{صراع الاحتلاليين حول العراق الى أين}

1

حسن فليح /محلل سياسي

الجزء الاول
عشرون عاما ضاعت من عمر العراقيين بين تدمير وتهجير وحرب طائفية وقتل على الهوية وعدم استقرار امنه ونهب ثرواته وانتشار المخدرات بين ابنائه ونعدام التعليم وتعزيز الجهل وانتشار الامية وتلاشي القيم النبيلة التي كانت احدى اهم صفات المجتمع العراقي المعروف بها بين شعوب المنطقة والعالم ، عشرون عاما خلت والعراقيين لازالوا ينتظرون المعجزات عسى ان تأتي قوة جبارة ساحقة ماحقة تغير من حالهم “باحتلال جديد” وبسيناريو جديد وبهوية سياسية جديدة تلغي ماتقدم وتضعهم في حال افضل !!!
علما أن الطبقة السياسية التي حكمت العراق منذ الغزو الأميركي عام 2003، تتمثل في انها ضعيفة وفاقدة للرؤية الدقيقة لقيادة العراق ، من جراء اعتمادها على سياسىة تقسيم الغنائم، واستفحال الفساد، مع الغياب التام للمراقبة، حيث أن أغلب السياسيين والأحزاب متورطون في هذا الأمر ، وما يزيد الطين بلة أن ايران هي المستفيد من هذا العجز السياسي بل وتعمل على تكريسة من اجل ان تبقى بغداد ضعيفة أمام طهران وفقدانها لبوصلة النجاة ،
وفي ضل هذا الواقع المرير سوف لن يفلت العراق من النظام الطائفي والمحاصصاتي والفساد المالي والانتخابي وسطوة الفصائل المسلحة المتمثلة باحزاب السلطة الموالية لايران التي تتفوق بحكم أدواتها وتجاربها في العراق على اللمسات الأميركية ومدى تأثيرها على الواقع السياسي في البلاد ،
الامر الذي جعل من العراق مفتوح على جميع الاحتمالات من جراء الفشل السياسي والاضطراب الامني ، والاحتقان الشعبي المتزايد والقلق المستقبلي من غموض العلاقة المهزوزة بين العراق والولايات المتحدة ، في حين ان الولايات المتحدة هي من شرعنة النظام السياسي الحالي وهي من باركت لحكومة الاطار الموالية لطهران عند تشكيلها وهي من عملت وساعدت على تفرد الاطاريين بالحكم !! وهي اليوم تعاني مما فعلت !! لعبت طهران دورا كبيرا لحسم الموقف لصالحها داخل العراق على حساب الامريكان وعلى مصالح العراق الوطنية ، الامر الذي القى بضلالة في اضطراب العلاقة بين بغداد وواشنطن ، خاصةً بعد ما آلت اليه الاوضاع بالمنطقة ،
ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل دفعت مواليها للمطالبة بعدم بقاء القوات الامريكية وتواجدها على الارض العراقية ، لكي تتفرد ايران بالساحة العراقية وفرض الهيمنة الكاملة على العراق دون رادع ، كل الذي يحصل هو نتيجة حتمية للصراع الدائر الان “بين الاحتلاليين الايراني الامريكي حول العراق” احدهم بالارض ويتحكم بالتفاصيل السياسية والاقتصادية والامنية وما يجري بالعراق لحد التفاصيل المملة والاخر بالسماء معولا على قوته وحساباتة الاستراتيجية بعيدة المدى وغير آبه بما يجري من معانات للشعب والبلاد من جراء السياسة المتبعة فيما بينهما من قبل ايران والولايات المتحدة التي اتعبت العراق والعراقيين!! في حين ان ذلك يشكل الشغل الشاغل للعراقيين الرافضين لتلك الحالة حيث انها تمس صميم السيادة الوطنية للعراق وهمشت الى حد كبير ارادت الاحرار من ابنائه ، ومصادرة علنية وواضحة للقرار السياسي والسيادي للعراق ، بالوقت صارت البلاد تدفع الثمن الباهظ من مرتكزات قوتها وثرواتها التي باتت مهدورة وضياع فرص بناء مستقبل الدولة وفق مفهوم السيادة وتعزيز الامن وفرض الاستقرار ،

أن الأطراف السياسية العراقية، ستجد نفسها في موقِـف حرِج للغاية في للحظة تاريخية امام الشعب حيث يتعيّـن عليها حسم خيراتها والاختيار بين رغبات الطرفيْـن “إيران وأمريكا” من دون أن يكون للخِـيار الوطني العراقي المستقِـل، قوته الذاتية الفاعلة، بسبب استمرار هشاشة الدولة العراقية بكل مؤسّـساتها العسكرية والإدارية والتنفيذية والتشريعية ، حيث لايجوز استمرار الوضع الحالي بتدمير العراق وشعبة ولابد للحراك الوطني الشعبي ان يحسم هو الاخر خياراتة وان لايبقى صامتا والبلاد بين الشد الايراني والجذب الامريكي لابد ان يكون صوت الشعب والارادة الحرة الوطنية العراقية فوق كل العناوين وفوق لغة واصوات النشاز من الخانعين .

التعليقات معطلة.