منوعات

شواهد القبور في جورجيا.. للناس في دفن موتاهم مذاهب

تختلف الأديان والثقافات في تحديد شكل الارتباط بين أهل القبور من جهة، وأهل المنازل والقصور من جهة أخرى.. “لو التمني حقيقة، أمنيتي يرجع شخص غابت ملامحه وسط القبّور”، بهذه التغريدة عبرت نوف السبيعي، عن حزنها، عبر حسابها الشخصي على “تويتر”، لكن نوف لا تدري ربما أن قبوراً في مكان ما في هذا العالم تحتفظ بملامح أصحابها، وهم في أبهى صورهم وعز تألقهم.

في جمهورية جورجيا، المنفصلة عما كان يسمى بـ “الاتحاد السوفياتي”، وهناك على مرتفعاتها الجبلية الخضراء، يُوضع بدلا عن الشاهد (حجر المقبرة) صورة لصاحب القبر أو مجسم بطول جسمه الحقيقي، وأحيانا تمثال كامل من النحاس أو الرخام، كما يحظى الأغنياء من الموتى بمساحة كافية لوضع طاولة سفرة وكراسي يستخدمها الزوار طيلة فترة الزيارة، في تناول الطعام والاحتفال بالمواليد الجدد وأعياد الميلاد، وحتى بروفات حفل الزفاف.

الهدف عند الجورجيين كما تقول رئيسة تحرير قنوات “فايس” الإخبارية الكترا كوتسوني، في تصريحات سابقة لها، أن يواصل الميت بروحه ما اعتاد أن يفعله مع أهله وأحبابه.

المصور المغامر سيرغي سترويتيلييف، يقول عن رحلته الأخيرة لجورجيا، وفقاً لما نشرته قنوات “فايس”: “هذه ظاهرة سخيفة من وجهة نظري، خصوصاً ان غالب هذه القبور مبنية على شرف رجال أغنياء قد يكون بعضهم كسب ثروته بشكل غير شرعي، في حين أن الناس من المهن الصادقة أو الإبداعية، مثل الفنانين والرسامين وعمال النظافة، دفنوا تحت شواهد بسيطة”.

زيارة المصور سيرغي كانت تحديداً لمدينة كوتايسي، ويصف القبور هناك بأنها فخمة جداً، وبعضها باهظ الثمن وغريب الأطوار. ويصف سيرغي القبر الذي أعجبه كثيراً، بقوله: “تمثال صاحب القبر يجلس على كرسي ويحمل سيجارة حقيقية بين أصابعه”.

الغريب أيضاً – بحسب سيرغي – أن هناك صوراً لنساء مع أزواجهن فوق شواهد بعض القبور، على رغم أنهن ما زلن على قيد الحياة، ولكن سيتم دفنهن في المكان نفسه “لأنهن يعشقن أزواجهن كثيراً”. ويضيف المصور المغامر: “الشيء الأكثر إثارة للاهتمام حول المقابر، وجود الطاولات والكراسي هناك، بحيث يمكن للأصدقاء والأقارب الذين يزورونهم الجلوس أو التدخين أو الشرب والتحدث إلى الشخص المدفون.. لقد رأيت عدداً قليلاً من الأشخاص يفعلون ذلك”.

حسام بركات