مقالات

«صفقة قرن «إسرائيلية»»

تمضي «إسرائيل» في تنفيذ مخطط تهويد مدينة القدس على إيقاع خطط الحديث عن «صفقة القرن» التي تعد لها الإدارة الأمريكية لحل القضية الفلسطينية.
«إسرائيل» التي تستكمل تدريجياً تهويد المدينة المقدسة من الداخل، تعمل حالياً على تهويد محيطها لربطه بما يسمى «مدينة القدس الكبرى».
حكومة بنيامين نتنياهو قررت طرد سكان التجمعات العربية البدوية المحيطة بمدينة القدس، التي تقع بين مستوطنتي «معاليه أدوميم» و«متبيه بريحو» باتجاه البحر الميت في إطار تعزيز الاستيطان، وتنفيذ مخطط يدعى «إي أ»، بحيث تفصل بشكل كامل جنوب الضفة الغربية عن شمالها، وتمنع التواصل الجغرافي بين أراضي السلطة الفلسطينية وتجهض بشكل مطلق أي احتمال لإقامة دولة فلسطينية، أو ما يسمى حل الدولتين.
سلطات الاحتلال قامت بتسليم البدو، عرب الجهالين في جبل البابا قرب العيزرية شرقي القدس القريب من مستوطنة «معاليه أدوميم» أوامر بإخلاء بيوتهم ومغادرة المنطقة التي يعيشون فيها منذ تهجيرهم من النقب في السنوات الأولى للنكبة.
مخطط توسعة التهويد ومصادرة أرض الفلسطينيين جارية على قدم وساق، في انتهاك صارخ لكافة القوانين والقرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والتي ترفض المستوطنات وتدين كل محاولات تغيير المعالم الجغرافية والتاريخية لمدينة القدس باعتبارها أرضاً محتلة. لكن الاحتلال المصفح بالدعم الغربي، خصوصاً الأمريكي لا يعير اهتماماً للشرعية الدولية باعتبار أنه يتعامل مع القضية الفلسطينية من منطق القوة وفرض الأمر الواقع.
لذا، لم نسمع من الإدارة الأمريكية ولا من الدول الغربية الأخرى أي رد فعل على الإجراءات «الإسرائيلية» رغم علمها أن ما تقوم به «إسرائيل» هو انتهاك معلن للقوانين الدولية، وجريمة بحق الإنسانية لأنها تتقصد طرد شعب من أرضه واستبداله بشعب غريب آخر لا علاقة له بهذه الأرض.
إن تنظيف «غلاف» القدس من أهله هو استكمال لعملية تهويدها كي تكون «عاصمة أبدية للدولة اليهودية» وهو ما بدأته «إسرائيل» منذ احتلالها المدينة العام 1967، حيث باشرت بتغيير معالمها وتزوير هويتها وتاريخها وجغرافيتها، فقامت باستبدال أسماء الشوارع والساحات العربية بأخرى يهودية، وهدمت أحياء عربية تاريخية، وصادرت مئات المنازل وسحبت هوية أهلها العرب أو منعتهم من الإقامة فيها من أجل تغيير ديمغرافيتها بجلب آلاف اليهود إليها، إضافة إلى السعي الحثيث للاستيلاء على المقدسات الإسلامية والمسيحية تمهيداً لتهويدها.
نحن أمام جريمة يومية تتكرر في مدينة القدس اعتبرها الفلسطينيون «إعلان حرب شاملة على الشعب الفلسطيني، وإعلاناً رسمياً بوفاة حل الدولتين».
إذا كانت «إسرائيل» تمضي في التهويد ومصادرة الأرض وطرد أهلها على هذا المنوال، وسط هكذا صمت، فأي «صفقة قرن» سوف ننتظر؟ ربما بمواصفات وشروط «إسرائيلية».. لا دولة ولا قدس!