مقالات

مفارقات ورسائل اسرائيل عن المفاعل النووي السوري

 
محمود شومان
الان ليس من الغريب او المستعجب على الجانب الصهيوني بالاقرار بمسئوليته والكشف عن قصف المفاعل النووي السوري “مفاعل الكبر” في مدينة دير الزور لا يخفي على احد ان الحكومة الاسرائيلية كانت تخشي ردة فعل الجيش العربي السوري والتي كانت ستكون في اقل التقديرات وابلات من الصواريخ اتجاه الاراضي المحتلة تنذر بوقوع مواجهة بين الطرفين الامر الذى دفع اسرائيل طوال هذه الفترة الى التكتم وعدم الاعلان بشكل رسمي لتلاشي المناوشات مع الجانب السوري لكن الامر واضح لم يمكن لاحد انكار ان اصابع الاتهامات لم تكن موجهة لاسرائيل في قصف المفاعل عام 2007.
لماذا كشفت اسرائيل الان عن مسئوليتها عن قصف المفاعل.. ببساطة شديدة اليقين التام ان الحكومة والجيش السوري لن يعيران الامر اي انتباه مع الانشغال التام في مواجهة التنظيمات والجماعات الارهابية في داخل سوريا وعلى اكثر من محور ومعركة مما يضمن عدم الاقدام على اي عملا انتقاميا ضد تل ابيب ثانيا محاولة توجيه رسائل تهديد لدول الجوار في حال الاقدام على انشاء مفاعلات نووية مع عدم اتزان القدرة الدفاعية لاسرائيل حول هذا الامر وهو ما يدفعها بشكلا واضحا للسعي لعدم امتلاك البلدان العربية والمجاورة لمثل تلك الاسلحة اي “اسلحة الدمار الشامل” والتي تحظي هي بتكتما واسعا حول امتلاكها او لا وان كانت اعلنت عن حيازتها لقنابل نووية الا ان الامر يظل غير واضح بشكل دقيق.
التزامن الواضح بين الاعلان الاسرائيلي وحالة التخبط والخلاف التى تشوب الاتفاق النووي بين الدول الكبري وايران والذي فجره الرئيس الامريكي دونالد ترامب بعد وصوله الى البيت الابيض مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يشير الى ان اسرائيل ارادة بهذا الامر تحذير طهران وهي في رائ ليست الا نظرة قصيرة من تل ابيب فهي ابداء لم ولن تقدم على هذه الفعله تجنبا للرد قاسي من طهران هي فى غناء عنها واعتقد ان الجانب الايراني لا يعبأ بهذا الامر فمن الاساس القوي الدولية لن تسمح لاسرائيل بالقيام بهذا وهي الضامن الوحيد لخفض التوتر مع ايران.
لكن يظل فى الامر جزء يتعلق بكتمان اسرائيل للامر هو يعود الى رفض الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن ضرب المفاعل السوري بعد ان أخبرت تل أبيب واشنطن بما وصلت إليه من معلومات حول المفاعل النووي السوري وجددت إسرائيل المعلومات التي أرسلتها إلى واشنطن بشأن قصف المفاعل اكثر من مره الا ان الرفض كان دائم وهو ما دفع اسرائيل للتكتم عن الامر بخلاف عملية والتى استهدف خلالها الطيران الحربي الإسرائيلي المفاعل النووي العراقي والتى بدأ التخطيط لتدميره في شهر شباط من عام 1980 ودمر فى عام 1981 واعلنت عنها عندما كان الرضاء الامريكي عن الامر متوفرا بخلاف قصف مفاعل الكبر.
وسعت إسرائيل إلى إبراز التعاون بين سوريا وكوريا الشمالية من خلال هذا الامر لمحاولة وهم العالم ان تعاونا بين الجانبان حدث فى مجال المفاعلات النووية والاسلحة الكيميائية التى باتت موخرا ورقة للضغط على كافة الاطراف فى الداخل السوري.
من اعقد المهمات
ما اعلن الكيان الاسرائيلي يشير الى ان عملية القصف سبقتها اجراءات استخباراتيه ومعلوماتيه مرهقه جدا للموساد بداية من حصول جهاز الموساد الإسرائيلي على معلومات عن موقع المفاعل بعد كشف الاستخبارات الامريكية ان اتصالات متعددة جرت بين سورية وكوريا الشمالية وتعقبت المكالمات إلى موقع صحراوي يسمى “الكبر” و تمكن عملاء الموساد من الحصول على صور توثيقية للموقع ومعلومات عن التعاون بين سوريا وكوريا الشمالية.