مراد يلدريم أحد أكثر النجوم الأتراك شهرة ووسامة وشعبية في تركيا وأوروبا والعالم العربي، لتمتعه بحضور جميل على الشاشة وكاريزما لا تقاوم، وموهبة أدائية عالية المستوى ضمنت نسبة المشاهدة المرتفعة لجميع مسلسلاته: «كل أولادي» و«العاصفة» و«عاصي» و«عشق وجزاء» و«لعبة الصمت». لكن مسلسله الأخير «عطر الأمس» مع مريم أوزرلي أخفق فنياً وجماهيرياً لظروف إنتاجية وفنية وتقنية خارجة عن إرادته فتم إيقافه مبكراً. يتميز مراد يلدريم بأنه رجل ودود، وهادىء، يحب الوحدة، ولا يميل إلى الاختلاط بزملائه في الوسط الفني وبعيد عن الحفلات الصاخبة والمهرجانات. «سيدتي التركية» رصدت لكم هذه المقابلة معه: .
أثار زواجه بملكة جمال المغرب السابقة إيمان الباني السريع حسب الطقوس والعادات التركية والمغربية المحافظة حفيظة بعض الأتراك، دون أن يؤثر كثيراً على شعبيته في العالم العربي لاحترامه العادات العربية وتقديره لها في حفل زفافه الذي تم في اسطنبول مساء 25 ديسمبر، وحظي باهتمام ملايين الأتراك والعرب. كما لم يؤثر على مكانته الرفيعة في قلوب محبيه الأتراك. وكان مراد يلدريم قد تعرف على عروسه إيمان الباني خلال سفره إلى لندن لمدة ثلاثة أشهر بهدف تحسين لغته الإنكليزية ونطقها باللكنة الإنكليزية الأصلية، وسرعان ما أحبها من النظرة الأولى وتعرف على عائلتها فقرر أن يتوج حبه لها بالزواج دون إبطاء.
حقق فيلمك الرومانسي الكوميدي «تحدثي بقدر زوجك» مع الممثلة أوزغي مولا أعلى الإيرادات في دور السينما التركية والأوروبية، ما السبب؟
قصة فيلمي «تحدثي بقدر زوجك» جذبتني إليها من القراءة الأولى بتفاصيلها الدقيقة حول الحياة الزوجية لشابين يعيشان صراع حبهما القوي مع مسؤوليات الزواج وتفاصيله النمطية التي قد تنهي حبهما الكبير إن استسلما لتيارها بدون مقاومة أو تفكير بحل جذري لها يبقي جذوة الحب حية في قلبيهما.
وكان التصوير ممتعاً جداً لي ولزميلتي الممثلة أوزغي مولا التي شاركتني تصويره بكافة حواسها كامرأة. وأدّينا دوريّ الزوج والزوجة بإحساس صادق إلى حد كبير وواقعي أمتع الآلاف الذين شاهدوه.
إلى أي حد راقتك فكرة فيلمك «تحدثي بقدر زوجك»؟
بعض الأزواج اليوم يتعاملون بسطحية خالية من العمق الصحيح لقدسية العلاقة الزوجية، فينفصلون عن بعضهم بسرعة قياسية، دون أن يحاولوا البحث عن أخطائهم وإصلاحها مبكراً بهدف إنقاذ زواجهم من الفشل. وفكرة الفيلم تعتمد على أهمية بحث الزوج أو الزوجة عن وسيلة تواصل صحيحة مع الشريك العاطفي للمضي قدماً في العلاقة الزوجية، والاتفاق على الأسس الصحيحة لتكوين أسرة قوية ومتماسكة.
وأهم خطأ قد يرتكبه أي زوجين هو تخليهما عن الحب والرومانسية تحت تأثير مشاكل ومسؤوليات الحياة الزوجية الصعبة أحياناً، والفيلم يدعو الزوجين إلى تذكر الأشياء الجميلة التي ربطتهما ببعضهما البعض قبل أن يفكرا مطولاً بالأشياء التي باعدت بينهما بعد زواجهما بفترة قصيرة أو طويلة.
ما تفسيرك لنجاحه الكبير؟
واقعيته العاطفية، فكم من فتاة وشاب يسألهم من حولهم: وصلت سن الثلاثين متى تتزوج أو تتزوجين؟ ولكن لا يعرف كثيرون أن تأخر البعض في الزواج سببه أنهم مازالوا ينتظرون قدوم الحب مع الشريك الذي سيمضي العمر كله معه. وبعد الزواج يزول بعض سحر الحب. والأزواج المحظوظون هم من يكتشف هذا التغيير مبكراً فيحافظ على ما تبقى من سحر ووهج الحب بعد الزواج.
مؤسسة الزواج قد تفقد قوتها
أعلم أنك لا تحب الحديث عن زواجك الأول من الممثلة بورتشين ترزي أوغلو. لكن الجميع يتساءل ما الذي غيّر نظرتك لزواجك منها حتى طلقتها بعد ست سنوات زواج؟
لا أحد يعلم ماذا سيحصل له بعد فترة من الوقت. والمهم والجميل في حياة الإنسان قد لا يبقى مثلما هو سابقاً وتحدث له تغييرات خارجة عن إرادته. ومؤسسة الزواج مثل أي مؤسسة أخرى في العالم، قد يأتيها وقت وتفقد قوتها وسبب وجودها، والإرادة الطيبة والتخطيط الجيدان قد ينجحان وقد يفشلان. وأنا بشر، والبشر يرتكبون بطبيعتهم الأخطاء. والزواج لا غنى عنه في حياة المرأة أو الرجل لأنه مكون أساسي للعائلة.
هل تؤمن بوجود رجل مناسب للمرأة المناسبة وامرأة مناسبة للرجل المناسب؟
بالتأكيد، أؤمن بقوة بهذه النظرية، كل الرجال يبحثون عن المرأة المناسبة لهم، وكل النساء يبحثن عن الرجل المناسب لهن. وكل إنسان لديه شرط أو أكثر في الإنسان المناسب الذي يريد تمضية حياته معه. والحصول على ما نريد من الشخص المناسب حق مشروع لأننا جئنا إلى هذه الأرض وإلى هذا العالم لنكون سعداء مع من نحب. فإن تألمنا وفقدنا السعادة مع الإنسان الذي أحببناه، نكتشف أنه لم يكن الإنسان المناسب حقاً لنا، فنعود ونبدأ من جديد، الحياة ليست سهلة حتى نجد فيها كل ما نرغب وما نريد.
نشأت في قونيا فكيف استطعت التأقلم في الحياة الصاخبة باسطنبول؟
اخترت طريقي مستقلاً عن والدي الذي عمل مدرساً في قونيا ثم أضنة عندما قررت متابعة دراستي الجامعية باسطنبول. وشجعني والدي ولم يحاول فرض رأيه عليّ، ودعمه الدائم لي وثقته باختياراتي ووعيي أحد أسباب نجاحي الأكاديمي والفني كممثل.
كيف يحافظ الأزواج المتقدمون بالسن على الحب في حياتهم؟
لا يتطلب سوى الإخلاص للحب الذي قادهما للزواج، وقدر كبير من رحابة الصدر للتنازل قليلاً للطرف الآخر، وقدر كبير من الحظ.
كيف أصبحت ممثلاً ناجحاً وحقيقياً؟
لا تتم كتابة نص سينمائي أو نص تلفزيوني جيد كل يوم، وأنا أبذل جهداً كبيراً في قراءة نصوص كثيرة لاختيار الجيد منها. وأنا ممتن كثيراً اليوم لكتّاب نصوص مسلسلاتي التي حققت نجاحاً مميزاً في دول كثيرة حول العالم. وأنا أديت أدواري بإحساس عال. وقدمتها بأسلوب يشعرني بالرضا عن نفسي.
كيف وجدت معجبيك العرب خلال استلامك جائزة «الموركس دور» كأفضل ممثل تركي في بيروت عام 2016؟
أسعدني معرفة أنني محبوب جداً من العرب في الشرق الأوسط، والتقيت بعدد كبير من المعجبين العرب الذين استمتعت معهم كثيراً، وشعرت بعمق حبهم الكبير لي، وهذا أشعرني بأنني نجحت بمهمتي كممثل تجاوز حدوده المحلية إلى الكثير من البلدان العربية والأوروبية.
وفي بيروت عشت أجواء مرح ومتعة لا توصف مع أصدقاء عرب جدد، واستمتعت بكل وقتي هناك، ولم أشعر بأنني غريب في بيروت وسط العرب المتابعين لأعمالي الفنية بانتظام.
«عاصي» و«عشق وجزاء» حققا أرقاماً قياسية
هل أدهشتك شعبيتك الكبيرة في العالم العربي عندما زرت بيروت؟
لا، لم أشعر بالدهشة، ولم تفاجأني شعبيتي في لبنان أو العالم العربي لأنني كنت أعرف محبة العرب لي سابقاً إثر نجاح مسلسليّ: «عاصي» مع توبا بويوكستون، و«عشق وجزاء» مع نورغول يشلشاي اللذين حققا أرقاماً قياسية بنسبة المشاهدة في الدول العربية وأوروبا وأميركا الجنوبية وروسيا ودول البلقان.
لا يهمني أن أفخر بنفسي
ما أكثر الأمور التي تجعلك فخوراً بنفسك؟
لا يهمني أن أفخر بنفسي، المهم أن أكون مواطناً وصديقاً جيداً في بلدي.
ما أكثر يوم كنت قلقاً فيه؟
يوم دخولي الجامعة أردت التأكد تماماً من وضعنا المالي للاستمرار بالجامعة دون أي مشاكل مالية.
هل وصلت يوماً إلى حالة يأس من كل شيء؟
عندما نصل إلى لحظة يأس جراء إساءة إنسان ما لنا، لا نجد ملاذاً آمناً لنا سوى الله سبحانه وتعالى، الإيمان به وبعدله وبرحمته يحمينا من الوقوع فريسة سهلة لليأس. والخروج من اليأس يتطلب إيماناً كبيراً وعزيمة قوية لا تستسلم لأي شيء صعب أو مؤلم.