اخبار سياسية

وقف إطلاق النار في غزة.. ترحيب واسع وخرق محدود

عاد الهدوء إلى قطاع غزة، بعد توصل “الجهاد الإسلامي” وإسرائيل لاتفاق وقف إطلاق نار بوساطة مصرية بعد جولة تصعيد اندلعت يوم الجمعة الماضي، وبدأ فيها الجيش الإسرائيلي بشن هجمات على القطاع الفلسطيني في هجوم استباقي، أسفر عن مقتل 44 فلسطينياً بينهم أطفال.

ودخلت الهدنة حيز التنفيذ الساعة 20:30 بتوقيت غرينيتش (23:30 بتوقيت القدس)، بعد جهود مصرية حثيثة، سعت خلالها القاهرة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بشكل عاجل وفوري. 

التزام متبادل
وأكّد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، أن الهدنة تدخل حيز التنفيذ عند الساعة 23:30 بالتوقيت المحلي. وقال إن إسرائيل “تشكر لمصر الجهود التي بذلتها”، مشدداً على أنه “في حال خُرق وقف إطلاق النار، تحتفظ دولة إسرائيل بحقها في الرد بقوة”.

في غزة، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي تقيدها بالتوقيت المعلن لبدء سريان الهدنة، لكنها أكدت في بيان حقها في “الرد على أي عدوان صهيوني”.

ترحيب
ولقيت الهدنة التي أتت بعد جولة تصعيد محدودة، أثارت مخاوف من اندلاع حرب أوسع، بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، ترحيباً دولياً واسعاً، وأعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الأحد عن ترحيبه بهذه الهدنة، حاضاً جميع الأطراف على تنفيذها بالكامل.

وقال بايدن في بيان، إن واشنطن عملت مع مسؤولين في الدولة العبرية والسلطة الفلسطينيّة ودول مختلفة في المنطقة “للتشجيع على حل سريع للنزاع” خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وأضاف، “ندعو أيضاً جميع الأطراف إلى التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار وضمان تدفق الوقود والإمدادات الإنسانية إلى غزة مع انحسار القتال”.

كما أعرب الرئيس الأمريكي عن أسفه لسقوط قتلى ومصابين في صفوف المدنيين في غزة، لكنه لم يُحدد الجهة التي تقع عليها المسؤولية في هذا الصدد.

واعتبر بايدن، أن “التقارير عن سقوط ضحايا مدنيين في غزة هي مأساة”، داعياً إلى إجراء تحقيقات بشأنهم. وشكر بايدن لنظيره المصري عبد الفتاح السيسي دور بلاده في التفاوض الذي أفضى إلى وقف إطلاق النار.

من جهته، ثمن رئيس البرلمان العربي عادل بن عبد الرحمن العسومي، جهود مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قطاع غزة.

وأشار العسومي إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يعد خطوة في طريق حقن دماء الشعب الفلسطيني وإنهاء العنف، مؤكداً أن تحقيق سلام واستقرار دائمين في المنطقة يتطلب مزيد من تضافر الجهود الدولية لاستئناف عملية السلام فى الشرق الأوسط وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وأكد رئيس البرلمان العربي، أن المساعي الحثيثة والجهود الكبيرة التي بذلتها جمهورية مصر العربية تعكس ثقل الدبلوماسية المصرية ودورها الرائد والمحوري لضمان أمن واستقرار المنطقة، وتجسد المكانة التي تحظى بها القضية الفلسطينية في سلم أولويات مصر، وحرصها على ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة؛ وفق قرارات الشرعية الدولية.

كما رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بإعلان وقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل، وأثنى على مصر لما تبذله من جهود بالتنسيق الوثيق مع الأمم المتحدة للمساعدة في استعادة الهدوء.

وجاء في بيان للمتحدث باسمه، صدر مساء يوم الأحد بتوقيت نيويورك، حول إعلان وقف إطلاق النار في غزة وإسرائيل، دعا غوتيريس الأطراف كافة إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، وفقاً لموقع أنباء الأمم المتحدة.

ووفقاً للبيان، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن شعوره بحزن عميق إزاء الخسائر في الأرواح والإصابات، بما في ذلك الأطفال، من الغارات الجوية في غزة والإطلاق العشوائي للصواريخ باتجاه إسرائيل من مراكز سكنية في غزة من قبل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وجماعات مسلحة أخرى.

خرق
وبعيد دخول الهدنة حيز التنفيذ بوقت قليل، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه شن ضربات على مواقع للجهاد الإسلامي في غزة بعيد الساعة الـ11:30 بتوقيت القدس.

وجاء في بيان أصدره الجيش الإسرائيلي عند الساعة 20:33 بتوقيت غرينيتش، “رداً على صواريخ أطلقت على الأراضي الإسرائيلية، يشن الجيش حالياً ضربات على عدد كبير من الأهداف التابعة لحركة الجهاد الإسلامي الإرهابية في قطاع غزة”.

كما دوت صفارات الإنذار ليل الأحد في مناطق في جنوب إسرائيل قريبة من قطاع غزة بعيد بدء الهدنة بوقيت قليل. وجاء في بيان مقتضب للجيش الإسرائيلي، أن “صفارات الإنذار دوت في المنطقة المجاورة لقطاع غزة”، وذلك بعيد إعلانه شن ضربات في القطاع الفلسطيني.

وبدأت جولة التصعيد الأخير، يوم الجمعة، ونفذت إسرائيل ضربات جوية وبالمدفعية الثقيلة استهدفت بشكل أساسي مواقع في غزة لحركة “الجهاد الإسلامي” التي ردّت بإطلاق مئات الصواريخ. ورداً على تلك الهجمات، أطلق “الجهاد الإسلامي” عشرات الصواريخ نحو إسرائيل،  اعترضت غالبيتها الدفاعات الإسرائيلية.