لبنان أو رهينة إيران
لم يستوعب بعض السياسيين والإعلاميين اللبنانيين خطورة الوضع في بلدهم على الدول العربية عموماً وعلى السعودية والخليج خصوصاً، أو أنهم، بحكم العقلية التجارية وتمرّسهم في الصفقات، استمرأوا هذا الوضع ليجدوا فيه هو الآخر فرصة للارتزاق. استغلوا طويلاً حسن نيّات وصبراً عُرفت به السياسة السعودية في لبنان. والمملكة لا تريد شيئاً من لبنان، بل هي أكبر داعم له من دون فائدة تُذكر على الداخل السعودي، بل إن هذا الدعم أثار الكثير من الاستياء في أوقات مختلفة داخل المجتمع السعودي، لأنه يرى في لبنان قوة مسيطرة تعادي وطنه علناً وتُحيك المؤامرات ضده بتدريب المرتزقة وتسليحهم، وهي ليست سوى رأس حربة لطهران المعادية لكل العرب.
لم يستوعب هؤلاء الإشارات السعودية المتكررة والمنذرة حول خطورة تغوّل حزب إيران في لبنان واختطافه الدولة اللبنانية مستخدماً إياها منصة ضد استقرار السعودية ودول خليجية والعالم العربي عموماً.
لبنان الحالي، بسيطرة حزب إيران، ليس إلا مخلباً لطهران عسكرياً وأمنياً واقتصادياً وإعلامياً، أتاح لها التغلغل داخل النسيج العربي والخليجي تحديداً. ومن حق السعودية الحفاظ على استقرارها ومصالحها المشروعة، وإذا كانت إيران تستخدم لبنان وسياسييه فهذه مشكلتهم التي يجب عليهم مواجهتها بشجاعة.
من مخبأه في بيروت، يدير أمين حزب إيران في لبنان والعالم العربي الخطط لتحقيق أهداف طهران، وخطاباته دائماً متلفزة يجتمع أنصاره، ومنهم قيادات في حزبه، في ساحات لمشاهدته على الشاشة، فلماذا يستكثر على رئيس وزراء لبنان المستقيل سعد الحريري أن يُقدّم استقالته على شاشة فضائية من الرياض؟
ومن مخبأه في لبنان، أعلن أمين ميلشيات إيران في العالم العربي مراراً ولاءه للمرشد في قُم، ورفع الصوت عالياً بأن هدفه إقامة دويلة تابعة لطهران، وصمَت ساسة لبنان وإعلاميوه من الذين يرفعون أصواتهم هذه الأيام، فأين كانت سيادة بلدكم واستقلاله؟