اقتصادي

توقعات بارتفاعات قياسية للنفط بين 94 إلى 100 دولار

“جي بي مورغان”: توقف “المركزي الأميركي” عن زيادة الفائدة يعزز مكاسب السوق

خالد المنشاوي صحافي

تكبدت سوق النفط خسائر بأكثر من اثنين في المئة بنهاية تعاملات الأسبوع الحالي (أ ف ب/ غيتي)

توقع تقرير حديث ارتفاع خام القياس العالمي “برنت” نحو 9.4 في المئة مقارنة بالأسعار الحالية ليقفز إلى 94 دولاراً للبرميل في الربع الرابع، مع توقعات بوقف الاحتياطي الفيدرالي رفع الفائدة. وكشف بنك “جيه بي مورغان” في مذكرة بحثية حديثة أنه إذا توقف الاحتياطي الفيدرالي عن رفع الفائدة قريباً، فإن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن يسجل النفط أداء جيداً.

وعلى رغم التذبذب فإن عدداً من المحللين في صناعة النفط توقعوا أن تتحسن أسعار النفط على المدى الطويل مع استئناف الاقتصادات حول العالم النمو وارتفاع الطلب على النفط. ورأى بعض المحللين أن سعر النفط قد يتجاوز 100 دولار للبرميل في السنوات المقبلة، وذلك بسبب الزيادة المتوقعة في الطلب على النفط، وتقلص المعروض نتيجة التزامات اتفاق خفض الإنتاج بين دول “أوبك+” والتحول إلى الطاقة النظيفة.

ومع ذلك، فإن عديداً من العوامل المتغيرة يمكن أن تؤثر في سعر النفط، بما في ذلك العرض والطلب والتقلبات الجيوسياسية، والتطورات التكنولوجية، والتشريعات الحكومية وغيرها، لكن شركة “ريستاد إنرجي” الدولية للاستشارات، قد أكدت في تقرير حديث، أن تخفيضات “أوبك+” المعلنة، أخيراً، ستزيد من تشديد سوق النفط الضيقة بالفعل، مما يدفع برنت نحو 100 دولار للبرميل.

خسائر أسبوعية

وفي سوق النفط، تكبدت السوق خسائر بأكثر من اثنين في المئة بنهاية تعاملات الأسبوع الحالي، بسبب ارتفاع مخزونات البنزين الأميركية ومخاوف الركود، وأنهت العقود الآجلة لخام “نايمكس”، تسليم مايو (أيار) المقبل، التعاملات متراجعة بنسبة 2.4 في المئة لتفقد 1.87 دولار وتستقر عند 77.29 دولار للبرميل.

كما هبطت العقود الآجلة لخام “برنت” القياسي، تسليم يونيو (حزيران) المقبل، بنسبة 2.5 في المئة لتفقد 2.09 دولار، عند مستوى 81.03 دولار للبرميل، وبذلك انخفضت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها منذ أواخر مارس (آذار) الماضي، متأثرة بمخاوف من احتمال حدوث ركود قد يضعف الطلب على الوقود وبعد ارتفاع مخزونات البنزين الأميركية.

وفي بيان حديث، قال معهد البترول إن مخزونات النفط الأميركية انخفضت 2.67 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الـ14 من أبريل (نيسان) الجاري، وذكر المعهد في تقريره الأسبوعي أن مخزونات البنزين تراجعت 1.017 مليون برميل في الأسبوع الماضي كما انخفض مخزون المقطرات 1.904 مليون برميل.

كما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات النفط الخام الأميركية تراجعت بأكثر من المتوقع بسبب استهلاك المصافي وارتفاع الصادرات بينما ارتفعت مخزونات البنزين على نحو غير متوقع بسبب الطلب المخيب للآمال، وتراجعت مخزونات الخام 4.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 14 أبريل إلى 466 مليون برميل، أي أكثر بأربعة أمثال من توقعات المحللين في استطلاع أجرته “رويترز” إذ توقعوا تراجعها 1.1 مليون برميل، وذكرت الإدارة أن مخزونات النفط في مركز التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما تراجعت بواقع 1.1 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي. وقالت إن استهلاك مصافي التكرير للخام زاد 259 ألف برميل يومياً، وارتفعت معدلات تشغيل المصافي 1.7 نقطة مئوية إلى 91 في المئة من إجمالي سعتها. أضافت أن مخزونات البنزين الأميركية صعدت 1.3 مليون برميل إلى 223.5 مليون برميل، مقارنة مع توقعات المحللين بانخفاضها 1.6 مليون برميل، وأظهرت بيانات الإدارة تراجع مخزونات نواتج التقطير التي تشمل الديزل وزيت التدفئة بواقع 400 ألف برميل إلى 112.1 مليون برميل بينما كان من المتوقع أن تنخفض 900 ألف برميل. وأشارت إلى أن صافي واردات الولايات المتحدة من الخام تراجع 1.74 مليون برميل يومياً.

توقعات باستمرار صعود السوق

وكان هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة “أوبك” قد رفض الانتقادات التي وجهتها وكالة الطاقة الدولية في أواخر الأسبوع الماضي بأن تخفيضات الإنتاج الطوعية التي أجرتها دول “أوبك+” ستؤدي إلى تفاقم التضخم وتسبب حالة من عدم اليقين الاقتصادي. وقال، وفق تصريحات لموقع “إنرجي إنتليجنس”، إن التخفيضات الطوعية لم تكن جزءاً من اتفاقية “أوبك+” وإن قرار تعديل الإنتاج كإجراء احترازي كان حقاً سيادياً للدول الأعضاء.

وأشار إلى أن الاستمرار في توجيه النقد الذي لا أساس له من الصحة أمر قد يأتي بنتائج عكسية، وقد يؤدي فقط إلى مزيد من التقلبات وعدم استقرار السوق. وأكد التحذيرات السابقة من أن نقص الاستثمار في قطاع التنقيب والإنتاج العالمي يمثل أكبر تهديد للاقتصاد العالمي. وأشار إلى أن الحوار البناء بين الدول المنتجة والمستهلكة ضروري لمواجهة تحديات الطاقة العالمية.

في الوقت نفسه توقع محللون نفطيون استمرار المكاسب السعرية للنفط الخام خلال الفترة الحالية، بعد أربعة أسابيع من المكاسب المتتالية، بسبب خفض إنتاج تحالف “أوبك+” بشكل إضافي، وسط تفاؤل بتعافي الطلب الصيني على النفط الخام، إضافة إلى تقلص المخاوف من الركود الاقتصادي العالمي.

وفي تقرير حديث، رجحت شركة “ريستاد إنرجي” الدولية للاستشارات، أن تخفيضات “أوبك+” المعلنة، أخيراً، ستزيد من تشديد سوق النفط الضيقة بالفعل، مما يدفع برنت نحو 100 دولار للبرميل في وقت أقرب من السابق، كما من المتوقع دفع السعر إلى نحو 110 دولارات للبرميل هذا الصيف.

وكانت شركة “بيكر هيوز” الأميركية لأنشطة الحفر، قد أشارت إلى انخفاض إجمالي عدد الحفارات إلى 748 هذا الأسبوع مشيرة إلى أن هذا الرقم لا يزال 327 منصة أقل من عدد الحفارات في بداية عام 2019 قبل انتشار الوباء. ولفتت إلى انخفاض حفارات النفط في الولايات المتحدة بمقدار اثنين هذا الأسبوع، للأسبوع الثاني على التوالي، حيث هبطت عند 588 كما انخفضت منصات الغاز بمقدار واحدة إلى 157 فيما ظلت الحفارات المتنوعة على حالها.