سمير عطا اللهكاتب عربي من لبنان، بدأ العمل في جريدة «النهار»، ويكتب عموده اليومي في صحيفة «الشرق الأوسط» منذ 1987. أمضى نحو أربعة عقود في باريس ولندن وأميركا الشمالية. له مؤلفات في الرواية والتاريخ والسفر؛ منها «قافلة الحبر» و«جنرالات الشرق» و«يمنى» و«ليلة رأس السنة في جزيرة دوس سانتوس».
عند عودته من شبه الجزيرة العربية، أقنع لورانس رؤساءه. وبالتالي أصبح الأمير فيصل القائد الميداني العربي. بناء على طلب فيصل، تم تعيين لورانس ليكون ضابط اتصال بريطانياً معه. وكانت الحملة التي شنوها حرب عصابات. كان هدفهم الاستيلاء على المدينة المنورة، التي تقع إلى الشمال منهم، ومنع قوات الحجاز من التوجه شمالاً إلى فلسطين. لكن الحملة فشلت. قام الأتراك بإصلاح السكك الحديدية بعد كل هجوم، وأبقوها تعمل. المدينة المنورة لم تسقط قط في أيدي الحلفاء. صمدت حاميتها حتى نهاية الحرب، وأغلقت الطريق البرية إلى فلسطين.
عندما سقطت العقبة في يد فرقة حرب الشيخ، قام لورانس، الذي ركب معهم بإبداء مآثر التحمل والشجاعة لعبور فلسطين وسيناء، التي يسيطر عليها العدو لإبلاغ الأخبار إلى القائد العام البريطاني الجديد، إدموند اللنبي.
كانت استراتيجية لورانس تنطبق على نوع مختلف من الحرب. لم يعرف لورانس كيف يدمر، أو حتى يهزم عدواً، بحيث لم تكن استراتيجيته ذات فائدة ضد بلد يقاتل من أجل البقاء. بلد لن يستسلم أو لا يستطيع الاستسلام، ويجب سحقه بالقوة. حلم لورانس كيفية إرهاق الخصم، استراتيجية لن تفوز إلا ضد عدو يستسلم إذا كان متعباً. وبالتالي، يقاتل العدو للتمسك بشيء يمكنه التخلي عنه في الحالات التي تنطبق عليها، تتمثل ميزة استراتيجية لورانس للاستنزاف في أنها تسمح لقوة أصغر وأضعف باستنزاف الموارد، وبالتالي، الإرادة لمواصلة القتال بقوة عظمى لا يمكن هزيمتها وجهاً لوجه في الميدان؛ لذا فإن استراتيجية لورانس تناسب الاحتياجات الخاصة للمتمردين ضد القوى الاستعمارية.
إلى اللقاء…