مقالات

محلل : خلايا نائمة بدأت بالاستيقاظ وأنباء عن “عودة” لتنظيم الدولة بنسخته الثانية

تقرير خبري/ محمد حمزة الجبوري

الباحث في الشأن السياسي

نبيل العلي

يعتقد ان “عودة التنظيمات الإرهابية هي ليست وليدة الساعة” مستبعداً “الترابط بين التفجيرات الأخيرة التي حدثت في ساحة الطيران وسط بغداد والتغييرات التي طرأت في الإدارة الأمريكية الجديدة بين الديمقراطيين والجمهوريين كما هو مشاع في الأوساط الشعبية والسياسية المحلية على حد سواء ” ؛ مشيراً إلى أن ” النشاط الإرهابي لتنظيم داعش قد حذر منه الكثير من المحلليين الأمنيين منذ أكثر من سنة ، وشواهد التعرضات الأمنية المستمرة والأحداث الإرهابية التي بدأت تتزايد خلال الأشهر الماضية واتساعها نوعاً كماً هي خير دليل وإثبات ” ؛ لافتاً إلى أن ” التنظيمات بدأت بإعادة هيكلة نفسها وتنظيمها لإعادة أنشطتها الإجرامية ، إلا أنه من المهم دراسة الظروف الموضوعية للتنبؤ بنجاح أو فشل تلك التنظيمات ، فالواقع الإجتماعي اليوم يرفض وجود تلك التنظيمات بين صفوفه لاسيما تلك المناطق التي كانت توصف بأنها حواضن للإرهاب ، لتتحول إلى مناطق نافرة لوجود الإرهاب بعد أن تخلص العراق من سموم الطائفية الإجتماعية والتخندق المذهبي نحو القبول الإجتماعي بين أبناء المذاهب” ؛ محذراً ” من استغلال البعض للأسباب الإقتصادية للكثير من الفقراء والمعوزيين وتوظيفها لصالح الشبكات الإرهابية في ظل نسبة بطالة متزايدة بين الشباب ” ؛ داعياً إلى” دراسة الأسباب الموضوعية التي تساعد في نمو الإرهاب مجدداً للحيلولة دون وصول الوضع الأمني إلى منحدر خطير” . من جانبه بين الباحث في شؤون المجموعات التكفيرية الدكتور أنمار نزار الدروبي أن” المنطلقات الفكريّة للجماعات الإرهابية ومواقفها السلبية من الدولة والسلطة والمجتمع أثبتت عدم انسجامها مع الأصول والقواعد الفكريّة التي تمثل الركائز النظريّة للشريعة الإسلاميّة” ؛ مبيناً أن” “خطاب الإرهابيين حَوَلَ التنافس السياسيّ إلى معركة وجودية دينية انتصارهم فيها يمثل انتصاراً للإسلام من منظورهم، وخسارتهم تمثل هزيمتهم أمام خصومهم من أعداء الإسلام ” ، مشدداً على”ضرورة تفكيك الخلط بين هذه الأفكار ومبادئ الدين الإسلاميّ بمعنى أنه ينبغي التفرقة بين الإسلام كونه ديناً وبين الإسلام كونه سلوكاً ومنهجا تجسده جماعات الإسلام السياسيّ ” ؛ معتبراً أن ” معالجة إشكالية عودة الإرهابيين لا يمكن أن تتم بالإعتماد على بدائل تقليدية لا تختلف في جوهرها عن مشروع الجماعات الرايديكالية نفسها ، بل من خلال قراءة نقدية لنصوص التيارات الإرهابية ومواقفها من خلال المناهج العلميّة الحديثة في مقارعة الحجج والمرجعيات التقليديّة التي تستند إليها الجماعات التكفيرية” ؛ داعياً ” التيارات المدنيّة إلى التفاعل مع الجماهير وأن تقدم ثقافة مدنية بديلة ومراجعة المفاهيم والرؤى المتعقلة بحركات الأرهاب وإعادة قراءة الظاهرة وإخراجها من سياق التجاذبات والصراعات السياسيّة نتيجة للضرر الكبير الذي أصاب المجتمعات العربيّة بعد أن تحولت الجماعات التكفيرية من مجرد مجموعة من المسلمين إلى كونها مركز الإسلام ومحوره الذي ينبغي أن تدور في فلكه الأفراد والمجتمعات، فأصبح مصطلح الإرهاب سلاحاً يُشهر في وجه المخالفين والمعارضين للدولة وتبرير سياسات القمع التي تنتهجها الأنظمة السياسيّة ضدهم بشكل أدّى إلى نتائجَ كارثية على المِنطقة وشعوبها؛ لافتاً إلى ” أهمية دراسة عمليات التحول في الفكر المتشدد في ظل التحولات المحليّة والإقليميّة والدوليّة في الوقت الراهن لما لها من أهمية في حماية المجتمع من العنف والتطرف من جهة، واستقراء مستقبل الفكر السياسيّ لدى هذا التيار واحتمالات تحولاته وتنامي دوره الاجتماعيّ والسياسيّ، وكذلك عَلاقة هذا التيار مع النخبة الحاكمة والقوى الاجتماعيّة والسياسيّة ” . الباحث في الشأن السياسي والاجتماعي الشيخ أحمد الشيباني عد أن ” التفجيرات الأخيرة في بغداد لا تنتمي لداعش (الدولي والاقليمي) لأن الدول المجاورة للعراق إتخذت قراراً في هذا الشأن ومنعت داعش المنتمي لها من العمل في العراق وأنما إلى داعش المحلي الذي لا يعدو أن يكون مجموعة صغيرة ممن تبقى من داعش الإقليمي شذت عن قياداتها وارادت إتخاذ منهج مستقل بعيد عن التوافقات السياسية المعروفة” ؛ مضيفاً أن ” هذا النوع من التهديد يمكن السيطرة عليه بالجهد الاستخباري والمخبر السري والتنصت على المكالمات الهاتفية والإنترنت لأنها ليست أكثر من خلايا تريد أن تثبت وجودها وأنها كائن حي لازال يتنفس وخنقه مخابراتيا أجدى ” داعياً ” الحكومة العراقية إلى الذهاب للمملكة العربية السعودية لتعزيز الجهود الأمنية والاستخبارية ومعرفة هذه الخلايا والقضاء عليها في مهدها” ؛ منوهاً إلى أهمية التركيز على المحورين الأول التحرك الإقليمي والثاني تكثيف مشروع التثقيف المضاد وتوجيه الرأي العام لمناهضة الفكر التكفيري والتصدي له بكل قوة وثبات ” السياسي المستقل والنائب السابق الدكتور حيدر السويدي أعتبر أن ” الخرق الأمني دليل على أمرين هامين الأول ضعف الجهد الاستخباري المعول عليه كشف هكذا خروقات والثاني الأهم ان تنظيم داعش لازال موجود على الأرض بخلايا عاملة وأخرى نائمة تعمل بحسب الظرف” ؛ محذراً من “عودة الارهاب بصور جديدة قد تكون أكثر شراسة وتكفير” ؛ داعياً ” الفعاليات السياسية والنخب المجتمعية إلى إعلان حالة التأهب لصد أي تهديد وشيك واستئصال الورم التكفيري بقوة اليقظة والفكر ودعم القوات الأمنية بكل صنوفها سيما الاستخبارية وإيصال المعلومات بكل سرعة ليتم التعامل مع الخطر سريعاً” . المحلل السياسي أحمد الياسري يرى أن ” التنظيم لم ينته بل أخرج من المدن العراقية وهو موجود في الجزيرة والبادية والصحراء البيضاء مازال وفشلت كل السبل لإبادته وانتقل من مرحلة الاستحواذ إلى مرحلة حرب العصابات محاولاً أن يخلق مركزية ولكنه سرعان ما عاد إلى لامركزيته والمتوقع أن تحصل اختراقات” ؛ معتبراً أن”أبرز الطرق لمحاربة التنظيم إنهاء الخلافات السياسية” ؛ مشيراً إلى أن ” وجود قرار سياسي مرتبك و صراعات داخل السلطة العراقية وتقاطع إرادات خارجية تمثلها قوى داخلية كل هذه العوامل ستجعل التنظيم يعود وبقوة” ؛ مبيناً أن ” أهم وأبرز الأمور التي تجعل العراق في وضع أمني مستقر إنهاء الخلافات الداخلية” ؛ وتابع أن ” التحدي الحقيقي الذي واجه صناعة الدولة العراقية الحديثة بعد 2003 هو تحدي التنظيمات الإرهابية المناهج السياسية وبناء المنظومة الحاكمة كلها عبارة عن انعكاسات لنشاط الحركات الإرهابية في العراق حتى البرنامج الحزبية حتى اسماء الكتل والحركات السياسية كلها متعلقة بالقانون و العسكر والنصر وخروج هذه المجاميع التكفيرية من العراق يحتاج إلى إرادة سياسية متزنة قادرة على الحد من هذا الخطر الداهم والتهديد المتناسل” .