زهراء مجدى
من الصعب معرفة ما يدور بالضبط برأس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولكن العلم قد يعرف، صحيح أنه من المفترض في علم النفس عند حكمه على حالة ما توفر بعض الشروط أولًا، أولها ألا يكون التشخيص عن بعد، إلا أنّ بعض الظروف تجعل التشخيص بهذا الشكل ضروريًا، شرط آخر هو ألا تكون هذه الحالة تتعاطى مخدرات أو أدوية، فقد تعاطى أدولف هتلر جرعة كبيرة من دواء الأمفيتامين وهو منشط رخيص الثمن، والذي من الممكن أن يكون سبب له اعتلالاته النفسية، فقد ربط المؤرخون بين بداية تعاطيه للمخدر واتسام استراتيجيته العسكرية بالعنف والتهور.
ولكن هناك فرقًا مع ترامب، فالصفات الشخصية له ظهرت باستمرارٍ لعقود في أخباره، وبنفس الوضوح على الدوام. ولمزيدٍ من المعطيات للفهم: غالبًا ما يحدد الأطباء النفسيون علامات للحكم على حيوات الآخرين وتفسيرًا لأفعالهم ليعرفوا أكثر ما نعرفه نحن عن ترامب، وبالنسبة لترامب، فقد كان معظم هذه الأحكام يدور حول مشكلتين وهما: اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، واضطراب الشخصية النرجسية، ولكن الأطباء ما زالوا متحفظين على عدم اعتبار هذا التشخيص رسميًا.
ترامب طالب في حصة الاقتصاد
هناك حدث ما كان كفيلًا ببناء هذه الأسطورة المسماة دونالد ترامب، فقد عاش ترامب طفولته وشبابه في أحياء مدينة نيويورك، حيث البيت الذي نشأ فيه في كوينز، بينما كان عمل والده في بروكلين، ودرس ترامب الاقتصاد في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا المعروفة، وكان ترامب يقدر انتماءه لهذه الكلية، حيث قال لكاتب سيرته الذاتية عام 2005، إنه:
«بطريقة أو بأخرى، عندما تذهب إلى وارتون لن تعود منها كما ذهبت، فكان لدي من الدوافع القوية لأحقق نجاحًا بها، لأخرج من قالب مصمم لحياتي سلفًا، فقد أخذتني الدراسة إلى عالم مختلف».
كان ترامب بطريقة ما متأكدًا من أنه سوف يصبح شخصية عظيمة في المستقبل، وقد جلب له هذا الاعتقاد الكثير من السخرية، وتذكر ذلك عندما وقف بين زملائه في المدرسة الثانوية العسكرية بفخر في حصة الاقتصاد وقال: «سوف أصبح ملك الاستثمار العقاري في نيويورك».
ترامب.. «المستثمر الصغير»
بعد تخرُّج ترامب في جامعة «إيفي ليغور» عاد إلى بلدته للعمل في شركة والده، والذي لم يكن أمريكيًا خالصًا، فقد كان جده لأبيه مهاجرًا ألمانيًا، والذي زود العاملين بالمناجم بلحوم الخيل والخنازير والمومسات والبيرة. صنع والد ترامب إمبراطوريته في الاستثمار العقاري بنيويورك في أحياء الطبقة العاملة، وامتلأت حافظة ترامب لسنوات بعد تخرجه بالإيجارات الشهرية التي كان يحصلها من هذه الطبقة الواسعة من الكادحين، محاطًا بحراس مستعدين للتشابك مع أي مستأجر يتأخر في الدفع.
قال ترامب لمجلة بلاي بوي عام 2004: «كان والدي مستثمرًا ناجحًا جدًا، رأيته وهو يبيع الأراضي في بروكلين مقابل دولار واحد للقدم، في حين يقدره بألف دولار في مانهاتن. اعتدت أن أقف على الضفة الأخرى من النهر في مانهاتن، هذه المدينة التي طالما أثارتني أضواؤها».
دونالد ترامب عام 1980.
هرب ترامب إلى مانهاتن، بحثًا عن وسيلة لتوسعة شبكة أعماله، وسكن في غرفة صغيرة. رسم ترامب شخصية إعلامية لنفسه، فخلق علاقات مع أبطال أخبار النميمة، وملأ الصحف بأخباره الغرامية، وعندما أعلنت مجلة فوربس عن نشرها قائمة سنوية بأغنى 400 أمريكي، ضغط ترامب بقوة على المجلة لإدراجه فيها – التقليد الذي استمر مع ترامب – حتى كتبت الصحيفة: «نحن محرري مجلة فوربس، نحب دونالد ترامب، فهو يجيب على مكالمتنا، وعادة ما يدفع فاتورة الغداء عنا».
في الواقع، لم تكن الطبقة الأرستقراطية في مانهاتن أكثر حكمة من ترامب، هم فقط كانوا أكثر حفاظًا على حياتهم الخاصة منه، ففي الوقت الذي يملؤهم الغرور حتى يكتبوا على ذيل طائراتهم الخاصة الأحرف الأولى من اسمهم، كان ترامب يفضل كتابة اسمه كاملًا بشكل واضح على جسم الطائرة، وبينما كان الكثير يلجؤون لطرق سرية للحفاظ على أسرارهم الجنسية، وإخفاء عشيقاتهم عن الرأي العام، كان ترامب يبدو وكأنه متعمد تسريب تفاصيل طائشة عن حياته الجنسية للصحف.
ترامب الصغير.. محب للإعلام جدًا
استمر سعي ترامب المرضي للفت الانتباه حتى أصبح شخصية ثابتة لمجلة ساخرة كوميدية ناقدة «the spy» بمجرد انطلاقها عام 1986، وبدأ المحرران المؤسسان كورت أندرسن وغرايدون كارتر بالسخرية من رموز نيويورك دون هوادة، ومنتقدين في ترامب إطلاقه الشائعات على نفسه، وادعاءاته الكاذبة، ووصفه بشخص ناجح جدًا في خلق ضوضاء بلا هدف أكثر من عمل شيء مفيد.
وفي حادثة ذكرتها المجلة أنها أرسلت دفعة من شيكات بقيمة بسيطة إلى أغنياء نيويورك، وكان ترامب واحدًا من اثنين رفضوا دفع 13 سنتًا لدعم المجلة، ولعل أكثر ما يجدر ذكره هنا أنها كانت بداية وصف المجلة ترامب «برجل الأعمال قصير الأصابع».
كانت هذه الحادثة أواخر 1980 استخدمت المجلة ترامب رمزًا للانحطاط الشديد، والابتذال في مدينة نيويورك. وعادة تستخدم هذه المجلة سمات مادية لترسم شخوصًا كرتونية تحمل نفس السمات التي تميز شخصياتها الحقيقية، ويشير المحرر غرايدون كارتر في حوار لموقع NPR إلى أن المجلة استغلت قصر أصابع ترامب لتسميه «السوقي قصير الأصابع». وعلى الرغم من أن المجلة توقف نشرها قبل أكثر من عقد، إلا أن كارتر ما زال يتلقى الإهانة من ترامب.
ويقول كارتر «بالتأكيد أصابعه قد تكون ملائمة له، والآن، بعدما أصبحت هذه الأصابع جزءًا من كل مؤتمر، فأنا متأكد من أنه يريد قتلي بهذه الصغيرات».
تظهر الهيمنة والترهيب للسيطرة على الآخرين بشكل مفرط في تاريخ ترامب، خاصة تجاه الصحافيين، والصحف، ومؤسسات إعلامية كاملة، ففي أحد المواقف أرسل ترامب لصحيفة نيويورك تايمز نسخة من عمود للكاتبة الصحيفة جايل كولينز، بعد أن رسم دائرة على صورتها أعلى المقال كاتبًا: هنا يجب أن تضعوا وجه كلب. لم يكن فقط الإعلام، فقد حاول ترامب إسكات المتظاهرين ضده، بأن اقترح استعداده دفع الرسوم القانونية لشخص مناصر له اعتدى على المتظاهرين ضد سياساته.
ترامب يعشق ترامب
يتمثل أحد التزامات المرشح الرئاسي الأمريكي في الكشف عن نسبة الضريبة التي يدفعها عن دخله، وهو ما لم يفعله ترامب، ما يلصق به الحكم بانعدام المسؤولية وعدم احترام الوعود، ولكن ماذا أيضًا بالنسبة للتورط في أعمال خطرة دون مراعاة للعواقب؟
لن ننظر إلى الصفقات التجارية الخطرة التي نفذها ترامب على مدى عقود طويلة، وكانت سبب ثروته، ولكن إلى بعض من خطواته غير المشروعة في طريقه للفوز بالانتخابات الرئاسية، ففي عام 2016 أجرت صحيفة الإيكونوميست بحثًا اعتبرت نتيجته إمكانية فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية كواحدة من أكبر عشرة مخاطر قد يواجهها العالم، ووصفوه بأنه سيكون سببًا لمزيد من التهديدات الإرهابية والتي ستؤثر بالتبعية على استقرار الاقتصاد العالمي.
قبل أن نؤكد الظنون بمرض ترامب سنعرّف لك اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع والذي يتمثل في: مركزية الأنا، وتقدير النفس بسبب مكاسب شخصية أو تمتع بسلطة، والأنانية، بمعنى رسم خطط تحقق الإشباع الشخصي وغياب المبادئ الخاصة وإنكار مبادئ المجتمع الأخلاقية والقانونية والثقافية.
حسب التعريف فترامب مثالي نوعًا ما هنا، فهو غني وقوي، وبذل كل مساعيه في التجارة لتحقيق ذلك، فيقول ترامب في مناظرة انتخابية: «أنا لا أخسر، لم أكن يومًا خاسرًا، أنا أحب الفوز»، يقول الطبيب النفسي روبرت كليتزمان: بشكل عام، فإن العديد من المرشحين للانتخابات الرئاسية لديهم أنا متضخمة، وتدور أهدافهم حول أنفسهم، وإذا لم يكن من الممكن التعليق على الحالة العقلية لترامب دون مقابلته، فأنا آمل أن لا يحول شعوره بمركزيته دون مصلحة العامة، لأن دون ذلك يمثل تهديدًا للجميع.
ترامب الكبير: كاذب ومحتال ومخادع
كتب «ستيف بيكر»، وهو طبيب نفسي متخصص في اضطراب الشخصية النرجسية: نحن نعرف المواقف التي يضطر فيها السياسيون للتصرف كسيكوباتيين، وتعتبر في هذه المواقف سمات نفسية مقبولة، ومفيدة في بعض الأوقات، ولكن دونالد ترامب، إنه أكثر من سياسي يحمل بعض سمات الاعتلالات النفسية كبقية المرشحين للرئاسة، ترامب مريض حقًا بالسيكوباتية.
يقول ستيف بيكر عن حب الهيمنة، هذه السمة أيضًا مفيدة لرجال الأعمال، فمثل محرك عروسة الماريونت يتحكم في الطرف الآخر ليحصل على ما يريد – لسنا بحاجة للتأكيد على مدى انحطاط مستخدمي هذه الطريقة في الإقناع – الخداع أيضًا، والاحتيال، والكذب، وتلفيق الأحداث، فعندما طرحت مسألة حجم يد ترامب خلال مناقشة هذا العام قال: لم يتحدث أحد عن يدي، لم أسمع أبدًا بهذا، انظروا إليها، هل تبدو لكم صغيرة؟
بالتأكيد سمع عن يديه قبل سؤاله. ففي أشد التحليلات وضوحًا لاختبار كشف الكذب على موقع politifact وصلت نسبة الكذب في خطابات ترامب إلى 56%، و19% نسبة تلاعبه في الردود على أسئلة واضحة. ففي إحدى مناقشاته أكد ترامب لمدة 60 دقيقة على أنه كان معارضًا بشدة لحرب العراق منذ بدايتها، ولكن أثبت موقعا واشنطن بوست وبوليتفاكت خطأ هذا الزعم، بخبر منشور على موقع «باظ فييد» عندما نشر حوارًا مع دونالد ترامب عام 2002 وهو يدعم الغزو الأمريكي.
ترامب مثالي جدًا.. نموذج لـ«مريض متعدد العلل النفسية»
تحليلات أخرى ركزت على اضطراب الشخصية النرجسية، والذي يعرفه مايو كلينيك عالم النفس على أنه: شعور متضخم بالأهمية، وحاجة قوية للشعور بإعجاب الآخرين، وقبول إعجابهم بالاحتقار، وعدم الالتفات لهم، ويكمن خلف هذا القناع من الثقة المتزايدة بالنفس ذات هشة، ضعيفة أمام أقل انتقاد.
عالم النفس «بن مايكلز» وصف ترامب بأنه: «نموذج مثالي لمريض اضطراب الشخصية النرجسية»، ويقول عالم النفس جورج سيمون إنه يستخدم مقاطع فيديو من أحاديث دونالد ترامب في محاضراته، لأنه لا يوجد مثال أفضل منه. ولإجراء تقييم أشمل لعرض الاعتلال الاجتماعي، فإن من أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، الخداع، والتلاعب، والتجاهل لحقوق الآخرين، وعدم تحمل مسؤولية الأفعال الشخصية.
وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين، DSM، فلتشخيص حالة على أنها مريضة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، فعليها أن تستوفي معيارين لتقييم سلوكهم تجاه المجتمع، وسماتهم الخاصة، وفي هذه الأخيرة يجب على الحالة أن تظهر صفتين: العداء، والسلوكيات المشينة.
مثال على ما سبق، أثناء مناظرته الأولى – دونالد ترامب – بقناة «فوكس نيوز» وجهت له المذيعة ميجان كيلي سؤالًا حول موقفه من المرأة ذاكرة عبارات قالها سلفًا مثل أن: النساء حيوانات مقززة وخنازير وقاذورات، الأمر الذي أثار ترامب ليبدأ هجومه على تويتر ضد كيلي.
وفي مناظرته الثانية على «سي إن إن» قال: «كان يمكنك رؤية الدماء تخرج من عينيها ومن أماكن أخرى». وهو ما اعتبره الكثيرون إشارة لعادتها الشهرية ما أوقع ترامب في أزمة مع القناة. وسحب دعوته من حضور واحدة من أهم مناسبات المحافظين الذين سبهم هم أيضًا على فعلتهم، وعلى غير المتوقع فقد كان موقف ترامب الرافض للاعتذار مكسبًا له أمام الأمريكيين.
ترامب الأب والزوج والحبيب
عناصر أخرى في اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هي إضعافه لسمتين هما: التعاطف متمثلًا في عدم الاهتمام بمشاعر واحتياجات ومعاناة الآخرين، والحميمية متمثلًا في قيام العلاقات على الاستغلال، بما فيه من طرق للخداع والإكراه، واستخدام الهيمنة أو الترهيب للسيطرة على الطرف الآخر.
هذه الصفات لم يكن من الجيد إثباتها على ترامب الرئيس، ولكن الزوج والحبيب والأب، ففي المؤتمرات الصحافية التي أيدت ميلانيا ترامب فيها ترشح زوجها، لم تتحدث عنه كزوج أو حبيب أو أب لأطفالها، واكتفت بالحديث عنه كمرشح رئاسي، في الحين الذي كانت فيه ابنته تيفاني أكثر وضوحًا عندما قالت: لقد أراد أبي تدوين بعض الملاحظات على كلمتي لكم اليوم، إشارةً على تدخله في تفاصيل حياتها.
يعاني ترامب من سمة أخرى، وهي القسوة، أي عدم الاهتمام بمشاعر الآخرين، أو مشاكلهم، وعدم الشعور بالذنب أو الندم على الأخطاء التي يرتكبها في حق الآخرين، مع كثير من التصرفات العدوانية والسادية، ومثال على ذلك عندما اعتزم ترامب حظر سفر المسلمين إلى أمريكا، بما في ذلك اللاجئون ومن يتعرضون للقمع والقتل على يد داعش.
وكانت ردة فعله غريبة على حادثة أورلاندو الأمريكية والتي أسفرت عن مقتل وإصابة 150 شخصًا قائلًا: أتقبل جزيل التهاني على صحة رأيي في إرهاب المسلمين المتطرفين. والجلي هنا هو عدم رغبته حتى في الشعور بالتعاطف مع أهل دولته. حتى بعد إلقاء زوجته ميلانيا ترامب خلال حملته الرئاسية خطابًا قديمًا لميشيل باراك أوباما ونسبته لنفسها، والذي كان من الممكن أن يصبح ذنبًا مغفورًا إذا اعتذر عنها، لكن لم تصدر عنه أية كلمة تبين إحساسه بالذنب أو الندم.
ترامب أحد طرفي حوار
اندفاع ترامب يجعله يقدم على أفعال غير محسوبة تأتي ردًا على محفز حدث توًا، دون تفكير في الرد أو النظر إلى النتائج، فعندما كان من المفترض أن يقدم ترامب مرشحه مايك بنس لمنصب نائب الرئيس، استمر ترامب في إدلاء تصريحات عن نفسه مدة 28 دقيقة، مستمرًا في حشد الانتباه لشخصه بدلًا من تقديم مرشحه.
وكما وصف ديفيد بروكس في صحيفة نيويورك تايمز إعلان ترشح مايك بنس بأنه أغرب تنصيب لنائب رئيس في التاريخ الحديث، لتحدث ترامب عن نفسه لأكثر من ضعف المدة التي قدم فيها نائبه، وبعدما صعد مايك إلى المنصة رفض ترامب البقاء على المنصة وتقاسم الاهتمام معه، فنزل عنها، لكنه بعد ذلك أخذ ينظر إليه بإعجاب شديد وهو يتحدث عن ترامب، وصفه بروكس بأنه كان مثل رجل يجذب الانتباه حتى يفقده بمجرد ظهور العروس.
في صحيفة نيويورك تايمز يصف ديفيد بروكس أحاديث ترامب بأنها مميزة دومًا، فهو لا يتحدث في جمل أو فقرات، وتتخلل خطبه دومًا خمس أو ست كلمات يفسر بها نظرياته عن الفوضى والمؤامرة. وقد كتب بروكس: «أحيانًا يحاول ترامب صياغة جملة أطول من ثماني كلمات، وبغض النظر عن الموضوع الذي بدأت به الجملة ينتهي بموضوع آخر».
وفيما يلي مثال من خطاب إعلان ماك بينس نائبًا للرئيس، يقول ترامب: أحد الأسباب التي دفعتني لاختيار مايك هو اهتمامي بولاية إنديانا، وفوزي الساحق في صناديق إنديانا. ويعدّ هذا سحبًا لبساط الحوار، ليظل ترامب هو بطله كعلامة للشخصية النرجسية. وعندما فرّغ ديفيد بروكس الكلمات المفهومة من خطبة ترامب في كلمات مكتوبة ستكون: بينس.. لقد كنت على حق عندما عارضت حرب العراق.. بينس… هيلاري كلينتون كاذبة ومخادعة.. بينس.. المسيحيون يحبونني.. بينس.. أنا على اتصال مع خبراء الإحصاء دومًا.. بينس مظهره حسن.. فندقي في واشنطن تفوق فخامته الخيال.. بينس…