مقالات

أحياناً… (اليمن أولاً)

عبدالعزيز السويد
يحتاج التحالف العربي في اليمن إلى إعادة تقييم موقف، لتحقيق أهداف إعادة الأمل وبسط الشرعية نحو استقرار لليمن وسلام لأهله، يحتاج إلى مراجعة أخطائه وأخطاء الشرعية، يحتاج إلى بناء نموذج جاذب لليمنيين في المناطق المحررة من اليمن، الصور من الداخل اليمني أكثر ضبابية بعد مقتل علي عبدالله صالح على يد ميليشيات الحوثي، وليست هناك اختراقات واضحة جلية ميدانية خاصة في صنعاء، تبخّر الحرس الجمهوري، وربما يتحول إلى حرس للحوثي، وحزب المؤتمر الشعبي جناح صالح ليس من المستبعد أن ينضوي تحت جناح الحوثي، بما عرفوا به هم وزعيمهم المقتول من تلوُّن وتقلب، الأستاذ والتلاميذ.
وإعلام الشرعية اليمنية ضعيف وراكد، ولا كأنه إعلام حربي، أما إعلام التحالف العربي فليس بعيداً عنه، فهو يكتفي ببيانات عند الأحداث الكبار، ليس له حضور داخل اليمن يؤثر فيها ومنها، لذلك شاهدنا كيف كانت أحوال الأنباء أثناء مواجهة صالح للحوثي ومقتله، وكيف تم توجيهها لغير صالح الشرعية اليمنية والتحالف.
وحتى لا تفلت الفرصة التاريخية في اليمن، من الضرورة إعادة تقييم الموقف، ومعرفة القوى الفاعلة الحقيقية في اليمن على الأرض، وعدم الانشغال بمزدوجي الولاءات وتجار الحروب من السياسيين والإعلاميين، بقاء السيطرة للحوثي في صنعاء وغيرها وقتاً أطول سيمنحه شرعية الأمر الواقع، وهو ينتظرها ويتمنَّى منحه الوقت لترسيخها أكثر فأكثر.
إن مقولة عدو عدوي صديقي لا تنطبق في اليمن، لأنها غير مبنية على مواقف ثابتة مبدئية، نعم يمكن تحييد من أصبح عدواً للحوثي من بقايا مؤيدي الرئيس المقتول، لكن الاعتماد عليهم فيه خطورة واضحة مع شراء وبيع الولاءات المعروف في اليمن.