مقالات

عين على الوطن: النقل والاتصالات حيوية متجددة

 
حمد بن سالم العلوي:
 
 
كل مرة أحضر فيها المؤتمر الصحفي السنوي لوزارة النقل والاتصالات، اكتشف أن هناك وزارة تعمل بإبداع، حتى إن أسلوب العرض للمؤتمر، ليس فيه تكرار، وهذا دليل على أن العقول التي تخطط وتنفذ وتخرج العمل، تمثل شعلة متوهجة من الإبداع، وشعاعها ليس له حدود تحده، فيضطره للاستعانة بالماضي الذي استهلك، وماسترو القيادة يدير جوقة الوزارة بمهارة عالية تخلو من الأنانية والاحتكار، فيكون التناغم منسجما مع بعضه البعض في توزيع الأدوار، فترى الأوركسترا السيمفونية للعرض تسرح منسابة ومتوازنة، بحيث لا تلاحظ اختلافا أو تكرارا يعيب التناغم العام، وهذا يصدق مقولة (نابليون) حيث قال: ليس هناك من عنصر غير صالح، وإنما قد يوجد قائد غير صالح، ولأن قائد العمل صالح وبارع، فقد أصبح أداء الوزارة كله متوافقا مع التقدم والحداثة مواكبة لعصر النهضة العُمانية.
وكما يُقال: إن الخط يقرأ من عنوانه، فلا غرو إن كان مضمون العرض، قد أبهر الحضور وأمتعهم، وإن المشاريع الكثيرة التي أنجزت، أو أنها قيد الإنجاز، أو حتى قيد التخطيط للمستقبل، فجميعها تنم عن تطور متقن، وخطوات تتم على مرأى ومسمع من الجميع، وإن وزارة النقل والاتصالات، أصبحت تنفرد بسلوك حميد من خلال مؤتمرها الصحفي السنوي، فيكون بمقدور كل مواطن يراقب ويحاسب هذه الوزارة على إنجازاتها وخطواتها، وإذا ما طرأ أي تأخير في مشروع من المشاريع، فإنه وبكل سهولة ويسر يستطيع المواطن أن يتأكد بنفسه عن مسار أي مشروع وسبب عرقلته، وسيجد الصدر الرحب الذي يوضح له المعلومة التي يريد، لذلك يحق لهذه الوزارة أن تزعم حقا، أنها الأكثر شفافية بل هي صاحبة الشفافية المطلقة في السلطنة، وذلك رغم تشعب مهامها وتنوعها، وملامسة كل الاحتياجات الخدمية التي يحتاجها المواطن العادي، أو يحتاجها أصحاب المشاريع التجارية والاقتصادية والإنمائية الصغيرة والكبيرة في كافة أنحاء السلطنة.
ولقد وعدت هذه الوزارة الوطن العُماني بكل أرجائه ونواحيه، أن تزف البشرى للمواطنين عن إنجازات جديدة، وهي بالطبع تضيف في كل عام مجموعة من المنجزات الجديدة، تضاف إلى سجلها الحافل بالإنجازات التي ترقى لتكون معجزات، فقد بشرت هذا العام بنجاح عملية اإستحداث نظام الأنفاق والسير الأفقي في الجبال بدلاً من تسلقها أو الدوران حولها كما كان في السابق، وستكون باكورة هذا العمل في طريق الشرقية السريع، وذلك في جزئية منطقة وادي العق، وكذلك بشرت الوزارة بافتتاح مرحلتين مهمتين من طريق نزوى صلالة، ألا وهما المرحلتان الأولى والثانية (أدم ـ ثمريت)، وكذلك إسناد حارتين إضافيتين وهما الحارة الثالثة والرابعة على الطريق القائم حاليا، وذلك في جزئية الرسيل ـ بدبد، وأيضا إسناد مشروع طريق مهم ألا وهو (ليما ـ دبا ـ خصب) في محافظة مسندم.
وتحدث المسؤولون أيضا عن استخدام الموانئ الرئيسية في البلاد بسهولة ويسر، وهي صحار والدقم وصلالة، وميناء السلطان قابوس وميناء السويق، وإن التفريغ يتم خلال 6 ساعات كحدٍّ أقصى، وليس كما يحلو لمروجي الشائعات القول، أما خروج البضائع من الموانئ فتلك مسؤولية المورد الذي أعطي مهلة أقصاها 7 أيام، وإن تخليص البضائع في المطارات يتم في غضون 24 ساعة، وقد تم استحداث خمسة خطوط بحرية مباشرة مع الموانئ الإقليمية القريبة، ستتعامل معها الموانئ العُمانية، وهذا سيسهل استقدام المواد الغذائية أو التصدير إليها من عُمان، لذلك فإن تنوع المصادر يوجب أن يكون هناك وفرة في المواد الغذائية، مهمتها أن تكسر جشع بعض التجار، وإن فتح مطار مسقط العام الماضي، ودعمه بمطاري صحار والدقم، وكذلك مطار صلالة، فإن هذه المرافق الحيوية التي تنتشر في طول السلطنة وعرضها، والتي سيكملها مطار مسندم القادم في الطريق، جعل السلطنة دولة مرنة الحركة، ونحن كمواطنين أصبحنا نثق في الخدمات التي تقدمها وزارة النقل والاتصالات بالتجربة.
إذن ليس بوسعنا إلا أن نقول شكرا وزارة النقل والاتصالات، وشكر خاص لمعالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي، والشكر موصول إلى كل مساعديه ومعاونيه من أصحاب السعادة الوكلاء ورؤساء المؤسسات التابعة للوزارة والمديرين وكافة الفنيين والإداريين الذين يعملون كفريق واحد، وهم يكدحون الأيام ويسهرون الليالي، وذلك لإنجاز الأعمال المهمة الموكولة إلى هذه الوزارة المفعمة بالحيوية والنشاط المتواصل، وإن العمل الذي يُسعد الناس ويُفرحهم، حتما سيكون محل إشادة من قائد نهضة عُمان المباركة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم ـ حفظه الله وأمدَّ في عمره ـ حفظ الله عُمان وشعبها الأبيِّ، والى المزيد من الرقي والتقدم بإذن الله وتوفيقه.
 
كاتب عماني