مقالات

هل صار لزاما أن نحقّق “نبوءة” كتاب “عوالم وكالة الاستخبارات المركزية الجديدة، 2030″؟

 
د. نبيل نايلي
“سيستغرق الأمر وقتًا طويلًا، وسيكون في غاية الفوضى، ولن يتمكن الشرق الأوسط من إيجاد تعاون إقليمي يمكّنه من معالجة القضايا الأمنية حتى عام 2030″؟؟ مقتطف من كتاب “عوالم وكالة الاستخبارات المركزية الجديدة، 2030″.
بعد 3 سنوات من المفروض أن يكون أمضاها هذا التحالف الدولي في محاربة تنظيم داعش ودحره، تكشف مجلة فورين بوليسي الأمريكية،the Foreign Plicy ، عن وثيقة “رفعتها إليه الأمم المتحدة، مؤشرة إلى أن التنظيم في العراق لم ينتهِ، وأن احتمالات عودته إلى العمل وظهوره من جديد ما زالت قائمة، مؤكدة أن الوضع على الأرض أكثر تعقيداً”! وهذه صحيفة “واشنطن تايمز الأمريكية، The “Washington Times -هي الأخرى- تزفّنا أنباء عن تنظيم داعش وتغييره الجذري لنمط حربه وتكتيكاته العسكرية فقد “أرسل رسائل إلى مقاتليه بتفعيل أساليب الاغتيالات والقنابل والكمائن التي تنّفذها الجماعة المسلّحة” وهو “أبعد ما يكون ما يكون عن الهزيمة في كل من العراق وسوريا”!
بعض “المحلّلين” أكّدوا للصحيفة: “أن بقايا الإرهابيين قابلة للتكيّف وإعادة الانتشار، ليبدأوا تحرّكهم من جديد!”
ثم أن الجنرال المتقاعد جيمس دوبيك، Lt. Gen. James M. Dubik، الذي كان قائداً للقوات الأمريكية في العراق، أفاد هو الآخر: “إن نهاية دولة الخلافة بشكلها القائم مادياً لا يعني نهاية الحرب أو إنهاء أهدافها الاستراتيجية”!!
كما أوضح أن “تنظيم الدولة لا يخفي نيته في العودة إلى جذوره الإرهابية مع التفجيرات والهجمات التي قتلت مدنيين أبرياء بالرمادي والناصرية وبغداد، في الأسابيع الماضية!”
وأشار الجنرال المتقاعد إلى أن التنظيم “قادر على التكيّف من جديد، كما أنه سيتمكن من استخدام شبكاته في محاولة لإعادة التشكيل وإعادة بناء القيادة والتجنيد، إضافة إلى إعادة التدريب والإمداد وتجديد المعدات، تماماً كما فعلوا في الفترة من عام 2010 إلى عام 2014!”
مسؤولون في وزارة الداخلية العراقية قالوا، والعهدة على التقرير، إنه “في ضوء الهزائم التي عاناها تنظيم داعش في سوريا والعراق خلال العام الماضي، حدث تغيير في عقيدته العسكرية بساحة المعركة، إذ أنه في الأسابيع الأخيرة، كان يستخدم تكتيكات مميّزة لحرب العصابات والتخلّي مؤقّتاً عن عقيدة الاستيلاء على مناطق واسعة والاحتفاظ بها!”.
ونقلاً عن مجلة النبأ التي ينشر بها التنظيم، أن “استراتيجية الاغتيالات موجودة بالفعل في مدينتي كركوك والموصل، فضلاً عن محافظة ديالى”، وتتوقع أنه “سيركّز أكثر على الغارات المنظّمة، بالإضافة إلى السيّارات المفخّخة ونيران القنّاصة كمرحلة مؤقتة”.
الأسئلة الحارقة التي باتت إجاباتها أوضح من الوضوح ومكشوفة حتى لهؤلاء المغرّر بهم، هي لماذا يصرّون في كلّ مرة على تسفيه أبسط الانتصارات وينفخون في صورة هذا الوحش الذي خلّقوه في مخابر استخباراتهم دون أن يرفّ لهم جفن أو يفكّروا لحظة بمضاعفات مخلوقهم الدميم؟ ماذا كان يفعل هذا التحالف الدولي طوال هذه السنوات من القصف المحموم ثم يخلصون الآن إلى هكذا استنتاجات؟ من أمّن لهؤلاء السلاح والتدريب والتمويل ثم التنقّل الآمن بأسلحتهم وعائلاتهم؟ من الأعرف بهم وبتكتيكاتهم ومستقبل هؤلاء “الأفغان” الجدد؟ من يعطي لنفسه المبرر تلو الآخر للبقاء العسكري في العراق وسوريا وعلى امتداد جبهات هذا “البعبع″ المدلّل؟
ثم ما المقصود من التشكيك وهذا “الحرص المتأخرين” على أمن العراق وسوريا وقد حولوه كما حولوا باقي الأواني المستطرقة إلى دويلات فاشلة ومرتعا لشذاذ الآفاق من جنود الجيل الرابع من حروبهم؟