حسن فليح /محلل سياسي
تاتي زيارة السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني المرتقبة للبيت الابيض في ظروف بالغة الدقة والتعقيد سوأ ما يخص العلاقة الامريكية العراقية او فيما يخص المنطقة وتداعياتها المثيرة للجدل والتكهنات ، من المجدي سياسيا ان تكون الزيارة على قدر من طرح الواقع السياسي العراقي ومايحيط بذات الواقع من صعوبات اولها ضبابية الموقف الامريكي من العراق وماذا تريد امريكا بالضبط ثانيا المكاشفة الصريحة مع الولايات المتحدة بخصوص الموقف من الفصائل المسلحة وعلاقة المركز بالاقليم وموضوع تصدير النفط من الاقليم ، وموضوع الدولار وتحديد نوع العلاقة المستقبلية مع الولايات المتحدة ، هل تمضي العلاقة الى معاهدة دولية او تفعيل الاتفاقية الامنية وتنفيذ بنودها المعطلة من قبل امريكا ام ماذا ؟ان كل تلك التساؤلات والفقرات مطلوب البحث فيها يجب ان تكون غايتها الاولى الخروج بنتيجة مرضية للطرفين ، اما العلاقة بأيران ونفوذها بالعراق يتطلب بلورة المواقف الجدية من قبل الطرفين وكيفية النظر اليها بابعادها السياسية والامنية والدعم الكامل للسيادة الوطنية وهل تتكفل امريكا بحماية العراق وسيادتة الوطنية ؟ وهل نعمل سويتا الى خلق شراكة حقيقية تقوم اولا على تعزيز الامن والاستقرار والانفتاح على العالم الحر ؟ وتشجيع الاستثمار وخلق فرص جدية للشباب العاطل عن العمل والبدء بمرحلة التطوير الصناعي في كافة المجالات ونهوض بالواقع الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي وعدم الاعتماد على النفط كمورد وحيد والعمل والمساعدة على تعظيم واردات العراق للشروع بالتنمية والعمران ، كل ماتقدم تستطيع الولايات المتحدة من تقديمة كشريك حيوي وعظيم ، فأذا كانت تلك مطالب العراقية فما هي مطالب الولايات المتحدة لتحقيق ذلك الهدف ؟ وهل السوداني قادر ان يجعل من زيارته تحت عنوان رحلة المصارحة ؟ ام مصيرها الفشل وتكون زيارة بروتكولية عادية من اجل تحقيق الزيارة الموعودة والاكتفاء باخد الصور فقط ؟ ان الظروف المحيطة بالزيارة غير موفقة داخليا لم يتوفر للسوداني توافق وطني على منهاج الزيارة ولم تحظى الزيارة برؤية عراقية وطنية لتحديد مستقبل العلاقة ، كما انها تأتي في وقت ان بايدن نفسه غير مكترث لتلك الزيارة وهو على مشارف مغادرة البيت الابيض في نهاية العام الحالي ، وان المنطقة تشهد توتر اقليمي غير مسبوق وربما تتعرض الزيارة للتأجيل او الالغاء خاصة اذا تصاعد الموقف المتوتر بين اسرائيل وايران وعلاقة ذلك بمواقف الفصائل المسلحة تحت مايسمى بالمقاومة الاسلامية بقيادة ايران ، واستئناف الضربات على المواقع والاهداف الامريكية وحينها سيكون السوداني في موقف لايحسد علية ، وفي تعليق لمايكل نايتس
الدكتور مايكل نايتس هو زميل أقدم في برنامج الزمالة “جيل وجاي برنشتاين” في معهد واشنطن، ومتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج العربي ،
حيث قال في ما يتعلق بزيارة السوداني إلى أمريكا، يجب أن نرى ما يستطيع رئيس الوزراء العراقي تحقيقه قبل تأكيد هذه الدعوة المهمة. يمكن للسوداني أن يكون رئيس وزراء حقيقي لدولة حقيقية ذات سيادة إذا أراد ذلك، لكن ذلك سيتطلب المخاطرة ، وهنا معروف حجم المخاطرة وهو تحديد الموقف من ايران ،
إذا كانت “المقاومة” المدعومة من إيران تريد عدم إحراج السوداني، فذلك لسببين لا ثالث لهما، أولاً لأن الجماعات المدعومة من إيران يناسبها وجود السوداني كواجهة غير محظورة لقيادة العراق اسميًا، وثانيًا لأنها تتوقع أن يقوم السوداني عما قريب بتنفيذ عملية إخراج القوات الأمريكية من العراق ضمن إطار زمني محدد ، هذا هو الاعتقاد السائد لدى محور المقاومة في العراق الاحتمال الاول صحيح اذا صدقت النوايا واذا لم يطرأ طارئ على واقع الاحداث المتسارعة اما فيما يخص الاحتمال الثاني فأن ذلك من شأن الامريكان وحدهم ولا احد يستطيع ان يملي عليهم الرحيل خاصةً في ضل الاوضاع المتوترة التي تعيشها المنطقة ويبقى خيارا امريكيا بحتا .