في ظلال اشجار الجوز ..
قريتي سناط عروسة الجبال كما وصفها المربي الفاضل سعيد شامايا في كتابه عنها ، القرية التي تعلمت فيها الحرف وطفولتي كانت هناك ، والتي زارها جلالة الملك غازي وإنبهر بها ووعد بأن يجعلها من اجمل مصايف العالم ، لكن القدر لم يمهله فتوفى رحمه الله بإصدام سيارته في عمود الكهرباء .
ابناء سناط يتجولون حول العالم قلقين حيارى ومتعبين ، عيونهم وافكارهم شاخصة نحو قبلتهم سناط التي غدت اطلالاً بعد عين ، من قبل صدام حسين الذي أرحل سكان القرى بعمق 30 كيلو متراً مع الشريط الحدودي مع تركيا وهدم القرى وساواها بالأرض ، حسب عبقريته وعنترياته للقضاء على الأكراد بعد إتفاقية الجزائر 1975 بموجبها اعطى نصف شط العرب لأيران (خط تالوك ) واراضي اخرى مقابل قطع المساعدات عن الأكراد وغلق الحدود .
سناط بالرغم من الأنترنيت والواتس آب والفيس بوك وغيرها من منصات التواصل ، لا ازال احن إلى ربوع قريتي الهانئة الوادعة بأطلالها الرابضة بين سفوح جبالها الشامخة ، واتذكر ربوعها وشلالها الخرافي وطواحينها الثلاثة التي كان يقصدها سكان القرى المجاورة ، اتذكر أرضي وبيتي ، وقبور اجدادي هناك ،
وعيون المياه في كل مكان ، ارتوينا منها ماءً رقراقاً عذباً قلّ مثيله ، والكروم على سفوح الجبال والبساتين تحيط بالقرية من جميع الجهات من خوخ ورمان وعنجاص وتفاح واشجار التوت والجوز، والمواشي تجول مع الرعاة ، والنسوة يذهبن لحلبها مرتين ،
وستبقى سناط في الذاكرة كما وصفها الأستاذ جميل زيتو في كتابه ، ونتطلع إلى حكومة وطنية قوية تبني ما خربته الحكومات السابقة ، وتعيد لنا سناط لتصبح فعلاً عروسة الجبال ونعود نحن ابناءها نغفو تحت ظلال اشجار الجوز واللوز والعرموط والبلوط والسنديان ظلالاً وارفة وكهوفاً رائعة ومناظر خلابة في الربيع ، والجبال والوديان تكسوها حلة خضراء قشيبة مطرزة بالورود الجميلة ، نقطف منها ما نشاء
كما كنا نفعل ونحن اطفال ، وهذا بعيد المنال ولكنه ليس مستحيلاً ، والى اللقاء ..
منصور سناطيتنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط