اقتصادي

لماذا باع جيف بيزوس 50 مليون سهم في “أمازون”؟

جيف بيزوس مؤسس "أمازون".

واصل مؤسس شركة “أمازون” الأميركية جيف بيزوس مبيعات أسهمه بالشركة في الفترة الأخيرة، وصولاً إلى التخلي عن 50 مليون سهم. ورغم أن الأسباب قد تبقى مبهمة خلف تحرك بيزوس، إلا أن كثيراً من التكهنات تشير إلى أن أهم الدوافع قد تكون الانتقال بين الولايات للتمتع بمزايا ضريبية أفضل.

وتسارعت مبيعات أسهم المليادير الأميركي، منذ أن أعلن في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عن أنه سيغادر سياتل وينتقل إلى ميامي، بما يسمح له بالتقرب من خطيبته لورين سانشيز ووالديه، وكذلك عمليات “بلو أوريجين”.

و”بلو أوريجين” هي شركة أميركية يمتلكها بيزوس، متخصصة في الصناعات الفضائية الجوية وخدمات الرحلات الفضائية دون المدارية. وتأسست الشركة في عام 2000، وتعمل على تطوير التكنولوجيا التي ستمكن البشر من الوصول إلى الفضاء.

ويوم الثلثاء، باع بيزوس أكثر من 14 مليون سهم من شركته بقيمة 2.4 مليار دولار تقريباً، ليصل إجمالي الأسهم المبيعة منذ بداية الشهر إلى 50 مليوناً. وبحسب بيانات إيداع الأوراق المالية التي نشرها تقرير لشبكة “سي إن بي سي”، بدأت مبيعات أسهم بيزوس في أواخر الأسبوع الماضي واستمرت حتى يوم الثلثاء.

وتم تنفيذ عمليات البيع بموجب خطة تداول معدة مسبقاً اعتمدها بيزوس في تشرين الثاني، وكشف عنها في وقت سابق من شهر شباط (فبراير) الجاري، والتي أوضحت أنه يمكنه بيع ما يصل إلى 50 مليون سهم من أسهم أمازون قبل 31 كانون الثاني (يناير) 2025

 .

وتندرج خطته ضمن قاعدة صادرة عن هيئة الأوراق المالية والبورصات، تحدد المعايير التي تسمح باتفاقيات مكتوبة بين المطلعين على الشركات والوسطاء لبيع أسهم الشركة. وتضع هذه الاتفاقيات تعليمات تداول محددة مسبقاً تساعد هيئة الأوراق المالية والبورصات على تتبع اتهامات التداول الداخلي ومساعدة الشركات والأفراد في الدفاع ضدها.

وباع بيزوس نحو 12 مليون سهم من أسهم أمازون، بقيمة 2.03 مليار دولار تقريباً، الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى شريحة أخرى من 12 مليون سهم قبلها بأيام فقط. وقام بتفريغ 12 مليون سهم أخرى في الأسبوع الأول من شباط.

ولم يقم الملياردير الأميركي ببيع أسهم أمازون منذ أيار (مايو) 2021، وهو العام الذي تنحى فيه عن منصبه كرئيس تنفيذي لشركة أمازون، قبل موجة المبيعات الأخيرة.

وكشف بيزوس قبل ثلاثة أشهر عن عودته إلى ميامي، حيث التحق بالمدرسة الثانوية وحيث لا يزال والداه يعيشان. ونقلت تقارير أن بيزوس اشترى عقارين بقيمة إجمالية تبلغ 147 مليون دولار في قرية إنديان كريك، وهي جزيرة تقع شمال شاطئ ميامي.

وتساعد هذه الخطوة بيزوس على تجنب ضريبة أرباح رأس المال على مستوى الولاية. حيث يشار إلى أن فلوريدا وواشنطن هما اثنتان من تسع ولايات لي بها ضرائب دخل على مستوى الولاية. لكن ولاية واشنطن فرضت ضريبة أرباح رأس المال على مستوى الولاية بنسبة 7 في المئة منذ ثلاث سنوات، وهي ضريبة لا تطبق في فلوريدا. وهذا يعني أن بيزوس وفر ما يقدر بنحو 430 مليون دولار من ضرائب الدولة عن طريق تغيير محل إقامته.

وتوافد مليارديرات آخرون إلى فلوريدا في السنوات الأخيرة، بمن في ذلك المستثمران المشهوران كارل إيكان وغوش هاريس. واشترى هاريس مؤخراً امتياز “واشنطن كوماندرز” التابع لدوري كرة القدم الوطني.

وبحسب investopedia، فإن تحليلاً حديثاً وجد أن الأمر لا يقتصر على المليارديرات؛ فالأسر التي تكسب أكثر من 200 ألف دولار سنوياً انتقلت إلى فلوريدا بمعدل أربعة أضعاف معدل أي ولاية أخرى.