ذهنية الشخصية العراقية

1

د. جميل عبدالله


تشهد ذهنية العراقي اعتلالآ تامآ في نظامها ,وهي على مسافة بعيدة من الثورة الذهنية بالطراز الغربي ,حيث لا ترى داعيآ حتى المرور بالنهضة والأصلاح والتنوير حسب شروطها الخاصة .لكنها بالمقابل لا توالى عن أستهلاك آخر الموضات الناجمة عن ممارسات تلك المراحل على الصعيد العلمي .حتى الذهنية التي تظن أنها عائدة لها ,لا تعني كثيرآ جذروها التاريخية أو سياق تطورها .وتفسير التاريخ بالنسبة لكل مجموعة , لا يعني اكثر من المديح الجاف .أي أن التاريخ بالنسبة للجماعات الذهنية عبارة عن مديح وثناء للذات , وتصنيف المناوئين لهم في لائحة الخصم اللدود .ولا يوجد طرف آخر ثالث .لا يخطر ببالهم قط التساؤل عن مدى موضوعية أو ذاتية هذه التفاسير .ومثلما لا مكان للتركيبة الجديدة بين القوالب الذهنية , فإن عادة التفكير حسب ثنائية “الأطروحة-الأطروحة المضادة” أيضآ لم تتطور بعد. لذا فبراغيمائيتها أقرب الى الأبيض والأسود .ثمة وجهة نظر الطبيعة يغلب عليها الرأي الداكن السوداوي واليأس الفاني , عوضآ عن التقكير في النهضة أو حتى في الطبيعة الحيوية والحركية السائدة في العصور الجديدة(النييولوتية).وتغيب اليوتوبيا في وجهة نظرها الى المجتمع أيضآ, بقدر ما تفنى عناصر الحكمة الميثولوجية والدينية الرائعة للتقاليد . أي أنها لا تسلك مواقف آملة وخبطة , لا لأجل مستقبلها , ولا لأجل ماضيها .ولدى غياب ذلك ينعدم الأبداع والخلاقية .

التعليقات معطلة.