مقالات

لغز مطاردة البيتكوين!

فيصل الدابي
فجأة، قفزت لأسطح الجوالات إعلانات تجارية تُطالب أصحابها بالاسراع في الحصول على البيتكوين، في البداية تخيل البعض أن البيتكوين هو أحدث ساندويتش من ماكدولندز أو أنه لعبة الكترونية جديدة لكن تبين لاحقاً أن البيتكوين هو عملة عالمية رقمية افتراضية يتم تداولها عبر الانترنت فقط وليس لها وجود فيزيائي وغير قابلة للمس ولا تخضع لسيطرة أي بنك مركزي لأي دولة ويُمكن تداولها بين أي شخصين في العالم دون أي وسيط حيث يتم ضمان صحّة معاملات الدفع أو التحويل بموجب نظام البيتكوين الذي يحتفظ بسجل حسابات تُسجل فيه جميع المعاملات ويُطلق عليه اسم سلسلة الكُتل!
في عام 2008م، طرح شخص مجهول سمى نفسه ساتوشي ناكاموتو فكرة البيتكوين للمرة الأولى ووصفها بأنها نظام نقدي إلكتروني يعتمد على مبدأ الند للند أي التعامل المالي المباشر بين مستخدم وآخر دون وجود وسيط ، فيما بعد ظهر شخص ياباني إسمه ساتوشي ناكاموتو ونفى قيامه بطرح تلك الفكرة، وفي عام 2016م، إدعى الأسترالي كريغ رايت أنه هو ساتوشي ناكاموتو ولكن تم إثبات زيف إدعائه وبذلك ظل مخترع البيتكوين مجهول الهوية حتى تاريخ اليوم!
مازال البعض يحاولون فهم صناعة البيتكوين ففي رواية قيل لهم إن البتكوين يُمكن تعدينه واستخراجه باستخدام برامج مجانية على الانترنت تقوم بفك الشفرات والعمليات الحسابية المعقدة وأن أي شخص يستطيع تعدين البيتكوين على الكمبيوتر الشخصي لكن في رواية أخرى قيل لهم هذا مستحيل لأن الكمبيوتر الشخصي سينفجر مهما كانت قوته ولن يتحمل الضغط الكهربائي الهائل كما لن يستطيع المستخدم تحمل فاتورة الكهرباء الباهظة التي يتطلبها تعدين البيتكوين، ولا تستطيع القيام بذلك إلا شركات متخصصة تسمى المسابح وتتمتع بالتجهيزات اللازمة لانتاج البيتكوين من أعماق الكهرباء ومن غياهب الانترنت!
يؤكد البعض أن البيتكوين مجرد فقاعة مالية فسعر البيتكوين قد يرتفع للسماء ويهبط للارض في أي وقت وأن تداولها ، كالقمار، فهو قد يحول أغني الأغنياء إلى أفقر الفقراء بمجرد كبسة زر واحدة كما أكدوا جسامة مخاطر البيتكوين على الاقتصاديات المحلية إذ لا يمكن تتبع المعاملات البيتكوينية لأنها لا ترتبط برقم تسلسلي ولذلك فقد تُستخدم لتنفيذ تحويلات كبيرة عابرة للحدود أو لأغراض تجارة المخدرات وغسل الأموال، لكن هناك اقتصاديون آخرون يشجعون تقنين تداول البيتكوين على أساس أنها توفر الخصوصية وانخفاض سعر التكلفة ويؤكدون أنه يُمكن تتبع المعاملات البيتكوينية غير المشروعة باستخدام تقنيات الكترونية محددة، ويؤكد هؤلاء أن الهدف الأساسي من عملة البيتكوين، التي طرحت للتداول للمرة الأولى سنة 2009، هو تغيير الاقتصاد العالمي بنفس الطريقة التي غيرت بها الانترنت أساليب البثّ والنشر في العالم وجعلت التابات والجوالات الشخصية تحل محل الاذاعات والتلفزيونات الرسمية في أغلب الأحوال!
المانيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي اعترفت رسمياً بعملة البيتكوين، بعض الدول كالصين، الهند وقطر حظرت ومنعت تداول البيتكوين، بريطانيا قررت إصدار عملة وطنية رقمية مشفرة بعد استنساخ تقنية البيتكوين، أما أغلب دول العالم الأخرى فمازالت حائرة ولم تتخذ أي إجراء بشأن هذا القادم المجهول!
مازال الموظفون في أغلب دول العالم يقبضون رواتبهم بالعملات الورقية، أما بعض دول العالم كاليابان فقد سمحت لموظفيها بقبض رواتبهم بالبيتكوين ويُمكن لأي موظف ياباني أن يستلم راتبه بالبيتكوين وهو على قناعة بأن أمهر نشال في العالم سيعجز عن نشل راتبه الافتراضي القابع في ظلام الانترنت لكن البعض يؤكدون العكس ويتحدثون عن إمكانية قيام القراصنة بسرقة البيتكوين نفسه بالريموت كنترول!!