ثقافه عامه

معلومات وصور: أشهر فضائح ملوك السويد

إيهاب مقبل

 فضائح الملوك كانت ولا تزال الأكثر إثارة للاهتمام والفضول، علاوة على كونها الأطول استمرارًا في ذاكرة الإعلام والناس والتاريخ، على حد سواء، باعتبار أن الملوك رموزًا أخلاقية لسياسات الدولة وحياة عامة الناس.

ومر على السويد الكثير من الملوك الذين أثروا فيها وتأثرت بهم، فكان لكل ملك منهم طريقته الخاصة في إدارة شئون البلاد، وطريقته الخاصة أيضًا في ممارسة حياته الشخصية، فإن ما حدث من الفضيحة الأخيرة لأختطاف الأطفال العرب والمسلمين من قبل دائرة الشؤون الإجتماعية السويدية المعروفة بإسم «السوسيال»، وإتهامها بالاتجار بالأطفال واستغلالهم ماديًا وجنسيًا وصحيًا وثقافيًا ودينيًا، في إعادة بعث لجريمة «فرعون مصر» عندما خشى من هلاكه وذهاب ملكه على يد غلام من بني إسرائيل، جعلني أفتش في حياة ملوك السويد لنتعرف على خباياهم، وأثناء التفتيش في حياتهم رصدت أشهر فضائحهم.

والملك وأبنائه وأحفاده هم الأشخاص الوحيدون في السويد الذين لا يُسمح لهم وفقًا للقانون باختيار دينهم. ويشترط القانون السويدي على العائلة المالكة السويدية الإنتماء إلى «العقيدة الإنجيلية الخالصة»، أي «المذهب البروتستانتي اللوثري» الذي تتبعه الكنيسة السويدية الرسمية منذ القضاء على الكنيسة السويدية الكاثوليكية في القرن السادس عشر الميلادي، وذلك خلال تولي الملك السويدي غوستاف الأول، «وهو إنجيلي من سلالة فاسا السويدية»، مقاليد الحكم في البلاد خلال الفترة 1523–1560.  

تنتمي العائلة المالكة السويدية الحالية إلى «سلالة برنادوت» الفرنسية، إذ أنتخبَ مارشال فرنسا الكاثوليكي جان برنادوت في العام 1810 كوريث مُفترض للملك السويدي الإنجيلي كارل الثالث عشر، وذلك لعدم وجود وريث لحُكمه من عائلته التي تنتمي إلى سلالة «هولشتاين-جوتورب» الألمانية الدنماركية، وكذلك بسبب رغبة السويد بتقوية علاقاتها الأمنية والعسكرية مع نابليون بونابرت بغية الحصول منه على الدعم لمواجهة الروس والكنيسة الروسية الأرثوذوكسية على أثر هزيمة السويد أمام روسيا في الحرب الفنلندية العام 1809.

وبعد ثلاثة أيام من وصوله الأراضي السويدية، وتحديدًا في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني العام 1810، تحول جان برنادوت من الكاثوليكية الرومانية إلى البروتستانتية اللوثرية أمام محكمة سويدية في العاصمة ستوكهولم، وذلك بحضور الملك كارل الثالث عشر الذي تبناه وأطلق عليه اسم كارل الرابع عشر يوهان: «كارل نسبة إلى اسم الملك، ويوهان اسم سويدي مرادف لاسمه الفرنسي القديم جان». ملك السويد الحالي كارل السادس عشر غوستاف هو الحفيد الخامس لكارل الرابع عشر يوهان.

الملك المخلوع لدول الشمال الأوروبي يكسب رزقه من القرصنة

كان لدى إريك البوميراني، «وهو كاثوليكي من سلالة جريف البوميرانية المنقرضة»، خطط كبيرة، عندما ورثَ في العام 1412 حكم اتحاد كالمار المؤلف من الممالك الثلاث في السويد والنرويج والدنمارك، إذ خطط الملك الشاب غزو دوقية شلسفيغ لكي تنمو مملكته الشمالية.

ولكن واجهت قوات إريك مقاومة شديدة عندما دخلت المدن الهانزية الألمانية، مما اضطره للتخلي عن خطط الغزو. وزيادة على ذلك، تمرد سكان السويد والنرويج على الضرائب الباهضة التي كانَ إريك يطالبهم بها لتمويل جيشه.

وفي مواجهة مملكة في حالة انحلال وتفكك، تخلى إريك عن التاج الملكي واستقر في جزيرة غوتلاند على بحر البلطيق، حيث بنى فيها معقلًا لقلعة فيسبورغ. هناك عاشَ حياة الملوك على القرصنة خلال الفترة 1439–1449: «نهب السفن التجارية السويدية والدنماركية والألمانية».

عاد إريك ليحكم الدنمارك، ولكن أضطر للفرار مرة أخرى إلى جزيرة غوتلاند على متن سفينته المحملة بالخزينة الدنماركية. وفي النهاية سلم إريك جزيرة غوتلاند للملك الجديد للسويد والنرويج كارل كنوتسون، «وهو كاثوليكي من سلالة بوند السويدية»، ومن ثم عاد إلى دوقية بوميرانيا الغربية حيث حكم بعد ذلك باسم إريك الأول البوميراني لغاية وفاته في مدينة دارلوفو البولندية، وذلك في العام 1459.

تمثال الملك إريك البوميراني في قصر دارلوفو

غيرت الملكة مذهبها وهربت

في العام 1654 هربت الملكة كريستينا من السويد لتبدأ حياة جديدة ككاثوليكية. كانت الملكة كريستينا أحد أعظم أفراد العائلة المالكة في أوروبا، فهي أبنة الملك الإنجيلي غوستاف الثاني أدولف آل فاسا، والذي قتل في العام 1632، وذلك في معركة ضد الجيش الكاثوليكي خلال حرب الثلاثين عامًا «1618–1648» بين الكاثوليك والبروتستانت.

كانت كريستينا تدرك أن التحول الديني في السويد البروتستانتية عقوبته القتل، ولذلك اكتفت في البداية بإعلان نيتها التنازل عن العرش للملك كارل العاشر غوستاف، وهو إنجيلي من سلالة فيتلسباخ الألمانية. ومن ثم سافرت متخفية عبر الدنمارك، وفي بلجيكا اعتنقت الكاثوليكية، ثم انتقلت إلى روما.

كان التحول انتصارًا دعائيًا كبيرًا للكاثوليك، وذلك بعد ست سنوات فقط من نهاية حرب الثلاثين عامًا وسقوط المئات من القتلى السويديين البروتستانت. ولذلك حضيت كريستينا بمعاملة فريدة من نوعها في إيطاليا كما لو كانت لا تزال ملكة، وانخرطت بشدة في السياسة الخارجية للفاتيكان.

وعندما توفى بديلها على العرش السويدي كارل العاشر غوستاف في العام 1660، عادت كريستينا إلى السويد برغبة منها في تولي السلطة. ولكن لكونها كاثوليكية، كان ذلك مستحيلًا، ورفض النبلاء السويديين ورجال الدين البروتستانت السماح للكهنة الكاثوليك في حاشيتها بالاحتفال بأي قداس، ولذلك عادت إلى روما، حيث أمضت فيها بقية حياتها. وعندما توفيت في العام 1689 دفنت في كاتدرائية القديس بطرس البابوية.

كانت كريستينا مسؤولة عن عدة فضائح منها إغراء الكاردينال الكاثوليكي ديسيو أزولينو، وكانت تلبس مثل الرجال وتتصرف بشكل رجولي، وفي العام 1657 أمرت بقتل أحد رجال الحاشية الإيطالية.

طاقم تتويج الملكة كريستينا في متحف سولنا

الملك الشاذ يطلب المساعدة على سرير الزوجية

في العام 1766، تزوج غوستاف الثالث البالغ من العمر عشرين عامًا من الأميرة الدنماركية صوفيا ماغدالينا من نفس العمر. ومع ذلك، استغرق الأمر تسع سنوات قبل أن يتشارك الزوجان الملكيان في السرير.

تكمن المشكلة جزئيًا في أن والدة غوستاف، الملكة السويدية الأرملة لوفيسا أولريكا، كانت تكره كل ما هو دنماركي، وكانت مصممة أيضًا على إبقاء ابنها مقيد اليدين لفترة قصيرة، وذلك حتى تتمكن من الاحتفاظ بنفوذها السياسي. وجزئيًا، كان غوستاف الثالث شاذًا جنسيًا، إذ يُفضل الرجال على النساء.

ينتمي الإنجيلي غوستاف الثالث إلى سلاسلة هولشتاين جوتورب الألمانية الدنماركية. ويُعد أول من سمحَ للتجار اليهود الأثرياء بالانتقال من ألمانيا إلى السويد بناءًا على نصيحة والدته، إذ يقول في رسالة خطية في فبراير شباط العام 1772: «من المؤكد أنه سيكون هناك ميزة كبيرة جدًا لهذا البلد إذا استوطن اليهود هنا».

وعندما بدأت الحاجة إلى وريث للعرش الملكي السويدي في العام 1778، استعان الزوجان الملكيان «غوستاف وصوفيا» بالكونت الفنلندي المولد أدولف فريدريك مونك، والذي كان هو نفسه أبًا لعشرة أطفال. قيل أن مونك لم يكتف بإعطاء نصيحة جيدة للزوجين، بل انضم اليهما على سرير الزوجية.

أدى الحادث إلى ظهور العديد من الشائعات والرسوم الكاريكاتورية الفاحشة بأن مونك هو الأب الحقيقي لولي العهد غوستاف الرابع أدولف. أنجب الزوجان فيما بعد ابنًا آخر، وهو كارل غوستاف، من دون مساعدة من مونك.

تمثال الملك غوستاف الثالث في ستوكهولم

 أميرة من أصول روسية تطلب الطلاق هربًا من العائلة المالكة السويدية

في العام 1908، تزوج الأمير فيلهلم من ماريا بافلوفنا، ورفع علمي السويد وروسيا بجوار بعضهما البعض في العاصمة ستوكهولم. كانَ الزواج سيضمن تحسين العلاقات بين السويد وروسيا بعد 12 حرب دموية تاريخية بين البلدين، وذلك لأن فيلهلم هو أبن الملك السويدي الإنجيلي غوستاف الخامس من أسرة برنادوت الفرنسية، إما ماريا فهي أبنة دوق روسيا الأكبر الأرثوذوكسي بول ألكساندروفيتش.

 كانت الأميرة ماريا، والمعروفة في السويد باسم دوقة سودرمانلاند، حاملًا عندما أدركت أن لديها القليل من القواسم المشتركة مع زوجها، إذ كانَ الأمير فيلهلم باردًا وخجولًا ومهملًا. لكن الأسوأ من ذلك هو أنه سرعان ما أشيع أن لديها علاقة مع السفير الروسي في ستوكهولم، ألكسندر سافينسكي، وزعمت شائعات أخرى أنها كانت تتجسس لصالح روسيا.

 لم تصدر حتى اليوم أية توضيحات فيما إذا كان هناك أية مبررات لاطلاق مثل هكذا شائعات. ولكن بحسب المراجع التاريخية فقد كان الرهاب الروسي متفشيًا في السويد في ذلك الوقت، لدرجة توجيه إنتقادات حادة للأميرة الجديدة أو الأميرة الروسية كما أطلق عليها لاحقًا في الشارع السويدي. ورأى الكثير من السويديين روسيا كتهديد عسكري، وانتشرت شائعات عديدة، بما في ذلك اتهام الحرفيين المتجولين الروس بالتجسس لصالح القيصر.

 وفي العام 1913، زعم الأطباء السويديين زورًا أن الأميرة ماريا تعاني من مرض خطير في الكلى وأنها قررت قضاء الشتاء في إيطاليا. لم تكن ماريا تعاني من أي أمراض، كما أنها لم تسافر إلى إيطاليا. وبدلاً من ذلك تقدمت بطلب للطلاق وغادرت السويد في العام 1914، وتزوجت لاحقًا من الأمير الروسي سيرجي ميخائيلوفيتش بوتاتين في العام 1917.

 وبعد عقود، وصفت ماريا بافلوفنا، والتي تجيد خمسة لغات بما فيها اللغة السويدية، الرعب الذي شعرت به تجاه العائلة المالكة السويدية وشعورها باليأس من المستقبل مع زوجها، إذ تقول في مذكراتها: «فكرة مرعبة، سنة بعد سنة مع هذا الرجل الشاب الصغير الذي تحيط به تلك العائلة الحمقاء! يا إلهي!».

الأمير فيلهلم والأميرة ماريا في ستوكهولم 1910

 أبن الأميرة الروسية يقصى من وراثة العرش السويدي

بعد طلاق الأميرة الروسية ماريا من الأمير السويدي فيلهلم، أنتقل أبنهما الوحيد الأمير لينارت البالغ من العمر خمس سنوات للعيش مع جدته الملكة فيكتوريا من بادن. وعندها تلقى تربية صارمة، مما جعله يشتاق إلى الحرية والحنان.

وجد لينارت ما كانَ يبحث عنه في شخصية الفتاة السويدية كارين نيسفانت، فقررَ الزواج منها في مكتب سجل الأمراء في لندن العام 1932. وبسبب زواجه المورغاني، «غير المتكافئ بالمرتبة الاجتماعية»، وعدم حصوله على إذن الملك غوستاف الخامس، لم يعد له الحق في وراثة العرش السويدي، وبالتالي خسارته كل الألقاب والامتيازات.

أطلق عليه في السجلات السويدية الرسمية لقب «السيد لينارت برنادوت» بدلًا من «الأمير لينارت». وبعد ذلك بوقت قصير، غادر الزوجان السويد واستقرا في ألمانيا.

أعربَ لينارت في مذكراته عن استيائه الشديد من المعاملة السيئة للغاية من قبل المحكمة السويدية بسبب اختياره شريكة حياته.

وأشارَ أيضًا إلى أن تجربته في المعاملات القضائية كانت أساس المشكلات التي أدت في النهاية إلى الانفصال عن زوجته.

وبدوره، شككَ بروفيسور القانون السويدي غونار برامستونج، والذي حققَ في مسالة الألقاب من الناحية القانونية، بشرعية تعامل الملك غوستاف الخامس مع حفيده الأمير لينارت على هذا النحو القاسي.

لينارت برنادوت أبن الأميرة الروسية ماريا

ملك شاذ يتعرض للابتزاز من مجرم مدان

في العام 1931، أفتتحَ المدان السابق كورت هايجبي مطعمًا مع زوجته الثانية آنا هايجبي، وهي أرملة تكبره بعشر سنوات. ونظرًا لأنه كان مجرمًا مُدانًا في ست قضايا سرقة واحتيال خلال الفترة 1915–1925، وكذلك تسببه بوفاة شرطي أثناء محاولته الهروب من السجن في العام 1923، رُفض منحه ترخيصًا لبيع النبيذ في المطعم. ومع ذلك، لم يستسلم كورت هيجبي أو كورت يوهانسون كما مكتوب في شهادة الولادة.

تقدم كورت بطلب لمقابلة الملك غوستاف الخامس بغية عرض قضيته عليه، وحظي بمقابلته في العام 1933. ويزعم كورت البالغ من العمر 36 عامًا، أنه اقام علاقة جنسية مع الملك الأرمل البالغ من العمر 75 عامًا، وذلك بعد الاجتماع معه على الفور.

علمت آنا هايجبي بالعلاقة الجنسية الشاذة بين زوجها والملك، وتقدمت للمحكمة بطلب للطلاق منه في العام 1936. ولكن خوفًا من أن تصبح القضية معروفة، أقنعَ مسؤولو الديوان الملكي الزوجين بتسوية الطلاق وديًا مقابل أن تدفع المحكمة 15 ألف كرون سويدي للزوجة و1500 كرون سويدي للزوج. وبحسب أحد التقارير، فإن الملك قدْ أبرق برسالة لرئيس المحكمة جاء فيها: «ينبغي أن لا تكون هناك فضيحة، ولكن انهي القضية بأقل قدر ممكن من المال».

استلم كورت المبلغ المتفق عليه من محامي الديوان الملكي، والذي شجعه على الهجرة إلى الولايات المتحدة، مقابل منحه مبلغ إضافي 3000 كرون سويدي ليبدأ هناك حياة جديدة. ومع ذلك، عاد كورت إلى السويد بحجة نفاذ أمواله، ليستمر في ابتزازه الصريح للمحكمة التي كانت تحاول شراء صمته.  

وبالمجمل، تلقى كورت من المحكمة نحو 170 ألف كرون سويدي «ما يعادل اليوم 5 ملايين كرون سويدي/ 500 ألف دولار أمريكي»، وأكثر من ذلك من الأموال الخاصة للملك.

في العام 1938، اعتقل كورت في ستوكهولم بتهمة الاعتداء الجنسي على طفلين في سن 11 و13 عامًا، وأفرج عنه لاحقًا دون تقديم قضية الإساءة للأطفال إلى المحكمة الجنائية.

في العام 1939، أجبرَ كورت على عقد صفقة جديدة للهجرة إلى ألمانيا النازية. وبعد فترة قصيرة، ألقي القبض عليه في برلين بتهمة إقامة علاقات جنسية مع صبيان، فحكم عليه بالسجن، ومن ثم نفي إلى السويد في العام 1940، وذلك بعد أن قضى عقوبته.

وفي الأربعينيات ومطلع الخمسينيات، نشرَ الصحفي السويدي فيلهلم موبرغ مقالات مطولة حول الشذوذ الجنسي بين السياسيين السويديين، وكشفَ كذلك عن وجود «مافيا وشبكات للشذوذ الجنسي» مدعومة من الأثرياء والسياسيين في البلاد، والتي لا تجرؤ الشرطة السويدية على اعتقالهم. تم تقنين الشذوذ الجنسي في السويد في العام 1944، لكنه لم يكن مقبولًا اجتماعيًا في الخمسينيات من القرن الماضي.

حاولَ كورت ابتزاز الملك الجديد غوستاف السادس أدولف، وذلك بعد وفاة والده الملك غوستاف الخامس في العام 1950. ولكن تمكنَ موبرغ أخيرًا من الوصول إلى حقيقة الابتزاز الذي تتعرض له المحكمة من كورت في فضيحة قانونية كبيرة، بجانب رفض الملك الجديد الانصياع لهذا النوع من الابتزاز. ونتيجة لذلك حُكم على كورت في العام 1952 بالسجن لمدة ثمانية سنوات بتهمة الابتزاز، والتي تم تخفيضها في العام 1953 إلى ست سنوات من قبل محكمة استئناف سفيا.

أفرج عن كورت في العام 1956 لأسباب صحية، وانتحرَ في أغسطس أب العام 1965، وذلك بعد عام واحد من وفاة طليقته.

وأكد الكثير من الكُتاب صحة رواية كورت هيجبي مع الملك غوستاف الخامس، وذلك لإن المحكمة السويدية كانت متورطة بدفع إليه مبالغ مالية طائلة لشراء صمته. وزيادة على ذلك، ادعى العديد من العاملين في الديوان المالكي في وقت لاحق، بما فيهم الخدام والسواق، أنهم حصلوا على أموال للتكتم عن علاقاتهم الجنسية مع الملك.

https://www13.0zz0.com/2022/06/27/07/855223795.jpg

محاكمة كورت هايجبي على ابتزاز الملك الجديد في صحيفة اكسبريسن العام 1953

ملك ماسوني غير ناضج في النوادي الليلية

ولد كارل السادس عشر غوستاف في العام 1946، ويُعد الملك السابع لعائلة برنادوت، وصاحب أطول فترة حكم في تاريخ السويد، إذ تولى العرش الملكي بعد وفاة جده الملك غوستاف السادس أدولف في العام 1973.

كشفت سيرة الملك الحالي أنه ليس مُخلصًا لزوجته الملكة سيلفيا. وبحسب كتاب «الملك المتردد»، للمؤلفين توماس شوبرغ وديان راوشر وتوفه ماير، كان الملك في أواخر التسعينيات على علاقة جنسية مع الفنانة نصف الأفريقية كاميلا هينمارك.

ومن الأمور التي ذكرها الكتاب حول هينمارك، هو تفاصيل تهريب حراس الملك الشخصيين لها بين الشقق التابعة للملك في ستوكهولم.

وردت هينمارك وهي مستاءة من الفضيحة: «لا أحد أخذ بالاعتبار خصوصيتي، والجميع يقولون فقط: آه، يا للملك المسكين، ويا للعائلة الملكية المسكينة… لدي حياتي الخاصة، وقدْ تلطخ اسمي كزانية، وسيبقى هذا الأمر دائمًا معي يرافقني للأبد».

أدّى الكتاب الذي نُشر في العام 2010 إلى عاصفة إعلامية صعقت العائلة المالكة والمواطنين السويديين. كان الكتاب يتحدّث عن الملك وأصدقائه المقربون، وأظهرهم كـ«مجموعة فاجرة» تذهب إلى الأندية الليلية غير المرخصة في ضواحي المدن السويدية والتي تؤمّن المومسات.

وبحسب الكتاب، أنفق الملك أيضًا 12000 دولار أمريكي على نادٍ للتعري، بينما كان في العام 1996 في أتلانتا لزيارة الألعاب الأولمبية.

ترك الكتاب أثرًا كبيرًا في شعبيّة الملك بعد نزوله، وخاصة أن أحد زعماء العصابات الذي أورد الكتاب ذكره بأنه يملك النادي الليلي الذي كان الملك يرتاده، قدْ خرج بعد فترة وأكد الأمر.

كان الغضب عارمًا لدرجة أن العديد من الصحف السويدية طالبت باستقالته. ورد الملك خلال لقائه بالصحافة بأنه وأسرته طووا الصفحة، وأن ما تمَ سرده بالكِتاب حدثَ في زمن بعيد.

لدى الملك عضوية فخرية في نادي الرجال السويدي، والمعروف بأسم نادي سيلّسكابيت «نادي الصُحبة». وهو نادي ماسوني تأسس في العام 1800 من قبل النبلاء والتجار، ويُعرف عنه رفضه الترحيب بالنساء إلا إذا كن ضيفات أو متزوجات من الأعضاء.

وسلطت صحيفة أفتونبلادت السويدية الضوء على النادي في العام 2007، ووصفته بإنه نادي قوي، ويضم الملك وأبنه الذكر الوحيد الأمير كارل فيليب والعديد من الوزراء والسياسيين السويديين من الرجال.

تأسس النظام الماسوني السويدي في وقت مبكر من العام 1735، وبالتالي فهو أقدم مجتمع ديني لا يزال نشطًا بصورة كبيرة في البلاد.

ويوجد اليوم نحو 200 محفل ماسوني في مدن وسط وجنوب السويد، برموز صغيرة على الواجهة الخارجية لهذه المباني تحمل شارة الصليب الأحمر لفرسان الهيكل أو سلسلة حديدية مؤلفة من ثلاثة دوائر متصلة مع بعضها البعض وترمز إلى الصداقة والحب والحقيقة للأخوة العالمية كما يزعمون.

وتصف المنظمة الماسونية السويدية نفسها بأنها مجتمع قائم على أسس مسيحية. وبحسب تصريحات ممثليها، تتبرع المنظمة سنويًا بنحو 45 مليون كرون سويدي/ نحو 5 مليون دولار أمريكي للبحوث الطبية والتدابير الإجتماعية والمبادرات الثقافية.

ولا يُعرف على وجه التحديد العلاقة بين الماسونية والمسيحية، ولكن البعض يزعم أن الهدف المُشترك للماسونيين والإنجيليين البروتستانت هو: «نشر الفساد في الأرض وهجرة اليهود إلى فلسطين لكي يجبر المسيح على العودة إلى الأرض لإعادة شريعته».

وللماسونيين منذ العام 1877 مقرًا رئيسيًا لهم في قصر بوتّسكا «قصر القوارب» في ستوكهولم، والذي يحضى بزيارات تكريمية للماسونيين من قبل الملكة سيلفيا، والتي يُعرف عنها موقفها السلبي تجاه مقاومة الشعب الفلسطين

كتاب الملك المتردد ويظهر على غلافه صورة الملك كارل السادس عشر غوستاف

الملكة سيلفيا مع أفراد مؤسسة بارنهوسيت الماسونية في قصر بوتّسكا بالاتسيت في ستوكهول