بقلم محمد عبدالماجد
(1)
> احد رجال الأعمال الكبار في البلد حكى عن الصعوبات التى تواجهه لإدخال (شحنة قمح) للسودان عن طريق ميناء بورتسودان البحري.
> الرجل تحدث عن المتاريس التى تواجهه والرسوم التى يدفعها والاجراءات المعقدة التى تتبع في إدخال (شحنة قمح) عادية للبلاد.
> أحد الساخرين أرشده ناصحاً وهو ساخر أن يدخل شحنة القمح تلك الى البلاد كشحنة مخدرات، فهو إن فعل ذلك لم تقابله تلك الصعوب ات التي تقابله الآن من ضرائب وجمارك ومقاييس ومواصفات.
> الراجح أنهم لو كانوا يفعلون نفس الشيء الذي يفعلونه مع القمح والسكر والسيارات التى تدخل في البلاد مع (المخدرات) لما دخلت البلاد (حاوية) مخدرات واحدة.
> لا يعقل أن تكون الصعوبات والإجراءات التى تتبع لإدخال سيارة عبر ميناء بورتسودان البحري أكثر مشقة وصعوبة من إدخال (حاوية) مخدرات في البلاد.
(2)
> كاميرات المراقبة وأجهزة التفتيش وضمائر الذين يعملون في مطار الخرطوم وميناء بورتسودان البحري، لا بد من أن تكون حاضرة ويقظة.
> ولا بد من مراجعة اللوائح والقوانين والموظفين أيضاً في تلك المرافق، بعد الأنباء التى ظلت تنشر عن دخول (حاويات مخدرات) في البلاد عن طريق ميناء بورتسودان، في الوقت الذي تهرب فيه كميات من الذهب وسبائكه لخارج البلاد عن طريق مطار الخرطوم الدولي.
> بمعنى أن السودان تدخله بصورة غير شرعية (مخدرات) عبر الميناء البحري، في الوقت الذي تخرج فيه بصورة غير شرعية أيضاً كميات من (الذهب) المهرب إلى خارج البلاد عبر الميناء الجوي.
> نخرج (الذهب) وندخل (المخدرات)، وننتظر بعد ذلك أن تتحسن الأوضاع الاقتصادية وأن يعود الجنيه السوداني إلى سيرته الأولى.
(3)
> وزير الصناعة موسى كرامة قال في تصريحات صحفية إن إنتاج السودان الحقيقي من الذهب بلغ (250) طناً لعام 2017م وليس (100) طن الرقم المعلن من قبل وزارة المعادن، مشيراً إلى أن معظم الإنتاج يهرب عبر مطار الخرطوم الدولي.
> يحدث ذلك حسب تصريحات وزير الصناعة عبر مطار الخرطوم الدولي، وهو مطار تسيطر عليه الحكومة وتراقبه سلطاتها.
> إن كان ذلك يحدث عبر (مطار الخرطوم) الذي يقع في قلب الخرطوم، فكيف هي الأوضاع في الأطراف والمنافذ والثغور الأخرى؟
> كيف سيكون الوضع في مطار الخرطوم الجديد بعد نقله الى منطقة نائية؟
> في يوم الإثنين الماضي ــ حسب اخبار صحافة الخرطوم ــ تمكنت إدارة جمارك الحاويات بسوبا من ضبط حاوية مخدرات تحمل (295) كرتونة تحتوي كل واحدة منها على (45) قطعة من نوع جديد من المخدرات يعرف بـ (الحشيش الأفغاني)، وألقت القبض على متهمين أحدهما سوري الجنسية والآخر سوداني.
> هذه الحاوية دخلت البلاد عبر ميناء بورتسودان، وقد سبق ذلك ضبط عدد كبير من حاويات المخدرات في فترات متفاوتة.
> فكيف يحدث ذلك في ميناء السودان البحري الرئيس وميناء السودان الجوي الأول؟
(4)
> إذا رجعت إلى أرشيف الصحافة السودانية في حقبة السبعينيات والثمانينيات وحتى التسعينيات سوف تجد أن الدهشة كلها كانت تنعقد عندما تضبط السلطات (سيجارة خضراء)، أما إذا كانت الضبطية تتمثل في (قندول) حشيش كامل، فإن ذلك كان كافياً لأن تقوم الدنيا ولا تقعد في السودان.
> الآن من الطبيعي ومن المعتاد ضبط (حاوية مخدرات) دون أن يثير ذلك حتى حالة استغراب أو استهجان.
> أخبار ضبط حاويات المخدرات في الصحف أصبحت مثل نتائج مباريات كرة القدم في دوري الدرجة الثانية في ولاية الخرطوم، لا يتوقف عندها أحد