فوج أمني يقتحم مجمعاً سكنياً لإخلاء 400 مسيحي في بغداد
كشفت مصادر مطلعة، عن صدور أوامر بإخلاء نحو (120) أُسرة مسيحية من إحدى المجمعات السكنية في بغداد خلال الشهرين المقبلين.
وقالت وكالة الأنباء الكاثوليكية الامريكية في تقرير لها تابعته (المدى)، إن “مئات المسيحيين مهددون بالترحيل من مجمع يأويهم في بغداد مع حلول فصل الشتاء، بمهلة لا تتعدى نهاية رأس السنة، فيما يسعى المسؤولون الكنسيون في العراق الى إقناع الحكومة بتأجيل الإخلاء، وإيجاد مأوى ملائم لهؤلاء وغالبيتهم ممن شردوا سابقاً”.
وأضاف التقرير أن “المجمع الكائن في بغداد يحمل اسم السيدة العذراء مريم، وهو مشيد على أملاك حكومية، ويفترض أن يتم إخلاؤه في نهاية العام الحالي بأمر من السلطات الحكومية”.
وأوضح أن “المجمع استضاف 120 أُسرة، أي نحو 400 شخص، بينهم نازحون وأُسر فقيرة، بعد أن دمرت مناطقهم خلال فترة سيطرة تنظيم (داعش) على مناطقهم الأصلية”. ولفت التقرير الى أنها “ليست المرة الأولى التي يصدر فيها أمر بإخلاء مجمع مريم العذراء في بغداد، إذ أن قيادة عمليات بغداد أصدرت في العام 2020، أمرا من أجل إجلاء سكان المجمع”.
ونقل التقرير عن إحدى النازحات في المجمع، سهيلة عبد الكريم قولها “خرجنا من سهل نينوى الى قرقوش، ثم ذهبنا الى محافظة دهوك، ثم جئنا الى بغداد العام 2014، والآن نحن بمواجهة مصير مجهول”.
أما الطالبة المقيمة في المجمع مارس أسامة، فقد قالت إنها “غادرت حي الحمدانية وذهبت الى بغداد”، مبينة انه “بعد افتتاح مجمع العذراء للنازحين انتقلت الى هنا للاستفادة من الخدمات المقدمة، خصوصا أن المدارس قريبة من المجمع”.
من جانبه أكد النائب السابق يونادم كنا لـ(المدى)، أن “ملكية المجمع تعود الى دائرة عقارات الدولة حسب كتاب الأمانة العامة لمجلس الوزراء”، مبينا انه “فيما بعد أخذ المصرف العقاري جزءا منه”.
وأشار الى أنه “سبق أن طالبوا عقارات الدولة بعقد يضمن حقوق تلك الأسر الا أن الأخيرة لم تنفذ قرار الأمانة العامة لمجلس الوزراء بحجة الاستثمار”، مبينا أن “العقار بقي عالقا ين عقارات الدولة وبينهم، في حين دخل المصرف العقاري كطرف آخر”.
وأوضح كنا، أن “المستثمر كان أقوى من الأمانة العامة لمجلس الوزراء فحصل على موافقات”، مشيرا الى أن “العائلات في المجمع تفاجأت باقتحام فوج 11 طوارئ المجمع، ومن دون سابق إنذار وهو يبلغهم بالإخلاء”.
وتابع كنا، أن “الدولة مع المستثمر وعليه يجب إخلاء المكان والعوائل مصيرها مجهول وكما هجرها داعش بالسيف سيتم تهجيرها مرة ثانية بالقانون”، مبينا أن “الوقف المسيحي لا حول له ولا قوة؛ لأن المستثمر أقوى من الدولة”.
وبين أن “سكنة المجمع هم من العوائل المتعففة وان إشغالهم للمجمع كان بقرار حكومي وليس تجاوزاً”.
كما نقل تقرير وكالة الأنباء الكاثوليكية الامريكية عن المطران يالدو قوله، إن “الكنيسة تعمل حاليا على إعداد مراكز في عدة كنائس حول بغداد من أجل إيواء المسيحيين الذين يعيشون في هذا المجمع”.
وتابع المطران أن “الكنيسة تبذل أقصى جهدها من أجل وقف تهجير الأُسر التي نزحت من عدة مناطق في سهل نينوى”، مضيفا أن “المجمع يأوي أيضا عائلات مسيحية غير نازحة لا تملك القدرات المالية لاستئجار منازل للعيش فيها”.
وأشار الى أن “المسيحيين الذين يعيشون في المجمع ينتمون إلى جميع الكنائس، بما في ذلك الكلدان والسريان الكاثوليك والسريان الأرثوذكس والآشوريون وغيرهم”.