اخبار سياسية

العراق: فريق الكاظمي يستقطب نشطاء لخوض الانتخابات

تقارير عربية بغداد

زيد سالم 01 يوليو 2021

سبق للكاظمي أن أعلن عدم نيته خوض الانتخابات

يقود عدد من مستشاري وأعضاء فريق رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي حراكاً سياسياً عبر إنشاء كيانات جديدة، سُجلت أخيراً لدى مفوضية الانتخابات بغرض المشاركة في الانتخابات المقررة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. وتكشف مصادر من مكتب الكاظمي لـ”العربي الجديد”، أن ثلاثة من أعضاء فريق الكاظمي المقرّبين منه، ينسقون مع ناشطين سياسيين وصحافيين وقادة في الحراك الاحتجاجي ببغداد ومحافظات وسط وجنوب البلاد، من أجل بدء حملة ترويج للكيانات الجديدة التي ستنطلق بشعارات “ليبرالية وعلمانية”. مع العلم أن الكاظمي أعلن سابقاً عدم مشاركته في الانتخابات أو دعم أي حزب أو كتلة سياسية.

استُدعي نشطاء لاجتماعات مع مستشاري الكاظمي في المنطقة الخضراء

وتضيف المصادر أن “مستشارين لدى الكاظمي يواصلون حراكاً من خلال مكاتبهم، وبصفتهم الاستشارية، مع صحافيين وناشطين لبدء حملة كسب شباب ووجهاء من بغداد والمحافظات التي شهدت سابقا احتجاجات شعبية”. وتشير إلى أن هؤلاء يعملون بعيداً عن الوجوه الشبابية المعروفة في الحراك الاحتجاجي، في ظلّ اعتماد استراتيجية جديدة تتمحور حول كسب نخب ثقافية ونشطاء في حقوق الإنسان وصحافيين وعاملين بالمجال الإغاثي والإنساني والمتصدين للفساد ومدونين”. وتنوّه إلى أن “مصالح أحد المستشارين تتقاطع مع (هيئة الحشد الشعبي)، ويسعى إلى أن يشكّل كيانه السياسي الجديد الذي سيشارك في الانتخابات، عكس مستشاريَن آخريَن يسعيان إلى الاشتباك سياسياً مع الفصائل المسلحة، عبر تقوية خطاب الدولة والقانون“.

وحول تحرّكات المستشارين، توضح المصادر أن “أعضاء فريق الكاظمي يقودون الحراك بشكل منفرد مع تبنّي العمل السري، تحسباً لأي استهداف مبكر للناشطين الذين يتم جذبهم لهذه الكيانات، واستهدافهم من قبل الفصائل المسلحة، تحديداً الأجنحة الموالية لإيران”.

في السياق، يؤكد الناشط بالحراك الاحتجاجي في بغداد، مصطفى القيسي “وجود حراك سياسي لدى بعض أفراد فريق الكاظمي”. ويُفصح لـ”العربي الجديد” أنه “خلال الأسابيع الماضية تم استدعاء صحافيين وناشطين بغرض طرح المشروع عليهم في لقاءات خاصة عُقدت في المنطقة الخضراء”، مشيراً إلى أن “النشطاء اعترضوا على ذلك لأن المنطقة الخضراء منطقة حكومية، ومن المفترض أن تكون مهمة العاملين فيها خدمة الشعب وليس عقد لقاءات حزبية وسياسية”.

ويضيف أن “لا مشكلة في المشاركة السياسية لفريق الكاظمي، شرط ألا يتم استغلال موارد الدولة والأموال المخصصة لدعم المشاريع الخاصة بالعراقيين وتحويلها إلى أنشطة سياسية تخدم أطرافاً تسعى إلى ترسيخ طريقة المحاصصة في إدارة الحكومة، والعمل على ترقيع الإخفاقات والانتهاكات التي تتهم فيها الكيانات السياسية والأحزاب والفصائل المسلحة“.

أعضاء فريق الكاظمي يقودون الحراك بشكل منفرد مع تبنّي العمل السري

من جهته، يكشف عضو تنسيقية تظاهرات الهارثة في محافظة البصرة علي الحسناوي، في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، عن “حراك سياسي يقوده ناشطون من محافظة البصرة، لكسب نخب، مصدره كاظم السهلاني، وهو مستشار الكاظمي لشؤون المحافظات. وقد وصلت الفرق الميدانية في مناطق شمالي البصرة إلى مراحل متقدمة من الحصول على جمهور قد يؤدي في النهاية إلى التصويت لصالح كيان محدد، يحمل شعارات ليبرالية وعلمانية”. ويشير إلى أن “خطاب الكيان الجديد المدعوم من السهلاني يدعم الدولة ويهدف إلى النيل من خطاب المليشيات. وقد تعرض أعضاؤه إلى تهديدات أجبرتهم إلى العمل عن بعد والاستقرار في بغداد”.

وتعليقاً على ذلك، يرى القيادي في تحالف “الفتح” رزاق الحيدري، أن “الحكومة أغرت بعض الذين وصلوا إلى مواقع استشارية مهمة، لا سيما من الذين كانوا يعملون في منظمات المجتمع المدني والصحافيين وأساتذة الجامعات. بالتالي، فإن تأسيس كيانات سياسية جديدة هو أمر متوقع، لكن أن تتحول هذه الكيانات إلى منصات جديدة لسرقة العراقيين والعبث بمقدراتهم المالية، هو ما لا يمكن القبول به في المستقبل”. ويدعو في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، مفوضية الانتخابات إلى “مساءلة قادة هذه الكيانات عن مصادر التمويل، خصوصاً أن معظم قادتها لم يكونوا يملكون أي شيء قبل العمل مع حكومة الكاظمي”.

يذكر أنه في 27 إبريل/ نيسان الماضي، أعلن الكاظمي رفضه المنافسة في الانتخابات، معتبراً أن “الحكومة الحالية حكومة خدمات ولا تسعى للتنافس الانتخابي لتحقيق أهداف سياسية”. وأضاف أن “على الوزراء أن يتذكروا أنهم جاؤوا لأسباب خدماتية وليس لأهداف سياسية، ومن الضروري عدم استغلال وزاراتهم للانتخابات. ولن أسمح بأن تتحول المواقع الوزارية إلى ماكينات انتخابية”. وجاء تعليق الكاظمي في حينه، بعد ساعات من الكشف عن انهيار “تيار المرحلة”، وإلغاء مشاركته في الانتخابات البرلمانية المقبلة.