اخبار سياسية

“لهذا السّبب تستمرّ الحروب”… “داعش” 2.0 في مخيم الهول؟

23-07-2022 | 06:12 المصدر: النهار العربي خلدون زين الدين

صورة من داخل مخيم الهول

صورة من داخل مخيم الهول

A+A-في مخيم الهول، شمال سوريا، أطفال يكبرون في ظروف وحشية، معرضون بشدة اليوم للتطرف. آباؤهم مقاتلون في “داعش”، أمهاتهم عراقيات، سوريات ومن 51 جنسية أخرى، بينها دول أوروبية لم تقبل بإعادتهم إليها. هذه، قد تكون بداية “ولادة داعش بنسخة 2.0… إذا بقت الحال على ما هي عليه”. نحو 55 ألف شخص محتجزون في المخيم هذا. 93 في المئة بينهم من النساء والأطفال، ونصف هؤلاء الأطفال بعمر أقل من 12 عاماً. صغار لا ذنب لهم سوى أن آباءهم مقاتلون في تنظيم إرهابي أقلق العالم. تحيط بهم اليوم نسوة متشددات إلى حد بعيد، وغالباً، في سن المراهقة يتم نقل الأولاد إلى سجون للمقاتلين، وفق تحقيق موسّع أجرته “نيويورك تايمز”، محذرة فيه مما قد يكون محفزاً لجيل جديد من الإرهابيين.  جماعات حقوق الإنسان سارعت إلى دق ناقوس الخطر. بالنسبة إليها، ظروف المعيشة في الصحراء قاسية على الأطفال المحتجزين، والظروف البائسة تهدد بتحويلهم إلى “شبكة من المتطرفين المعتادين على العنف والغاضبين من العالم”.العودةلسنوات، حثت وزارة الخارجية الأميركية الدول على إعادة مواطنيها إلى أوطانهم، كما فعلت الولايات المتحدة. لكن الحكومات تبدو مترددة لارتباط السجناء بتنظيم “داعش”؛ “فأطفالهم الأصغر سناً، غالباً ما يوصمون بالخطر”. حتى العراق، وهو لديه أكبر عدد من العائدين، يسير موضوع العودة فيه ببطء، بحسب “نيويورك تايمز”، بسبب اعتراض العديد من العراقيين على السماح لعائلات “داعش” بالعودة. أعاد العراق نحو 600 مقاتل من “داعش” و2500 شخص آخر من مخيم الهول، أي نحو عشر مواطنيه في “الهول” وفي مخيم اعتقال أصغر، حسبما قال تيموثي بيتس، القائم بأعمال منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية في مؤتمر لمعهد الشرق الأوسط، الأسبوع الماضي.  فرنسا كذلك، أعادت هذا الشهر 16 امرأة و35 طفلاً، من بينهم بعض الأيتام، ويقال إن نحو 165 طفلاً فرنسياً و65 امرأة ما زالوا محتجزين، إلى جانب نحو 85 رجلاً فرنسياً.لدى ألمانيا ما بين 14 إلى ثلاثين رجلاً في “الهول”، بينما لبلجيكا وبريطانيا نحو عشرين، وبضع مئات لكل من تركيا وروسيا، وفق ما نقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤول ذي صلة بالملف. جرائميتدهور الوضع الأمني داخل مخيم الهول. نحو 25 جريمة قتل سُجلت هذا العام. وفيما البيانات المتاحة غير دقيقة، إلا أن وتيرة عمليات القتل زادت منذ أواخر الربيع، بما في ذلك جريمة قتل الأسبوع الماضي – بحسب الصحيفة الأميركية – وامرأة عثر على جثتها مقطوعة الرأس الشهر الماضي. يُفترض هنا، أن نساء “داعش” المتشددات، اللواتي نصّبن أنفسهن شرطة دينية، مسؤولات عن العديد من عمليات القتل “انتقاماً مما يعتبرنه تجاوزات، مثل التحدث إلى سلطات المخيم”. ماذا لو…يخشى المراقبون من حدوث توغل تركي آخر شمال سوريا. أنقرة هددت بذلك. المسؤولون الأميركيون يعتقدون أن مئات الآلاف ممن يعيشون في المنطقة الحدودية يمكن أن ينزحوا، ما يزيد من الاضطرابات. كما يخشون إرسال حراس السجون التابعين لـ”قوات سوريا الديموقراطية” وقوة الأمن الداخلي ذات الصلة في “الهول” إلى الجبهة، كما حدث في عام 2019، “فتُفقد السيطرة على معتقلي داعش”. في رأي قائد فرقة العمليات الخاصة الأميركية العميد كلود تيودور، أي هجوم تركي “من المحتمل أن يؤدي فعلاً إلى ظهور داعش بنسخة 2.0”. الرجل حذر من إعادة المتشددين تجميع صفوفهم من خلال الهروب الجماعي من السجون، معرباً عن اعتقاده أن “داعش يتطلع إلى مهاجمة سجن آخر أو القيام بشيء ما في الهول”.داعش “المقبل”“نحن لا نفعل شيئاً لمنع الجيل الحالي من المحتجزين من الرغبة في مواصلة القتال إذا خرجوا، وخلق بوتقة انصهار للجيل المقبل”، نقلت “نيويورك تايمز” ذلك عن تشارلز ليستر، مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط.  رئيس العلاقات الخارجية في الإدارة الإقليمية عبد الكريم عمر، يؤكد بدوره وجوب فصل الأطفال المتلقين مبادئ متشددة، ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عاماً، “لأنهم يمكن أن يشكلوا تهديدات”. معظم الناس يعتقدون أن الحرب مع “داعش” قد انتهت، يقول السيناتور ليندسي غراهام، “إنهم لا يفكرون في كيفية إصلاح الضرر. ماذا تفعل بالسجناء؟ كيف تمنحون الشباب خيارات أفضل؟ هذا هو السبب في أن الحروب تستمر بالتكرار”، يسأل السيناتور.  معظم الأطفال في مخيم الهول لا يرتادون المدارس. بعض النسوة يرفضن السماح لأبنائهن بالذهاب إليها. كاثرين أخيل، مديرة الدعوة والإعلام والاتصالات في سوريا لمنظمة “إنقاذ الطفولة” قالت لـ”نيويورك تايمز” إنها تدير ست “مساحات تعليمية موقتة” في مخيم الهول، بما في ذلك واحدة أعادت المنظمة بناءها أخيراً بعد إضرام النار فيها. “العنف المتزايد – على حد قول  أخيل – يزيد من صدمة الأطفال”. هؤلاء، لم يختاروا الذهاب إلى سوريا أو أن يولدوا هناك، “هم محاصرون في دوامة العنف هذه. دوامة تعاقبهم على خطايا آبائهم أو خطاياهم المتصورة”.