اخبار سياسية

بغداد تنتظر يوماً عصيباً.. الصدر يواصل الضغط

متظاهرون في بغداد (أرشيف)متظاهرون في بغداد (أرشيف)على الرغم من نجاح أتباعه في السيطرة على مبنى البرلمان ووضع أعضائه خارج نطاق التغطية التشريعية، فإن الغموض يلف المشهد السياسي في ظل عدم إمكانية التنبؤ بالخطوة التالية التي يمكن أن يقدم عليها زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، وعدم المعرفة هذا لا يتعلق بخصومه من قوى “الإطار التنسيقي” فحسب، بل حتى من مساعديه وأتباعه. ومن أقوى إشارات الغموض هذه استهداف الصدر لمبنى البرلمان وعدم السماح لأتباعه بالتعرض لمبنى رئاسة الوزراء القريب.

ولكن في الإطار الآخر، يسود القلق الشديد حالياً في الشارع العراقي بعد إعلان قوى الإطار التنسيقي الخروج في مظاهرات عصر اليوم الإثنين في مظاهرات بالقرب من أسوار المنطقة الخضراء، الأمر الذي دفع بوزارة الدفاع العراقية إلى الإعلان مساء أمس الأحد، أن الجيش العراقي بكل قادته ومنتسبيه هم في خدمة الشعب العراقي ويقفون على مسافة واحدة مع الشعب، وتم رصد بيان مشابه في ساعات الصباح الأولى لجهاز جهاز مكافحة الإرهاب، بنفي انتشار قطعاته على طريق مطار بغداد الدولي وداخل المنطقة الخضراء، مشدداً على إشاعات كون هذا الجهاز الأمني “جزء من الأوضاع السياسية الحالية أمر غير صحيح ولا يمت للواقع بأي صلة”.

يشار إلى أن متظاهرين مؤيدين لرجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر قد اقتحموا البرلمان بالمنطقة الخضراء يومي الأربعاء والسبت الماضيين، الأمر الذي وصفه بين قوى الإطار التنسيقي بتطويرات “تنذر بالتخطيط لإنقلاب مشبوه واختطاف للدولة وإلغاء شرعيتها وإهانة مؤسساتها الدستورية وإلغاء العملية الديمقراطية فيها”.

وكانت وسائل إعلام محلية بدأت تشير منذ ساعات الصباح الأولى من يوم الاثنين إلى أن القوات الأمنية بدأت بقطع الطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء لاسيما من جهة جسر الطابقين بالكتل الكونكريتية، مع تجمع أنصار الإطار التنسيقي بالقرب من الجسر المعلق.

ويذكر أن الكتلة الصدرية والإطار التنسيقي على خلاف بشأن تشكيل حكومة عراقية جديدة بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مما حال دون إنجاز هذا الاستحقاق.

وفي حين يمارس الضغط الشعبي على خصومه، ترك الصدر لهم مهمة تأليف الحكومة، بعد أن استقال نواب التيار الصدري الـ73 في يونيو (حزيران) الماضي من البرلمان، بعدما كانوا يشغلون ككتلة، أكبر عدد من المقاعد فيه. مع ذلك، فإنّ الرسالة التي “يرسلها الصدر لمن هم بصدد تشكيل الحكومة أنه لا يزال يملك قوة الشارع”، كما أوضح الباحث في معهد شاتام هاوس ريناد منصور، مضيفاً أن الصدر يريد “استخدام قوة الشارع لإسقاط محاولات خصومه في تشكيل الحكومة”.

وفي إشارة لإطالة مدة الأزمة، رجح محمد صالح العراقي، المعروف باسم وزير الصدر، إقامة صلاة موحدة في ساحة الاحتفالات الكبرى داخل المنطقة الخضراء الحكومية يوم الجمعة المقبلة، مطالباً عدم الإقتراب من الدور السكنية وإقامة الشعائر الحسينية خارج مبنى البرلمان ومن دون التطرق الى أمور يعتبرها البعض طائفية. وطالب وزير الصدر من جميع المشاركين بالإعتصامات بـ” عدم استحداث بناء على الإطلاق داخل مبنى البرلمان والإستعانة بالكرفانات المتحركة والإلتزام بنظافة البرلمان ومطلق الأماكن”.