اقتصادي

خطة لتنفيذ 220 مشروعاً بكلفة 600 مليار دينار فـي ذي قار

ذي قار/ حسين العامل

اعلنت محافظة ذي قار اعتماد خطة اعمار لتنفيذ 220 مشروعا بكلفة 600 مليار دينار ضمن صندوق اعمار ذي قار للعام الحالي، وفيما اشارت الى شمول 8 قطاعات حيوية في 22 وحدة ادارية تابعة للمحافظة، يرى الاهالي وناشطون ان تخصيصات المحافظة لا تتناسب مع حجم الخراب وتردي واقع البنى التحتية ونقص الخدمات في المحافظة التي صنفها البرلمان العراقي اواخر عام 2019 على انها محافظة منكوبة.

وقال محافظ ذي قار محمد هادي الغزي عن مشاريع صندوق الاعمار الذي يدار من قبل الأمانة العامة لمجلس الوزراء بالتنسيق مع ادارة المحافظة انه “تم اعتماد خطة مشاريع صندوق الاعمار للعام الحالي 2022 بشكل رسمي وبكلفة قدرها 600 مليار دينار عراقي”.

واوضح الغزي في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي وتابعته (المدى)، ان “الخطة اعتمدت من قبل الصندوق وفقا للكشوفات المرسلة من المحافظة وبناء على التقديرات المالية المحددة واستنادا للقطاعات الخدمية المقترحة”، مؤكدا ان “توزيع المشاريع كان عادلا ومنصفا بين جميع الوحدات الادارية في المحافظة، اذ وزعت المشاريع بناء على الكثافة السكانية لكل قضاء وناحية”.

وأشار، الى ان “اعداد الخطة جاء بناء على ما قدمه رؤساء الوحدات الادارية وبحسب الاولوية والحاجة للخدمات”، لافتا الى ان “المشاريع توزعت على 8 قطاعات تتمثل بدوائر البلديات، والطرق والجسور، والماء، والمجاري، والكهرباء، والصحة، والتعليم، والشباب والرياضة”.

وكان مجلس الوزراء قد أصدر في مطلع تشرين الاول 2020 حزمة من القرارات تخص محافظة ذي قار تضمنت إنشاء صندوق مجلس إعمار محافظة ذي قار، يتولى تنفيذ مشاريع المحافظة ورصد التخصيصات المالية اللازمة له ضمن مشروع قانون الموازنة العامة الاتحادية للسنة المالية 2021.

ومن جانبها اكدت إدارة صندوق اعمار ذي قار ادراج أكثر من 220 مشروعاً خدمياً جديدا ضمن خطة العام الجاري 2022 وذلك بعد استلامها من إدارة المحافظة.

وقال مدير عام الصندوق رزاق حسين الركابي في تصريحات صحفية تابعتها (المدى)، ان “المشاريع الجديدة تم استلامها يوم الخميس المنصرم وسيتم تدقيقها واستحصال موافقات وزارة التخطيط خلال نيسان الجاري”، مؤكدا “شمول جميع الوحدات الإدارية وتوزيعها بحسب الكثافة السكانية”.

وتشمل خطة مشاريع صندوق اعمار ذي قار التي اطلعت عليها (المدى) 22 وحدة ادارية تتمثل بالناصرية، اور، الرفاعي، سوق الشيوخ، العكيكة، الفضلية، كرمة بني سعيد، الطار، الجبايش، المنار، الشطرة، بنی زید، الدواية، الإصلاح، سيد دخيل، قلعة سكر، الفهود، الغراف، النصر، الفجر، ميسلون، البطحاء، فضلا عن شمول قطاع الصحة في عموم الوحدات الادارية في محافظة ذي قار.

وكان صندوق اعمار محافظة ذي قار، قد أعلن في وقت سابق عن مواصلة العمل في تنفيذ 206 مشاريع ضمن خطته لعام 2021.

الا ان عددا غير قليل من السكان المحليين والناشطين يرون ان مشاريع صندوق الاعمار تفتقر الى المشاريع الستراتيجية الكبيرة وان مجمل الاموال المخصصة للمحافظة لم تكن بإدارة موحدة وانما تتوزع على ثلاث جهات هي صندوق الاعمار وخطة تنمية الاقاليم ومشاريع الخطة الاستثمارية الخاصة بالوزارات. اذ يرى الناشط المدني هشام السومري أن “تخصيصات محافظة ذي قار لا تتناسب مع حجم الخراب وتردي واقع البنى التحتية ونقص الخدمات في المحافظة”.

وأضاف السومري، أن “وعود الإعمار والتخصيصات المالية الكبيرة التي أطلقتها الحكومة سابقاً لامتصاص غضب المتظاهرين تبخر معظمها وأن المشاريع المعلنة لم تشمل تنفيذ مشاريع ستراتيجية كبيرة من شأنها ان تعالج ازمات الماء والكهرباء والعجز السريري في المستشفيات بصورة تامة”.

ولفت، إلى ان “المحافظة مازالت تعاني من تلكؤ المشاريع الحكومية التي احيلت منذ نحو 10 اعوام كمجسر تقاطع الاسكان والطريق الحولي ومشاريع الابنية المدرسية وغيرها”.

وأكد السومري، “توقف عدد غير قليل من المشاريع نتيجة الاعتراضات والتهديدات والابتزاز العشائري ومن بينها ملعب الناصرية الذي تعرض المهندس المشرف على تنفيذه الى التهديد بالقتل من قبل جهات مجهولة مؤخرا”.

وتواجه محافظة ذي قار التي تضم 22 وحدة إدارية 10 منها متاخمة لمناطق الأهوار نقصاً حاداً في الخدمات الأساسية وتدهوراً وتقادماً للبنى التحتية ناهيك عن عجز سريري في المستشفيات الحكومية يقدر بأكثر من 4500 سرير وعجز بالأبنية المدرسية يقدر بأكثر من 700 بناية فيما لا تشكل المناطق السكنية المخدومة بشبكات المجاري إلا أقل من 30 بالمئة من المناطق المذكورة، في حين يعاني قطاع الكهرباء من تقادم الخطوط الناقلة والشبكات والمحطات والمحولات الثانوية التي باتت لا تستوعب الأحمال المتنامية وتواجه مخاطر الانصهار أو انفجار المحولات، ومازالت هناك العشرات من القرى غير المخدومة بالماء والكهرباء، ناهيك عن معاناة سكان المحافظة الذين يقدر عددهم بأكثر من مليونين و320 الف نسمة من شُح المياه خلال فصل الصيف.

وكان مجلس النواب العراقي قرر في جلسته المرقمة (22) في 18/12/2019 اعتبار محافظة ذي قار مدينة منكوبة، وذلك على خلفية الهجوم الذي شنته القوات الأمنية على المتظاهرين نهاية تشرين الثاني من العام المذكور وخلّف 50 شهيداً وأكثر من 500 جريح في مجزرة مروعة تواصلت على مدى يومي (28 و29 تشرين الثاني 2019) وباتت تعرف فيما بعد بمجزرة جسر الزيتون.