مقالات رئيس التحرير

مفاهيم وحركة مجتمع

 

جميل عبدالله

لقد جفت الثمار العلمية والفلسفية والفنية للذهنية في المجتمع العراقي خصوصا وعموما في المجتمعات الشرق الاوسطية , ولم يبقى عزم واضح . من جانب آخر , لا يتناقص فيها الوسط الروحي الأنكى من الطيش والجنون . فقد زال وانمحى الاعتزاز بالماضي والأمل بالمستقبل منذ أمد بعيد . وابتعدت الذهنية عن إعطاء المعنى للحياة فلم تعد ذات عزم في أي نشاط من انشطة الحياة . حيث خبـَت جذوة التعلم والفهم فيها . أما النقطة التي تصرف كل طاقاتها فيها غير احياء عداء الماضي وطبخه في ادمغة جيل الحاضر , وذلك لمصالح اشخاص , فهي إدارة يومها فقط وإنقاذه . لم تتطور أي كفاءة أبعد من النطاق المحلي البسيط , حتى في اكثر الميادين الاجتماعية شمولية . ومع الاسف الطبقةالواعية والعلمانية لم تأخذ المساحة الكافية للتأثير في الوسط الاجتماعي بشكل فعال ومهم في هذه الفترة لنزع الفتيل الطائفي بين اطراف النزاع او الصراع الطائفي وتأثيره على تشكيل حكومة وطنية علمانية بفصل الدين عن الدولة . وترتكز كل الاشكال التنظيمية والحزبية وتنظيمها بقانون من اجل تحديد صلاحيات الاحزاب في حركتها في الوسط الاجتماعي . لكن الذي يحدث اليوم كل الاشكال التنظيمية والحزبية ترتكز الى المركزية الانانية المفرطة والغائرة في الاتجاهات العشوائية من حيث المسؤولية الوطنية في بناء دولة ذات سيادة وحكومة تخدم الشعب من كافة الجوانب الخدمية والاقتصادية والاجتماعية , ولا تلعب على مقدرات الشعب . بما ان التراجع الثقافي ملحوظ وبشكل واضح من خلال استغلال الدين من قبل بعض الشخصيات على شكل حكومات شعبية ولها نفوذ اي حكومات داخل حكومة الواحدة , مما ادى الى فكرة المحاصصة في تشكيل الحكومة على شكل هذا لك ….. وهذا لي . ومما يشوب فكرة المحاصصة , عدم الثقة بين الاحزاب والتنظيمات داخل الحكومة ونتائجها هي عرقلة الحكومة واستخدام العنف , والاتيان بالاجندة الخارجية والتدخل بالأمن العراقي واستقراره وتفاقم الأزمات وبدون حلول مما ادى الى الغليان والتقسيم في التركيبة الاجتماعية وتشقق ارض العراق , مما ادى الى الصراع الطائفي واستغلال دول الجوار لهذا الصراع الطائفي بموافقة بعض الاحزاب والشخصيات العراقية والعشائرية وطلب النجدة من قبل الاجندة الخارجية , وظهور داعش على ارض العراق واحتلال مساحات واسعة من ارض العراق وبمساعدة الحواضن الاجتماعية التي أعتبرتها ” البديل ” , والنتيجة ان البديل الارهابي ذبح العراقيين بكافة اطيافهم والوانهم وتدمير حضارة العراق وايضا تحت مسمى الدولة الاسلامية , والعجيب من ابتلاء الشعب العراقي من هذه المسميات من الاحزاب الاسلامية في التاريخ السياسي العراقي دمرت العراق شعبا وارضا . وكما هو الحال مع منظمة داعش الارهابي والتدخل الاجنبي في العراق ونقل تجربة افغانستان الى ارض العراق حتى تصبح ارض العراق ساحة او معرض لتجارب الاسلحة العالمية . والسبب يعود الى اخطاء الاحزاب وتفاقمها وعدم احترام شعوبها . لن يكون بمقدور ذهنية هذه الاحزاب , والتي بأمكاننا التوسع فيها اكثر , ان تدوُر أية أزمة او ظاهرة او حدث او مرحلة , أو ان تحلها او تسفر عن نتائج معينة , مهما انعكست عليها , فالانسداد يكمن في الذهنية السياسية ذاتها .

admin