وأكد بيان عن مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، القائد العام للقوات المسلحة: «نفذت قواتنا الجوية البطلة اليوم الخميس (أمس) ضربات جوية مميتة ضد مواقع عصابات داعش الإرهابية في سورية من جهة حدود العراق»، عزاها إلى «وجود خطر من هذه العصابات على الأراضي العراقية، وبما يدل على زيادة قدرات قواتنا المسلحة الباسلة في ملاحقة الإرهاب والقضاء عليه».
بموازاة ذلك، عقد مسؤولون عسكريون وأمنيون من إيران والعراق وسورية وروسيا اجتماعاً في بغداد لتنسيق جهود «مكافحة الإرهاب». وقال وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي إن «الرؤية المشتركة التي تحملها هذه البلدان إزاء التهديدات، فضلاً عن مصالحها المشتركة التي ترتب عليها تعاوناً استخباراتياً بينها، شكّلت تجارب ناجحة في إعادة الاستقرار والأمن إلى المنطقة؛ بما يستدعي اتخاذها قاعدة لعمليات تعاون أخرى مقبلة». وأكد أن هذا «التحالف لعب… دوراً مهماً في هزيمة» «داعش» في العراق وسورية.
لكن مصدراً في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية العراقية أكد لـ «الحياة» أن «الهدف من زيارة وزير الدفاع الإيراني هو التنسيق مع بغداد لردع أي هجوم على سورية، باعتبار أن للعراق صلاحيات تتيح له ضرب مواقع معينة داخل الشام بعد التنسيق مع قوات التحالف». ولفت إلى أن «الضربة الأميركية الأخيرة لسورية أثارت حفيظة طهران، ولا بد من منفذ للرد، وليس أمامها سوى العراق، ومن هنا تأتي أهمية الزيارة». ورأى أن «على العراق عدم الدخول في متاهات السياسة الإيرانية التي لم تسفر سوى عن ويلات ودمار».
وتأتي الغارات الجوية العراقية بعد يوم على بيان أصدره مكتب العبادي، عقب استقباله ممثل الرئيس الأميركي في التحالف الدولي ضد «داعش» بريت ماكغورك، ومسؤول ملف شؤون العراق وإيران في وزارة الخارجية الأميركية أندرو بيك، والسفير الأميركي في العراق دوغلاس سليمان. وجاء في البيان أن «رئيس الوزراء شدد على أهمية استقرار المنطقة ومنع أسباب التوتر والتركيز على إنهاء الإرهاب»، وتأكيد «تأييد الولايات المتحدة ودعمها موقف العراق بضرورة إنهاء جيوب داعش المتبقية في سورية، وتحصين الحدود العراقية من محاولات اختراقها من الإرهابيين». وأضاف أن «قواتنا ومقاتلينا الأبطال، ومن خلال ملاحقتهم العصابات الإرهابية، أنقذوا الكثير من الأرواح وأحبطوا خطط داعش، بتفكيك آلة موتهم الإرهابية. وهذه الضربات ستساعد في تسريع القضاء على عصابات داعش في المنطقة بعد أن قضينا عليها عسكرياً في العراق».
وكان العبادي أعلن الثلثاء الماضي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، انطلاق عمليات واسعة غرب الأنبار قرب الحدود مع سورية لمطاردة ما تبقى من جيوب «داعش». وأكدت مصادر أمنية عراقية أن الهجوم أمس جاء بالتنسيق مع الجانب السوري، وأن الأهداف تحمل أهمية استراتيجية، وفيها عدد من قيادات التنظيم، من دون استبعاد وجود زعيمه أبو بكر البغدادي. وتابعت: «إن الأهداف المختارة حصلت عليها الأجهزة الاستخبارية العراقية من معتقلين مقربين من البغدادي اعتقلوا بعد استدراجهم قبل نحو شهر».
وكانت «الحياة» كشفت الأسبوع الماضي، نقلاً عن مصدر استخباري عراقي، اعتقال مجموعة من كبار قيادات «داعش» بعد استدراجهم من سورية، ما وفر «كنزاً معلوماتياً» عن طبيعة عمل التنظيم وخلاياه في العراق وسورية، وأماكن تحرّك زعيم التنظيم والمقربين منه.