اخبار امنية

مخاوف من تصاعد الهجمات ضد الأميركيين في العراق

الخميس – 7 ذو القعدة 1442 هـ – 17 يونيو 2021 مـ

ملصق في بغداد في 13 يونيو الحالي للقيادي في «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس الذي اغتاله الأميركيون مع قائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني عام 2020 (أ.ف.ب)بغداد: «الشرق الأوسط»

بعد ساعات من إعلان أمين «عصائب أهل الحق» اتخاذ قرار «التصعيد» ضد القوات الأميركية، أسقطت قوات عراقية طائرتين مسيرتين قرب قاعدة عسكرية في جنوب بغداد.
وكشفت مصادر مطلعة، لـ«الشرق الأوسط»، أن التصعيد المفاجئ مرتبط بشكل مباشر بأجواء المفاوضات (غير المباشرة) بين واشنطن وطهران على البرنامج النووي في فيينا. ونقلت وسائل إعلام عن مسؤولين سويسريين وأميركيين أن التقدم الذي تحقق يقتصر على الجانب الفني، وما تبقى خلافات سياسية جادة، فضلاً عن انتظار الانتخابات الإيرانية ومعرفة الحكومة الجديدة في طهران.
لكن التطورات في بغداد تشير، كما يبدو، إلى تحولات متسارعة على أيدي الفصائل المسلحة، وقد لا يكون للانتخابات الإيرانية «تأثير جوهري عليها»، حسب ما قالت مصادر لـ «الشرق الأوسط».
وقال مصدر أمني رفيع إن «الطائرات المسيرة التي كانت تحمل ذخيرة ثقيلة حلقت فوق مناطق الزعفرانية (جنوب بغداد) وأحياء قريبة منها». ويعتقد أن الطائرات أُطلقت من منصات خاصة في مناطق نفوذ الفصائل جنوب بغداد، وتشير تقديرات أمنية إلى أن منطقة «جرف الصخر»، واحدة من مراكز الإطلاق.
وأكدت المصادر العراقية أنه «رغم الهدنة التي فرضتها إيران في وقت سابق مع المصالح الأميركية، فإن قادة الفصائل المسلحة قرروا التصعيد بشكل مفاجئ بعد توجيهات من طهران باستخدام الساحة العراقية للضغط على مفاوضات النووي في فيينا».
ونقلت المصادر عن مسؤولين في «الحشد الشعبي» أن المفاوضات على النووي في فيينا وصلت إلى مرحلة حاسمة، مضيفة أن «إيران تستخدم أوراقها الرابحة بشكل مكثف في هذه المرحلة»، مشيرة إلى أن «التهديد كان واضحاً للأميركيين: التصعيد في العراق، أو الحل في فيينا».
في المقابل، تشير المصادر العراقية إلى أن قيادات شيعية كانت تشجع الأطراف المتنازعة في الحكومة والفصائل على التهدئة، لم تتمكن من فرض إرادتها السياسية لوقف التصعيد الأخير.
وتشير المصادر إلى أن «قادة مثل هادي العامري (زعيم تحالف الفتح) وفالح الفياض (رئيس هيئة الحشد الشعبي) يواجهون صعوبات جدية في تخفيف توجهات التصعيد القادمة من طهران». وأضافت أن «التصعيد الأخير وجد حماسة منقطعة النظير من قبل عدد من الفصائل المتشددة التي تريد أن تستغله لتصفية حسابات مع حكومة (مصطفى) الكاظمي». وتابعت المصادر أن تلك الفصائل «تريد إخضاع الحكومة لنفوذها بشكل مطلق حتى موعد الانتخابات العراقية».
وقال مسؤول محلي في «الحشد الشعبي» من مدينة النجف: «نتوقع المزيد من التصعيد في الأسابيع القادمة (…) الأمر لا يقتصر على الطائرات المفخخة».
وسبق لـ«كتائب حزب الله» أن هددت الحكومة العراقية بوضع من وصفتهم بـ«المعتدين خلف القضبان»، في حال حدوث اعتقال مماثل لـ«عنصر الحشد»، قاسم مصلح، فيما تضمنت تصريحات المتحدث باسمها إشارات للتمرد على تسوية قائد «فيلق القدس»، إسماعيل قاآني.
ويبدو الآن أن ما كان يوصف بأنه سوء تنسيق أو تمايز بين مواقف الفصائل العراقية، بات الآن بمثابة «تحرك جماعي ضد الأميركيين»، لحسابات فرضتها مفاوضات النووي، وضد الحكومة لفرض الإرادة عليها.
ومنذ الإفراج عن «عنصر الحشد» قاسم مصلح، يتزايد نشاط الفصائل الموالية لإيران، وتقول المصادر العراقية إن «تلك الجماعات في مرحلة التوسع الأكبر، وتتجه لفرض سلطتها على جميع القوى بما في ذلك الحكومة»، مشيرة إلى أن «إيران في هذه اللحظة تربح من سلاح حليف لها، في نقطة تحول بالصراع الإقليمي والدولي».