( مفاوضات جنيف وأنعكاساتها السيئة على العراق )

1

حسن فليح / محلل سياسي

بلا شك أصبح من الواضح جدا اثر مفاوضات جنيف بشأن برنامج إيران النووي واتداعياتها على الساحة السياسية في الداخل العراقي ، وهكذا بقى العراق طيلة فترة المفاوضات بين الشد والجذب بين الولايات المتحدة من جهة وايران من جهة أخرى ، وكلاهما يضغط على الاخر لأجل تحقيق غاياته واهدافة من خلال العراق ، وانعكاسات ذلك على طاولة المفاوضات في جنيف ومايتمخض من توافقات أو خلافات عن تلك الطاولة ينعكس على المشهد السياسي واحيانا الأمني على الارض بالعراق ، كون المباحثات في جنيف تتركز على الخلافات بالجوانب السياسية منها وليس بالجانب الفني فيما يخص المشروع النووي الايراني ، كلنا نعلم ان النظام الايراني أكد وصرح اكثر من مرة بانه ليس ضمن معتقداته وعقيدته امتلاك سلاح نووي ، وهو الان ليس لديه حرج في التوقيع على عدم امتلاك ذلك السلاح أمام شعبه و أمام العالم ، لكن في الجوانب السياسية هناك اختلافات كبيرة بين الولايات المتحدة وايران واهمها فيما يخص النفوذ الإيراني بالمنطقة وخاصةً في العراق وهنا يكمن التعقيد و الإطالة في المفاوضات ، اليوم نشاهد تقدما ملحوظا وقرب إعلان الاتفاق النووي ، الإمر الذي بانت انعكاساته قبل اعلانة على المشهد السياسي في البلاد ، وخروج التيار الصدري بمقترح تشكيل الحكومة بدون التيار الصدري وبدون دولة القانون ، ماهو ألّا أوامر أمريكية إيرانية تم الاتفاق عليها في دهاليز جنيف ويبدو ان الطرفين مقتنعين بمعاقبة الاثنين الذين تسببوا وحسب وجهة نضر الطرفين الإيراني و الأمريكي في ألازمة السياسية الأخيرة ولتي كادت ان تنهي العملية السياسية والى الأبد ، ولتي قامت برعاية أمريكية و بإدارة إيرانية واضحة منذ ان سلم الرئيس الأمريكي بوش الملف العراقي الى النظام الإيراني لتأمين الانسحاب الأمريكي من العراق من خلال الاتفاقية الأمنية بين المالكي والجانب الأمريكي حينها ، والذي عززها وبلورها الرئيس اوباما بسحب الجيش الأمريكي من العراق وشرع بالاتفاق النووي مع إيران واستدارت الولايات المتحدة ضهرها الى العراق تاركتا إياه لإيران و فصائلها المسلحة للعب به كيف ماتشاء وتلك الحقيقية يعرفها العراقيون جميعا ، بايدن ورئيسي كلاهما يحتاج الى النجاح في الاتفاق النووي الان لتدهور شعبيتهما في كلا البلدين ، اما فيما يخص بلادنا لانعلم بالضبط مالذي يجري وما تم الاتفاق بخصوصنا ولكن من الواضح كل الذي جرى ويجري هو على حساب العراق وشعبه وضمان مصالحهما الأمريكية الإيرانية فيه ، من هنا سيشهد التيار الصدري انقساما وتشضيا نتيجة تذبذب مواقف قائده وزعيمه الذي بداء مشروع اعتراضة بالثورة وتغير النظام و الدستور ومن ثم تراجع الى الى ألغاء البرلمان والذهاب الى انتخابات مبكرة وليوم تراجع ايضا عن ذلك بمقترحه الجديد وهو الذهاب لتشكيل الحكومة بدون التيار وبدون دولة القانون ، إيران تنصلت من المالكي وتضحي به قربانا لفوزها بالعراق خاصةً بعد التسريبات التي تسببت بمقتله وهو حي يرزق ولم يعد يشكل قطبا بالمعادلة السياسية بالعراق كما كان معول عليه أمريكيا و إيرانيا ، اما فيما يخص مقتدى الصدر لم يعد عصى موسى كما كانت تستخدمه إيران ولم يصلح بعد ألان كزعيم سياسي يمكن المراوغة به و إفشال مايخطط للإطاحة بالعملية السياسية التي حرص السيد مقتدى بمناسبات عديدة على استمرار نفس المنظومة السياسية وعدم المساس الجدي بها وكما ترغب إيران و الإدارة الأمريكية تجسد ذلك بإجهاض ثورة تشرين ، حيث أصبح بعدها غير موثوقا به من قبل الشعب ، ناهيك عن ما تسبب به من خذلان صارخ لتيارة وجمهورة كنتيجة حتمية للمواقف المتغيرة و المتراجعة وعدم الثبات ، وكان اخرها خسارتهم للبرلمان وفقدان نوابة ال ٧٤ لعضويتهم وتاثيرهم ، بقرار الانسحاب الذي كانت تنقصة الدراسة والتبصر ، الجميع تكسرت مجاذيفهم على صخرة الرفض و الصمود الأسطوري لثورة تشرين و أصبحت وبلا منازع هي المنقذ و الممثل الشرعي و الوحيد لشعبنا كاخيار وبديل وطني للعملية السياسية الهزيلة لابد منه امام الفرقاء السياسين والاعب الدولي .

التعليقات معطلة.