اقتصادي

ما أسباب جنون أسعار الذهب في مصر؟

السبائك الذهبية (أرشيف)

يعاني سوق الذهب في مصر حالة من عدم الاستقرار وارتفاع جنوني في الأسعار منذ فترة، ويرى المصريون أن الذهب هو الملاذ الآمن للحفاظ على قيمة مدخراتهم والاستثمار فيها، بعد الانخفاض الكبير في قيمة الجنيه المصري في مواجهة الدولار الأمريكي، وارتفاع الدولار في السوق السوداء لأرقام غير مسبوقة، ما دفع سعر الذهب يرتفع بشكل جنوني خلال الأسبوع الأخير ليصل غرام الذهب عيار 21 إلى نحو 3350 جنيهاً.من جانبه، أكد الخبير بمجال الذهب سامح عبد الحكيم، أن عدم استقرار سوق الذهب في مصر يعود لسببين الأول السعر العالمي للذهب، والذي يشهد ارتفاعاً خلال الفترة الأخيرة، والسبب الثاني السوق المحلي والذي شهد ارتفاعاً ضخماً في الأسعار خلال الأسبوع الماضي، والذي لا يتماشى مع الأسعار العالمية.

ارتفاع غير مبرر

وقال عبد الحكيم لـ24: “ارتفاع سعر الذهب في مصر خلال آخر أسبوع لم يكن مبرراً ولا موازياً لارتفاع الأسعار العالمية للذهب، بمعنى أن غرام الذهب ارتفع ما بين 400 جنيه إلى 500 جنيه في فترة لا تتجاوز الأسبوع في مصر، كان ذلك سيكون طبيعياً حال ارتفاع السعر العالمي للذهب 100 دولار في الأونصة وهذا لم يحدث، وما حدث أن الارتفاع لم يتجاوز الـ20 دولاراً، ما يعني أن ارتفاع الذهب في مصر غير مرتبط بالسعر العالمي”.

وأضاف “السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الذهب في مصر تجار خام الذهب، لأنهم من يحددون أسعار الذهب، بمعنى أن تاجر القطاعي حين يبيع كيلو ذهب يعود ليشتري بالأموال ذهب من من تجار الخام، لذلك تجار خام الذهب هم من يتحكمون في سعر الذهب في مصر، بجانب ذلك طبعاً الإقبال الكبير على الذهب لأنه عكس أي سلعة كلما ارتفع سعر الذهب كلما ارتفع الشراء”.

تضاعف السعر  سنوياً

وتابع “تزامن ذلك مع نهاية السنة وانتهاء شهادات الإدخار بالبنوك التي رفعت السيولة مع المصريين ما جعلهم يتوجهون للذهب لأن الناس لديها قناعة حالياً أن أفضل استثمار يكون في الذهب، غرام الذهب في بداية 2022 كان الغرام بـ800 جنيه، وفي بداية 2023 وصل إلى 1600 جنيه، وقبل بداية 2024 وصل إلى 3350 جنيه، وبذلك يتضاعف سعر الذهب سنوياً، في حين أن شهادات الاستثمار تعطي 25% أقصى فائدة لها”.

وأشار عبد الحكيم، إلى أن الحل لعدم استقرار سوق الذهب في مصر والارتفاع الجنوني للأسعار هو فتح باب استيراد الذهب من الخارج، ليتوافر الذهب في السوق، وبالتالي سيكون المعروض أكثر من المطلوب ما يجعل أسعار الذهب تنخفض مرة أخرى ويحدث استقرار في السوق.

من جهته، أكد رئيس شعبة المشغولات الذهبية باتحاد الصناعات المصرية رفيق عباسي، أن السبب الرئيسي لعدم استقرار سوق الذهب في مصر والارتفاع الكبير في الأسعار ما يحدث في المنطقة من أوضاع سياسية واقتصادية، ما جعل كل الناس تتهافت على الذهب لأنها لا تضمن قيمة العملة المحلية غداً.

أزمة الدولار

وقال عباسي لـ24: “السبب الثاني عدم توافر الدولار في مصر لشراء ذهب من الخارج، مما أدى إلى قلة المعروض مع الطلب الكبير على الذهب، ما أصاب أسعار الذهب حالة من الجنون”.

وأضاف “الذهب الخام ليس عليه جمارك حين استيراده من الخارج، لكن الحكومة أوقفت استيراده فترة لتوفير الدولار لشراء السلع الأساسية والاستراتيجية لأنها الأهم”.

لا يوجد حل

وتابع “من وجهة نظري أنه ليس هناك حلاً لما يحدث في سوق الذهب المصري في الوقت الحالي، لأني لا يمكن أن أطلب من الحكومة أن تسمح للتجار بشراء الذهب بالدولار في حين أنها تعاني لتوفير الدولار لشراء القمح”.

ضغوط خارجية

واختتم عباسي، قائلاً: “استقرار سوق الذهب في مصر خلال الفترة المقبلة يرتبط بالضغوط المفروضة على مصر اقتصادياً لتحقيق أهداف سياسية، فرفض مصر لمخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، هو سبب فيما يحدث من أزمات اقتصادية، فلو تنازلت مصر عن حقها وقبلت الضغوط ستنهال علينا المليارات من العملة الصعبة وإسقاط الديون، لذلك فأزمة الذهب وغيرها هي أزمات”.