مقالات

ترامب يقلب الطاولة على خصومه

 
هيثم العايدي
 
بتغريدة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب تساءل فيها عن إن كان من اللازم اطلاع المشرعين الديمقراطيين على نسخة من تقرير المحقق الخاص روبرت مولر الذي برأه من تهمة التواطؤ مع روسيا في انتخابات 2016 .. يقلب ترامب الطاولة على خصومه ويتخذ موقعا هجوميا أكثر قوة بعد عامين من تسلمه رئاسة الولايات المتحدة.
ففي حين أعلن المدعي العام بيل بار أنه سينشر نسخة غير كاملة من التقرير المؤلف من 400 صفحة بعد شطب تفاصيل “حساسة” غرّد ترامب قائلا “لماذا ينبغي أن يحصل الديمقراطيون اليساريون الراديكاليون في الكونجرس على حق تفحص تقرير مولر الذي توصل إلى عدم وجود تواطؤ والبالغة تكلفته 35 مليون دولار (مدة سنتين من الإعداد)، في وقت ارتُكبت الجريمة من جانب هيلاري المحتالة والحزب الديموقراطي وشرطيين قذرين”؟ مضيفا “المدعي العام بار سيتخذ القرار”.
وفي التغريدة الأخيرة يضغط ترامب على نقاط حساسة لدى الناخب الأميركي عبر تنفيره من الديمقراطيين بوصفهم بأنهم يساريون راديكاليون مشيرا إلى تبديدهم 35 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب الأميركيين دون نتيجة، باستثناء ـ كما يرى ترامب ـ التعمية عن جريمة أخرى ارتكبت في حقه.
وبعد أن تم تكليف مولر في 2017 بالتحقيق في أي تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية 2016 وفي أي صلات بحملة ترامب .. قدم مولر تقريره النهائي المؤلف من 400 صفحة للمدعي العام بار الشهر الماضي حيث خلص التقرير إلى عدم وجود دليل على تواطؤ بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا خلال الانتخابات وذلك على الرغم من استباق الديمقراطيين ومناصريهم بإدانة ترامب والحديث عن إجراءات عزله من منصبه.
وما يعزز مركز ترامب الهجومي تصريح المدعي العام الأميركي الذي أعرب فيه عن اعتقاده أن وكالة إنفاذ القانون ربما تجسست على الحملة الانتخابية للرئيس خلال انتخابات 2016.
فقد قال بيل بار يوم الأربعاء “أعتقد أنه كان هناك تجسس حدث.. وأنا أراجع هذا. ولم أشكل فريقا بعد”.
وأضاف أن هذا لا يرقى لفتح تحقيق بشأن “مكتب التحقيقات الاتحادي” وهو وكالة الشرطة الاتحادية.
كما قال بار: “من المحتمل أنه حدث إخفاق بين مجموعة من القادة هناك في المناصب العليا”.
وفي هجوم آخر على خصومه الديمقراطيين وتحديدا في ملف المهاجرين غير الشرعيين الذين طالما استخدموه بغلاف من الشعارات الإنسانية يضع الرئيس الأميركي خصومه أمام التنفيذ العملي لشعاراتهم، حيث تحدث عن نيته نقل العديد من المهاجرين الذين يتم إيقافهم على الحدود إلى مدن يهيمن عليها الديمقراطيون، حيث قال ساخرا في تغريدة أخرى “نظرا لمعرفتي بأن الديمقراطيين يرفضون تغيير قوانيننا الخطيرة جدا في مجال الهجرة، نفكر في وضع هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين في مدن تعد ملاذا لهم.
وأضاف “لا بد أن هذا الأمر سيسعد خصومنا الديمقراطيين، سنعطيهم الكثير من المهاجرين، ولدينا المزيد من العروض الكثيرة التي ترضيهم”. وهو أمر بالتأكيد سيكون الديمقراطيون أول الرافضين له، إذ إن ذلك سيدفع الناخبين في الولايات التي يهيمنون عليها إلى عدم التصويت لهم في أي انتخابات.
وبانتقال ترامب إلى هذا الموقع الهجومي يتضح أن أساليب المعارضة عبر السخرية وتلفيق التقارير الإعلامية أمر يضر مستخدميه، إذ إن الأولى كان معالجة قصور السياسات وتوفير الوقت في الاستعداد للانتخابات القادمة.