صراع أبناء العم في قيادة “الإتّحاد الوطني الكُردستاني”.. لم يعد قابلاً للقسمة على اثنين
15-07-2021 | 07:33 المصدر: السليمانية-النهار العربيرستم محمود
بافل وشيخ جنكي الطالباني
A+A-تتواصل فصول “الصراع” داخل قيادة “الاتحاد الوطني الكُردستاني” على زعامة الحزب وأجهزته الاقتصادية والعسكرية والأمنية، بين الرئيسين المُشتركين للحزب، بافل الطالباني، نجل مؤسس الحزب الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني، وابن عمه لاهور شيخ جنكي، الذي كان يقود “جهاز الاستخبارات والمعلومات” التابع للحزب طوال عشر سنوات. فقد دهمت قوة أمنية مُقربة من بافل الطالباني، صباح اليوم الأربعاء، مقر قناة (IPLUS) التابعة لشيخ جنكي وطردت جميع الموظفين من مقر القناة، التي كانت تضم أيضاً مقر موقع “جيان نيوز”، ما يؤكد أن جميع أشكال الوساطات بين الطرفين لم تتوصل إلى أي نتيجة. حزب “الاتحاد الوطني الكُردستاني” الذي يُعد شريكاً في سُلطة إقليم كُردستان العراق منذ عام 1992، ويهيمن سياسياً واقتصادياً وأمنياً على محافظات السليمانية وحلجبة والمناطق الكُردية من محافظة كركوك، كان قد انتخب الشخصيتين المذكورتين رئيسين مُشتركين للحزب، خلال المؤتمر الرابع الذي عُقد أوائل العام الماضي. لكن يبدو أن الشراكة في زعامة الحزب لم تستمر طويلاً، إذ أصدر بافل قبل أسبوع قراراً بتعيين وهاب حلبجي مسؤولاً عن “جهاز مكافحة الإرهاب”، وعزل الضابط محمد تحسين الطالباني الذي كان مُقرباً من لاهور شيخ جنكي (ابن أخته) من رئاسة الجهاز. هذا الأمر دفع شيخ جنكي الى رفض القرار، والمطالبة بأن تكون مختلف قرارات الحزب مشتركة بينهما، واضعاً الأجهزة الأمنية والعسكرية المُقربة منه في حالة تأهب قصوى. لكن بافل صعّد المسألة في مواجهته، مُحولاً تسميته الرسمية من “الرئيس المُشترك للحزب” إلى “رئيس الحزب”، وعازلاً مُدير مطار السليمانية الدولية ورئيس “جهاز المعلومات” المقربين من لاهور شيخ جنكي، ومعيناً بديلين منهما مُقربين منه. معلومات مسرّبة من قياديين مُقربين من بافل الطالباني، قالت إن الأخير تعرض لمحاولة تسميم، وأن المُتهم المُشكك به هو الجهاز الأمني الذي يديره شيخ جنكي، وأن تلك الحالة فجرت الصراع بين الطرفين. لكن مصدراً مسؤولاً من داخل الحزب قال لـ”النهار العربي” إن أساس المسألة سياسي، وإن الشخصين، ومعهما كامل المكتب السياسي السابق للحزب، والذي يُعتبر بمثابة “الحرس القديم”، مُنقسمون في ما بينهم بشأن كيفية إدارة الحزب وشبكة علاقاته وروابطه داخل إقليم كردستان، إلى جانب الأبعاد الشخصية للصراع بينهما. تركيا وإيرانالناشط والباحث الكردي مريوان برزجني، شرح في حديث مع “النهار العربي” نوعية التدخلات الإقليمية في الشأن الداخلي لإقليم كردستان، بما في ذلك قيادة الأحزاب الرئيسية بقوله: “الوساطات المتسارعة التي قام بها كُل من رئيسي الوزراء السابقين، نوري المالكي وحيدر العبادي، والتي ظهر جلياً أنها مُساهمة لدعم لاهور شيخ جنكي، أثبتت مدى الاهتمام الإقليمي بالمسألة، بالذات التركي والإيراني. فقد كان إقليم كُردستان تقليدياً مقسماً بين النفوذين، الحزب الديموقراطي الكُردستاني أقرب الى تركيا، مقابل الحميمية في علاقة الاتحاد الوطني الكُردستاني بإيران”. وأضاف برزجني: “كان لاهور شيخ جنكي خلال خمس سنوات مضت أكثر حدة ومباشرة في رفض النفوذ التركي في الإقليم، بالذات من خلال استغلال محاربة حزب العمال الكردستاني للتمركز الأمني والعسكري في الإقليم. الأمر الذي كان يضعه في مواجهة الحزب الديموقراطي الكردستاني وزعيمه مسعود البارزاني. لكن يبدو أن بافل الطالباني، وبحكم العلاقة السياسية التقليدية التي تجمع عائلته بالعائلة البارزانية، يرفض مثل هذا التوجه الحاد، وهو أكثر ميلاً الى التوافق مع تركيا والحزب الديموقراطي الكردستاني. لذا ثمة فراق في الخيارات السياسية الإقليمية، وقد كان ذلك واضحاً من خلال وصف شيخ جنكي ما يجري بأنه (مؤامرة عثمانية)”. انقسام حزبي وعائليداخل القيادات التقليدية لحزب “الاتحاد الوطني الكُردستاني” ثمة انقسام شديد بين الشخصيتين، كما تشرح الباحثة في الشؤون الكُردية تارا زيدان لـ”النهار العربي”، “القيادة التقليدية التي رافقت الرئيس جلال الطالباني قرابة نصف قرن، ترى نفسها مغبونة لأن الامتيازات المالية والسلطوية سحبها منها بافل طالباني بعد المؤتمر الأخير، الذي غيّر كامل المكتب السياسي للحزب”. وتضيف زيدان أن الخلاف يمتد إلى داخل العائلة نفسها، “ففي وقت أيد نائب رئيس مجلس الوزراء في إقليم كُردستان قوباد الطالباني أخاه بافل في تحركاته، فإن النائبة الفاعلة آلا الطالباني، ابنة عمة الرئيسين المشتركين وشقيقة محمد تحسين الطالباني رئيس جهاز مكافحة الإرهاب المُقال، أظهرت قرباً وتفهماً لموقف لاهور شيخ جنكي. وهو موقف على الأغلب يمثل القيادية في الحزب شهناز إبراهيم أحمد، خالة بافل طالباني، وإلى حد بعيد الوالدة هيرو إبراهيم أحمد، التي تعاني من حالة صحية حرجة”.