اخبار سياسية محلية

بعد سقوط العشرات مهلة عشائرية لقائد عمليات البصرة ومعصوم على خط الازمة

تطورت الاحداث بشكل متسارع في محافظة البصرة الغنية في النفط اقصى جنوب العراق والتي تشهد تظاهرات منذ أسابيع عدة احتجاجا على تردي الخدمات فبعد مقتل عدد من المتظاهرين واصابة العشرات على ايدي القوات الأمنية طالبت عشائر و وجها ونواب بإقالة قائد العمليات جميل الشمري.

وأعلنت وزارة الصحة العراقية فجر اليوم عن مقتل خمسة متظاهرين، واصابة 41 اخرين بجروح، و27 من القوات الأمنية في احداث البصرة منذ يوم امس.

وكانت السلطات الامنية قد فرضت حظرا شاملا للتجوال بعد اضرام المحتجين النيران بمبنى الحكومة المحلية وعجلات للقوات الامنية في البصرة.

الى ذلك اعلن شيوخ ووجهاء وشباب منطقة الهارثة مساندتهم للحركة الاحتجاجية في مناطق البصرة كافة.

وقرروا الخروج بتظاهرة كبرى أمام مشروع ماء البصرة الكبير اليوم الأربعاء للمطالبة بإقالة قائد عمليات البصرة واحالته للمحاكم العسكرية و كشف الفاسدين في مشروع ماء البصرة الكبير وتوفير الخدمات الناحية بالإضافة إلى مطالب أخرى.

وعقد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي مسا امس اجتماعا طارئا مع عدد من اعضاء مجلس النواب لمحافظة البصرة بحضور المحافظ اسعد العيداني.

من جهته قال النائب عن البصرة عدي عودا الذي حضر اجتماع العبادي انه تمت مطالبة الاخير باقالة قائد عمليات البصرة وقائد الشرطة، مستدركا القول ان رئيس مجلس الوزراء طلب التريث بالامر.

وابدى النائب استغرابه من عدم اهتمام رئيس مجلس الوزراء بالموضوع ولا سيما بعد قتل وجرح عدد “كبير” من المتظاهرين في البصرة .

وقال عواد في بيان صحفي صدر عن مكتبه الاعلامي ان “بعض نواب البصرة طالبوا خلال اللقاء بالعبادي اقالة قائد شرطة البصرة وقائد العمليات ، مبيناً ان الوضع الذي تمر به البصرة من تجاوزات من قبل بعض القيادات الامنية على المتظاهرين المطالبين بالحقوق الشرعية يستدعي الى ان يتم اقالة القيادات المقصرة كافة لكن رئيس الوزراء طلب من النواب التريث بالامر وطلب منا عمل مؤتمر صحفي ورفضنا لاننا نرى ان اكثر الامور التي يطرحها ليست منطقية”.

ولفت الى ان “اغلب الحلول التي يطرحها رئيس الوزراء لا تلبي طموحات الشارع البصري المطالَب بأبسط سبل العيش اليومية وهي مياه الشرب التي لم تستطع الحكومات المتعاقبة تحقيقها للمواطن البصري الذي خرج مطالباً بهذه الحقوق وجوبه للاسف الشديد من قبل القوات الامنية بالعيارات النارية الحية وهنا نحمل مسؤولية ذلك القيادات الامنية وعلى العبادي الاسراع بإقالة قائد العمليات والشرطة باقصى سرعة فضلاً عن احالة المتسببين بقتل المتظاهرين الى القضاء وإنزال أقصى العقوبات لاننا نرفض رفضاً قاطعاً الاعتداء على المتظاهرين السلميين”.

اما رئيس الجمهورية فؤاد معصوم فقد قال انه “تابع باهتمام بالغ وأولا بأول تطور الاوضاع الراهنة في محافظة البصرة نتيجة تواصل تظاهرات المواطنين احتجاجا على استمرار تدهور خدمات الماء والكهرباء وانتشار البطالة والفقر والتي تفاقمت خلال الايام الاخيرة بسبب زيادة ملوحة مياه الشرب وتلوث مياه شط العرب، لتؤدي الى بعض المواجهات المؤسفة مع القوات الامنية ما أسفر عن وقوع قتلى واصابات بين ابنائنا المتظاهرين الذين اندفع بعض الغاضبين منهم الى اضرام النار في بعض المواقع والممتلكات الحكومية”.

وقال أيضا “اننا واذ نبذل جهوداً دؤوبة على المستويات كافة من اجل تحقيق إجراءات سريعة وواقعية وفورية لمعالجة هذه الازمة ولتلبية المطالب المشروعة لأبناء البصرة بتحسين شروط حياتهم الخدمية والاقتصادية ومعالجة مظاهر الفساد والاحباط في مختلف المجالات الخاصة بهم، نهيب بكافة أبناء شعبنا في البصرة لا سيما المتظاهرين المحتجين إلى تغليب الهدوء والتحلي بضبط النفس وتجنب التصادم مع القوات الامنية وعدم الأضرار بالمواقع الحكومية”.

ودعا معصوم “السلطات الأمنية الى التحقيق العاجل بالمسؤولية عن مصرع المتظاهر ياسر مكي الكعبي وكل ضحايا التظاهرات الاخيرة من المواطنين العزل”.

وطالب “الحكومة المحلية في المحافظة والحكومة الاتحادية الى العمل الجاد والفوري للاستجابة لمطالب المتظاهرين المشروعة، واتخاذ خطوات سريعة وعملية لتحسين الخدمات لا سيما الكهرباء والمياه والصحة والخدمات العامة ومعالجة الصعوبات التي يقاسي منها المواطنون في مختلف مناطق المحافظة”.