما تكون معطلة وفي أوقات الإجازات الرسمية، حيث لا يمكن التوجه إلى أي فرع من فروع البنوك؛ كونها أيضاً تقضي إجازة رسمية، لتبدأ مع ذلك رحلات البحث المُضنية من مكان إلى آخر لإيجاد ماكينة صرف تعمل بشكل جيد أو غير معطلة.
بعض آلات السحب الآلي معطلة وبعضها لا يعطيك كل الخدمات التي يفترض أن تتمتع بها هذه الآلة، وبعضها الآخر قد يكون معطلاً من أيام وتراكم عليه الغبار، وكل ذلك يصبُّ في إطار تردي الخدمات المقدمة للمجتمع وهي بمقابل وليست مجانية.
بعض أرقام الخدمات .. وغيرها من الخطوط الساخنة التابعة لكثير من المؤسسات، سواء الحكومية أو الخاصة ولكونها مؤسسات خدمية نجدها دائماً ما تكون غير مفعّلة أو أن الخطوط مشغولة أو أنك لا تحصل على الخدمة التي تطلبها إلا بشق الأنفس وعناء طويل وصراع مع الوقت والأرقام ونفاد بطارية الهاتف، في حالة ومشهد جديد لخدمات رديئة تقدم لنا.
حقيقة الأمر، إن هذه التصرفات من قبل أصحاب هذه المؤسسات والمرافق أو القائمين عليها عندما يقومون بتلك التصرفات بعدم المبالاة بما يقدم من خدمات للمجمتع فإن السؤال يدعونا إلى أن نوجه للجهات المعنية بمراقبة أداء هذه المرافق والمؤسسات بعض الأسئلة وأين هي مما يراه أفراد المجتمع ولكن أفرادها ومن يعملون بها لا يريدون أو لم يروا ذلك أو غضّوا الطرف عنه .. فهل هم يعيشون في مكان آخر غير الذي نعيش فيه؟ أم أن لديهم محطات خاصة أو يستخدمون آلات صرف آلي معينة أو لا يحتاجون إلى خطوط ساخنة ليتصلوا بها في بعض الأوقات؟ .. أو أنهم تعبوا من تقديم تلك المشاهد إلى المسؤولين لديهم ولكن لم يجدوا آذاناً مصغية؟
كل ذلك مجرد علامات استفهام وليست اتهاما، ولكن النفس دائماً لديها نوع من الاستفهام مما تشاهده من بعض المشاهد ولكن لا يتغير الحال.
هذه الخدمات وغيرها يجب أن تتحسن وتقدم بصورة حضارية وأرقى وأفضل من ذلك بكثير، لأنه وبالمختصر هذه المواقع أو المرافق أو الخدمات أعطيت لمن يملكها أو يديرها الآن ليقدم خدمة مريحة للمجتمع وليس تقديمها بشكل رديء تأخذ منه الوقت والجهد والراحة النفسية التي يجب أن يحصل عليها من خلال هذه المرافق لا أن تكون العكس من ذلك وتجلب له المزيد من القلق والانزعاج.
فهذه المؤسسات والمرافق مطالبة أن تقدم أفضل الخدمات، وعلى الجهات المعنية بهذا الشأن مراقبة أداء هذه المؤسسات بشكل دائم، ووضعها أمام مسؤوليتها في تحمل واجبها تجاه تقديم أفضل الخدمات للمجتمع.

admin