اخبار سياسية

صيغة نهائية للاتفاق النووي.. موافقة أمريكية وتريث إيراني

قدم الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، النهائي المقترح للاتفاق النووي الإيراني، مشيراً إلى أن هذا النص تم تقديمه لجميع الأطراف ولن يعاد التفاوض بشأنه، في حين عاد الوفد الإيراني المفاوض من فيينا إلى طهران.

ويؤكد الوفد الإيراني أن هذا النص ما زال بحاجة لـ”مراجعة شاملة” ما يشير إلى أن المفاوضات قد تعود لنقطة الصفر مجدداً، في حين تطرح طهران مطالب إضافية متعلقة.

نص نهائي
وبعد أربعة أيام من المباحثات في فيينا لإحياء اتفاق العام 2015 الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديا منه في 2018، أكد مصدر دبلوماسي أوروبي الإثنين أن الاتحاد الذي يتولى تنسيق المفاوضات، طرح “نصاً نهائياً” على الأطراف المعنيين.

وكان المصدر الأوروبي أكد للصحافيين أن النص بات “أمام كبار المندوبين، انتهت المفاوضات وهذا هو النص النهائي، ولن يعاد التفاوض عليه”.

وقال المسؤول الأوروبي إن “الكرة الآن في ملعب العواصم المعنية وسنرى ماذا سيحدث”.

وأكد أن كل المفاوضين المعنيين سيغادرون فيينا، وتالياً لن تحصل أي مفاوضات إضافية في العاصمة.

وشدد الدبلوماسي على “نوعية” النص المؤلف من 25 صفحة، معرباً عن أمله “بشدة بأن تتم الموافقة عليه”.

استعداد أمريكي
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة مستعدة “لإبرام اتفاق على وجه السرعة” لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 على أساس المقترحات التي قدمها الاتحاد الأوروبي.

وقال المتحدث، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن طهران قالت مراراً إنها مستعدة للعودة إلى التنفيذ المتبادل لبنود الاتفاق، مضيفاً “دعونا نرى ما إذا كانت أفعالهم تتطابق مع أقوالهم”.

آراء إضافية

من جانبها، أكدت إيران أن “النص النهائي” الذي أعلن الاتحاد الأوروبي طرحه في مباحثات إحياء الاتفاق النووي، لا يزال قيد المراجعة من قبلها وستقدم “آراء إضافية” بشأنه، وفق ما أورد الاعلام الرسمي.

وبعيد ذلك، أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران أبلغت الدبلوماسي الأوروبي انريكي مورا الذي يتولى تنسيق المباحثات “ردنا الأولي” على النص المقترح، وفق ما نقلت عنه وكالة “إرنا” الرسمية.

وأضاف المصدر الذي لم يكشف اسمه “هذه البنود تحتاج الى دراسة شاملة، وسننقل آراءنا الاضافية واعتباراتنا الى المنسق والأطراف الأخرى”.

ولاحقاً قال مسؤول بالخارجية الإيرانية إن إيران ليست في مرحلة تتيح لها الحديث عن اتفاق نهائي لإحياء الاتفاق النووي، مشيراً إلى أنه “تم إحراز تقدم نسبي في عدد من القضايا” في الجولة الأخيرة من المحادثات النووية في فيينا.

مطالب إيرانية جديدة
وخلال الجولة الراهنة، أكدت طهران ضرورة أن تنهي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، القضية المفتوحة بشأن العثور في مراحل سابقة على آثار لمواد نووية في مواقع لم تصرّح إيران أنها شهدت أنشطة نووية.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الأحد، “نعتقد أن على الوكالة الدولية حل مسائل الضمانات المتبقية بالكامل عبر اعتماد مسار تقني والنأي بنفسها عن المسائل المنحرفة سياسيا وغير البنّاءة”.

وكانت الدول الأوروبية الأطراف في الاتفاق (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا)، حضت إيران الجمعة على “عدم التقدم بطلبات غير واقعية” في المباحثات، مشددة على أن مسألة المواقع غير المعلنة لا ترتبط بالاتفاق، ويجب حلّها بين طهران والوكالة الدولية.

وأكد المصدر الإيراني الإثنين أنه خلال الأيام الماضية “تبادلنا مواقفنا مع الأطراف الأخرى وبحثنا عددا من مقترحاتنا وتم إحراز تقدم نسبي في بعض القضايا”، مشدداً على أن “المبدأ الأساسي لنا في المفاوضات هو ضمان حقوق ومصالح إيران”.

وشدد على أن الفريق المفاوض ركز على “تأمين المصالح الاقتصادية لإيران وتقديم الضمانات لها بشأن التنفيذ المستدام للالتزامات من قبل الجانب الآخر ومنع تكرار السلوك غير القانوني للولايات المتحدة”.

محاولات لإنقاذ الاتفاق
وبدأت إيران والقوى المنضوية في الاتفاق مباحثات لإحيائه في أبريل (نيسان) 2021 في فيينا، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة وبتسهيل من الاتحاد الأوروبي.

وأجرت واشنطن وطهران في أواخر يونيو (حزيران)، مباحثات غير مباشرة في الدوحة بتسهيل من الاتحاد الأوروبي، انتهت دون تحقيق اختراق.

أتاح الاتفاق المبرم بين إيران وست قوى كبرى عام 2015، رفع عقوبات عن طهران في مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، إلا أن الولايات المتحدة انسحبت أحادياً منه في 2018 خلال عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران التي ردت بالتراجع تدريجا عن غالبية التزاماتها بموجبه.