مقالات

حزب “المؤتمر” يتشظى بعد مقتل صالح والبدائل القيادية غير مقنعة.. وهذا هو الحل؟

 
د. فضل الصباحي
حاولت الكتابة عن حزب المؤتمر الشعبي العام في أول إجتماع له بعد رحيل زعيمه ومؤسسة الرئيس السابق علي عبد الله صالح لم أستطيع كتابة جملة واحدة، والسبب في ذلك غياب الشخص الذي كان يُحرك الجماهير ويلهم الكتاب عندما كان يلقي خطاباته المثيرة للجدل، والتي كانت محل دراسة وتحليل من قبل الخبراء والمختصين في دول المنطقة، والعالم.
نجح حزب المؤتمر الشعبي العام عندما كان مرتبطاً بالجماهير وكان هناك قيادة آسرة ومؤثرة تحبها الجماهير وتلتف حولها في مختلف الأزمات التي مرت باليمن؛ مع الأسف الشديد تغيرت سياسة الحزب عندما صعدت بعض القيادات الجديدة وكان صعودها مفاجئ وسريع كانت تلك القيادات الدخيلة مرتبطة بدول إقليمية، ودولية ولديها أهدافها وأجندتها الخاصة ساهمت تلك العناصر بتدمير الحزب من الداخل بطريقة خبيثة يصعب على الشخص العادي معرفتها ، ومن نتائج تلك المؤامرة الكوارث التي حصلت في اليمن من عام 2012 حتى الأن ولا تزال لعبتهم مستمرة، ولكنها مكشوفة لدى العارفين القلائل فقط.
أغلب رجال الدولة الذين حكمو اليمن في عهد صالح معظمهم من حزب المؤتمر الشعبي العام الحزب الأكبر في اليمن ؛الحاضن لمختلف القيادات السياسية، والعسكرية، والإسلامية، والليبرالية، والقبلية، والمدنية،وفئة الموظفين ؛ إنه الحزب الذي يعتبر المظلة لكل الأحزاب في اليمن، ولكن سرعان ما كبرت تلك الأحزاب وأصبحت تنافس على الإنتخابات المحلية، والبرلمانية ومن تلك الأحزاب التي كانت تمتلك خبره في العمل السياسي الحزب الأشتراكي والناصري وحزب التجمع اليمني للإصلاح جناح الإخوان المسلمين في اليمن حصل حزب المؤتمر على دعم كبيــــــر من الدولة اليمنية ومن الدول الخليجية، وكان له مكانه مميزة في جميع الدول العربية بإعتباره حزباً وسطياً ليس لديه توجه مقلق يتفاعل مع مختلف القضايا العربية، والإسلامية.
إنقسم هذا الحزب الكبير بعد رحيل زعيمه صالح إلى ثلاثة أقسام القسم الأول وهو الأكبر لأنه يعيش في الداخل اليمني وسط قواعده وأعضائه الذين يصل عددهم لأكثر من أربعة مليون عضو ، والقسم الثاني القيادات التي تحكم مع عبد ربه منصور هادي ومعظمهم خارج اليمن، والقسم الثالث بعض القيادات المنتشرين في بعض الدول العربية وهم الفئة التي لم تظهر توجهها أو مناصرتها لأحد وليس لهم دور يذكر سوا بعض الحضور على موائد الأفراح والمناسبات؛ كان من الممكن أن يكون لهذا الطرف النائم دور كبيــــــر في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء بدل الصمت والحياد في وقت يتطلب الواجب الوطني منهم التحرك بكل قوة نحو المصالحة ووقف الحرب.
الخلاصة :
أولاً : حزب المؤتمر الشعبي العام لديه قاعدة شعبية كبيرة، ويملك مقرات في كل المحافظات، والمدن والنواحي ويملك إستثمارات فقط يحتاج إلى قيادة مخلصة محبة للوطن والشعب، لم يعد الحزب بحاجة إلى القيادات التي خانت الوطن والمبادئ والجماهير المؤتمر أمام مرحلة تاريخية مهمة إما أن يعود الحزب الأول والأقوى في اليمن وهذا يتطلب توحيد قياداته المخلصة والنزيهة التي لم تشارك في الأحداث الأخيرة وهم القيادات الوسطية فئة المتعلمين والمرتبطين بالجماهير أكثر من القيادات التي إرتبطت بالمال والسلطة ونسيت دورها تجاه ملايين اليمنيين الذين سحقتهم هذه الحرب بسبب طمعهم وجشعهم وخيانتهم للوطن، والجماهير .
ثانياً : مرحلة الشتات التي يمر بها حزب المؤتمر ؛ تتطلب إنقاذ سريع، وشخصية إستثنائية، آسرة ومؤثرة تلتف حولها الجماهير وهذا الشخص موجود ويحضى بقبول لدى الدول الإقليمية، والدوليـــة، ويملك تاريخ نضيف وخبرة كبيرة وعلاقات واسعة في الداخل والخارج إنه العميد احمد علي عبد الله صالح الرجل الذي يتعاطف معه ويحترمه الجميع في رأي الكثيرين يجب على احمد علي الإستعداد، والقبول بالتعامل مع الوضع الحالي بدون تحفظ، حيث يمكنه تخطي جميع الصعوبات والتوجه بقناعة نحو المصالحة الشاملة لكي يسهم الجميع في بناء مستقبل اليمن كل ذلك يمكنه القيام به في حال تم تهيئة الوضع المناسب لَهُ للقيام بذلك وأول خطوة رفع العقوبات الدولية، ودعمه في البداء بالتواصل مع جميع الأطراف بدعم ورعاية دول التحالف والأمم المتحدة وتفهم من في الداخل اليمني يستطيع احمد علي إعادة حزب المؤتمر إلى الصدارة من جَديد.
ثالثاً : حان الوقت لكي يدرك الجميع بأن الشعب اليمني من المستحيل إخضاعه أو هزيمته مهما طالت الحرب التاريخ يقول ذلك! المطلوب من كل الأطراف الداخلية، والخارجية قرأة الأحداث، والمتغيرات الإقليمية والدولية، والبحث عن حلول توقف هذه الحرب المؤلمة اليمن يواجه أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث مأساة ؛ تخطف كل يوم أرواح آلاف اليمنيين الجميع يتحمل وزرها أمام الله والتاريخ.
رابعاً : تقع المسؤلية الدينية، والأخلاقية، والعربية، والإنسانية على عاتق دول التحالف لكي تقوم بدورها في دعم جهود المصالحة في اليمن من أجل وقف الحرب وإعادة إعمار اليمن ودعم إقتصاده، وتحمل نفقات ما خلفته الحرب الشعب اليمني يستحق الحياة وفِي إنتظار قرار تاريخي من الرئيس هادي وقيادة التحالف يعلنو فِيه وقف الحرب …