حضت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا الجمعة خلال زيارة خاطفة إلى بيروت المسؤولين اللبنانيين على تجنب الفراغ الرئاسي والإسراع في انتخاب خلف للرئيس ميشال عون الذي تنتهي ولايته بعد أسبوعين.
وفشل البرلمان في جلستين متتاليتين في انتخاب رئيس، ما يؤشر إلى أن انتخاب بديل قد يستغرق وقتاً طويلاً.
ومن شأن ذلك أن يزيد تعقيدات الوضع في البلاد الغارقة في أزمة مالية خانقة.
وقالت كولونا، التي التقت عون ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في مؤتمر صحافي في المطار قبل مغادرتها بيروت: “يجب احترام الاستحقاق الدستوري، إنها حاجة ماسّة للبنان” مشددة على أن “لبنان لم يعد يستطيع تحمل الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة”.
وأوضحت “يكمن التحدي في تجنب أي شغور في السلطة بعد انتهاء ولاية” عون. ورأت أنه يجب اختيار “رئيس قادر على أن يعمل مع اللاعبين الإقليميين لتخطي الأزمة الحالية، إنه موقف فرنسا، كما أنه موقف موحد لكل شركاء وأصدقاء لبنان”.
وانتُخب عون رئيساً في 2016 بعد شغور رئاسي استمر أكثر من عامين.
وشدّدت كولونا على ضرورة تشكيل حكومة قادرة على إصلاحات يطالب بها المجتمع الدولي شرطاً لمساعدة لبنان.
ويشهد لبنان منذ 2019 انهياراً اقتصادياً صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم، خسرت معه العملة المحلية نحو 95% من قيمتها، وبات أكثر من 80% من سكانه تحت خط الفقر.
وبعد مفاوضات طويلة بوساطة أميركية، وافق لبنان وإسرائيل الأسبوع الحالي على اتفاق لترسيم الحدود البحرية من شأنه إزالة العقبات أمام استثمار حقول الغاز في شرق البحر المتوسط.
وقالت كولونا إن الاتفاق يثبت أن “الحوار يأتي دائماً بثماره وهذه الرسالة التي أحملها اليوم، أن السلطات اللبنانية قادرة على أن تأخذ بشكل مشترك القرارات الضرورية”.
وشدّدت على أنه “لا يمكن للاتفاق بالتأكيد أن يحل مكان الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي تبقى ضرورية”، موضحة أن “الأولوية في هذا السياق، تطبيق الاتفاق المبدئي المبرم مع صندوق النقد الدولي” لأنه “الخيار الوحيد لإمداد البلاد بالدعم الذي تحتاجه”.