صحيفة اسبانية: كورد سوريا فهموا الرسالة.. وحرب بالوكالة تلوح بالأفق

1

 

ترى صحيفة “إلموندو” الإسبانية إن انسحاب تنظيم داعش من مدينة دير الزور السورية سيفتح الباب أمام حرب بالوكالة في شرق البلاد، مشيرة الى أن الكورد هناك فهموا الرسالة التي افرزتها قضية استفتاء كوردستان العراق وما تلتها من تداعيات اقليمية ودولية.

وتضيف الصحيفة، في تقرير لها أنه من الممكن أن يندلع صراع بين واشنطن وحلفائها الكورد من جهة، وموسكو وطهران ونظام الأسد من جهة أخرى، في سبيل السيطرة على مناطق ستراتيجية في البلاد.

وتابعت أن تنظيم داعش حاصر مدينة دير الزور منذ شهر أيار من سنة 2015، رغم تواجد حوالي 7 آلاف من قوات بشار الأسد، و180 ألفا من المدنيين، حيث نجح التنظيم في فرض سيطرته بسهولة وسرعة بفضل جمعه بين إستراتيجية العنف والترهيب، وقدرته على عقد التحالفات مع السكان المحليين باستخدام إغراءات المال وأرباح بيع موارد الطاقة.

وتوضح الصحيفة أن تراجع قوة تنظيم داعش تعود بالأساس إلى نجاح طيران القوات الروسية والتحالف الدولي من خلال استهداف بنيته التحتية، التي كان يعتمد عليها لاستخراج ونقل مواد الطاقة خلال العامين الماضيين.

واعتبرت الصحيفة أن تقهقر نفوذ التنظيم في دير الزور يفتح الباب أمام حرب بالوكالة، تدعم فيها واشنطن قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر عليها أغلبية كوردية مقربة من منظمة حزب العمال الكوردستاني، بينما تدعم روسيا وإيران قوات نظام بشار الأسد ومجموعة من المليشيات الشيعية، من أبرزها حزب الله اللبناني.

وتلفت الى أنه لدى كل من التحالف الأمريكي وقوات سوريا الديمقراطية، وروسيا وإيران والأسد أهدافا متباينة في سوريا، حيث ستعمل مختلف هذه الأطراف على تحقيقها الآن بعد هزيمة عدوهم المشترك، تنظيم داعش.

وتتمثل هذه الأهداف أساسا، بحسب الصحيفة، في السيطرة على موارد الطاقة التي خلفها التنظيم، كما ستسعى طهران لتحقيق هدف آخر فردي يتمثل في فتح ممر مباشر من إيران نحو لبنان، سوف يوسع نفوذها في المنطقة ويمكنها من نقل السلاح لحلفائها.

وتحذر الصحيفة من أن احتدام التنافس بين التحالفين ينذر باشتعال فتيل النزاع في أي لحظة، في ظل تزايد احتمالات وقوع حوادث أو مواجهات مباشرة.

وتنقل الصحيفة عن فابريس بالانش، الأستاذ والباحث في الصراع السوري في معهد واشنطن، قولا أكد فيه أن “الولايات المتحدة أرادت السيطرة على آبار النفط ومنطقة الحدود العراقية السورية من أجل التصدي للممر الذي تسعى إيران لفتحه، إلا أنها لم تنجح في ذلك نظرا لأن قوات النظام السوري كانت أسرع منها، كما مكنت السيطرة على مدينة الميادين، بحكم قربها من مدينة البوكمال، قوات الأسد من قطع الطريق أمام مرور قوات سوريا الديمقراطية نحو جنوب دير الزور”.

ويضيف أنه بالنظر للأحداث التي جرت في مدينة كركوك قبل أسبوعين، وفي ظل عدم تدخل الولايات المتحدة لمساندة الكورد، لم تعد قوات سوريا الديمقراطية تثق في حليفتها واشنطن، وأصبحت تسعى لإبرام اتفاقات مع دمشق.

ويبين أن الكورد في سوريا فهموا الرسالة جيدا، وهذا يعني أنهم لن يرفعوا السلاح في وجه قوات النظام السوري.

التعليقات معطلة.