منوعات

سبب مفاجئ هو الأكثر شيوعاً لوفاة الأم الجديدة

تعبيرية

تُعرف الوفيات المرتبطة بالحمل بكونها تحصل أثناء الحمل او خلال مدة سنة التي تليه لأي سبب كان يرتبط به. وتبيّن في دراسة، أنّ المعدّل الأعلى من الوفيات المرتبطة بالحمل سُجّلت في الولايات المتحدة الأميركية، بحسب ما نُشر في Huffingtonpost.

ما السبب الأول للوفيات المرتبطة بالحمل؟

تبيّن في دراسة قامت بها الـ CDC حول الوفيات المرتبطة بالحمل بين عامي 2017 و2019، أنّ السبب الأول لهذه الوفيات هو الإضطرابات النفسية، بما في ذلك حالات الإنتحار والجرعات الزائدة من الأدوية. هذا، وتأتي في المرتبة التي تلي الذبحة القلبية، فتشكّل الوفيات الناتجة منها نسبة 13 في المئة. أما القصور في القلب، فسبب في نسبة 9 في المئة من الحالات. وبالتالي إذا اجتمع هذان السببان يشكّلان السبب الثاني الأكثر شيوعاً للوفيات المرتبطة بالحمل.

أما بالنسبة إلى غير الحوامل، فتُعتبر أمراض القلب السبب الأول للوفيات بين النساء، التي تتسبب بمعدل أعلى بالمقارنة مع الوفيات الناتجة من السرطانات مجتمعة. علماً أنّ الناس تربط عموماً بين أمراض القلب والتقدّم في السن، فيما لا يتمّ الربط بينها وبين الحمل على الرغم من العلاقة الوثيقة التي تربط بينهما. في الواقع، هناك عوامل خطر تزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب وترتبط بالحمل حصراً وبمرحلة ما بعد الولادة، ولا بدّ من أخذها في الاعتبار. فبعض المشكلات خلال الحمل يجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب لاحقاً في حياتها، لذلك، من المهمّ التدقيق في سجلها الصحي والبحث عن اي مشكلات محتملة فيها. علماً انّ الكثير من هذه المشكلات قابل للمعالجة ويمكن العمل على إدارتها. وبما أنّ الوقاية ممكنة لحماية المرأة من خطر يهدّد حياتها، تبرز أهمية نشر الوعي في هذا المجال.

كيف يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب خلال الحمل؟

يُعتبر الحمل حالة طبيعية وليس مرضاً يجب القلق بشأنه. لكن في الوقت نفسه، يُعتبر بمثابة مجهود للقلب، فيزيد معدّل ضربات القلب في الدقيقة، كما يزيد معدّل دفق الدم الذي عليه ضخّه في الجسم. لذلك، من الشائع أن تعاني الحامل تسارعاً في ضربات القلب، فيما تتحسن الحالة بعد الولادة، بحيث لا تُعتبر مشكلة تدعو للقلق. فهي تنتج من زيادة دفق الدم.

في المقابل، يزيد الإجهاد على القلب ليبلغ الذروة في مرحلتين: الأولى هي حوالى فترة الولادة والثانية بعد الولادة، عندما تتغيّر معدّلات الماء والدم في الجسم بشكل جذري، إلى درجة أنّها تؤثر على القلب.

إذا كانت الحامل تعاني أصلاً مشكلة في القلب، من المهمّ أن تخضع إلى مراقبة دقيقة لصحة القلب. كما أنّه من الممكن أن تكون هناك مشكلة في القلب لم يتمّ تشخيصها سابقاً، فتظهر أعراضها خلال الحمل، فيما يتعرّض القلب إلى إجهاد زائد.

أما مشكلة القلب بعد الولادة، وهي مسؤولة عن نسبة 9 في المئة من حالات الوفاة المرتبطة بالحمل ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة، فهي تظهر في خلال فترة الولادة. ففي الشهر الأخير من الحمل وخلال الأشهر الأولى بعد الإنجاب، يعاني البعض قصوراً في القلب. في المقابل، هناك مشكلات اخرى في القلب ترتبط بالحمل وهي أكثر شيوعاً، مثل ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل. لذلك، تخضع كافة الحوامل إلى مراقبة لضغط الدم ولمعدّل ضربات القلب، وصولاً إلى مرحلة ما بعد الولادة، للتأكّد من عدم وجود أي مشكلة في هذا المجال. علماً أنّ مستوى ضغط الدم ينخفض في المرحلة الأولى من الحمل، ثم يرتفع إلى حدّ ما في الأشهر الثلاثة الأخيرة منه. أما ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل، فهو ذاك الذي يحصل بعد الاسبوع الـ20 من الحمل. ويمكن أن يؤدي إلى حالة Preeclampsia التي يترافق فيها ارتفاع ضغط الدم مع تضرّر باقي الأعضاء، ويُظهر وجود بروتينة في البول. هي حالة يمكن أن تهدّد الحياة، بحيث يراقبها الطبيب من كثب، ويمكن أن تستدعي ولادة مبكّرة لحماية الأم والطفل. مع الإشارة إلى أنّ بعض النساء يُعتبرن أكثر عرضة لهذه الحالة في حال وجود مشكلة ارتفاع ضغط دم سابقة أو أمراض في الكلى أو سكري أو سمنة. كما أنّ الحامل التي تخطّى عمرها 40 سنة وتلك الحامل بتوأم، هي أكثر عرضة لهذا الخطر ايضاً. هذا، وتُعتبر الحامل التي تعاني ارتفاعاً في ضغط الدم، أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب لاحقاً في حياتها. وبقدر ما تزيد المضاعفات خلال الحمل، يزيد الخطر أكثر بعده لاحقاً.