بقلم : مهدي منصوري
ما كان في حسبان ان يصل تفكير صناع داعش الارهابي الثالوث المشؤوم واشنطن وتل ابيب والرياض ان يقبر هذا الوليد في مهده وفي فترة قياسية، خاصة وان مابذلوه من طاقات وجهود كبرى وغير محدودة والى آخر لحظة بحيث تعطي لهذا التنظيم ان يثبت اقدامه في الارض الذي احتلها وان هزيمته قد تكون صعبة المنال.
الا ان وفي الطرف المقابل لم يحسب اولئك المغرورون والمخدوعون بان ارادة الشعوب وقدرتها على تغيير الاوضاع وبالصورة التي تريدها وترغبها امر مفروغ منه، وهو ماحصل فعلا اذ شمر الشعب العراقي عن سواعده خاصة بعد فتوى المرجعية العليا التي كانت المحرك الاساس والقوي في استنفار ابنائه الذين انخرطوا في فصائل الحشد الشعبي يحدوهم الواجب الديني ومن ثم الوطني من اجل انقاذ بلادهم من براثن المرتزقة الذي جاؤوا من وراء الحدود لينفذوا مشروعا اجراميا يستهدف وحدة ارضهم وشعبهم. وبروح المسؤولية الكبرى وبتضافر الجهود والتعاون والتنسيق التام بين القيادات العسكرية والشعبية تمكنوا وبضرباتهم الماحقة ان يدحروا ليس فقط أقوى قوة شريرة اجرامية بل دحروا مشروعا عالميا أريد له ان يقصم المنطقة وحسب ماتم التخطيط له في دوائرهم السوداء، وبذا شكل الانتصار على داعش الارهابي وطرده من اخر شبر من الاراضي العراقية ووصول القوات العراقية مدعومة بالحشد الشعبي الى السيطرة التامة على الحدود العراقية السورية كما اعلن ذلك القائد العام للقوات المسلحة العراقية العبادي قد شكل ضربة قاصمة وقاسية تلقاها الثالوث المشؤوم لانه وبذلك تبددت كل اماله وطموحاته ليس فقط في العراق بل في المنطقة والعالم.
والعراقيون وهم يعيشون فرصة الانتصار الكبير على أعتى عدو لهم ينبغي ان لايغفلوا من ان اعداءهم الذين تلقوا هذه الضربة لايمكن ان يتنحوا جانبا، بل لابد من ان يخططوا ولتنفيذ مخططهم الاجرامي الى اعتماد اساليب اخرى تختلف عن المواجهة المباشرة مع داعش العسكري، وذلك من خلال خلاياهم النائمة التي انتشرت في المدن والمحافظات والتي اندست بعضها بين ابناء الشعب سواء كان من ضمن النازحين او غيرهم، مما يتطلب وعيا وجهدا استخباريا كبيرا ليصطادوا هؤلاء المجرمين ويقطعوا الطريق عليهم في خطوة لتعزيز مشوار النصر العسكري الباهر الذي تحقق بالامس القريب.