“الخسفة”.. حفرة الموت الأكثر دموية تواجه الردم في نينوى

1

أثارت قضية دفن وردم “الخسفة” أو كما بات يناديها أهل الموصل “حفرة الموت” مواقع التواصل الاجتماعي واستياء المدونين وذوي المفقودين من أبناء محافظة نينوى.

و”الخسفة” هي حفرة جيولوجية عميقة تقع جنوب مدينة الموصل، وتعد واحدة من المقابر الجماعية التي استخدمها تنظيم “داعش” لتغييب جثث ضحاياه فيها، وتضم المئات من المدنيين ومنتسبي قوات الأمن الذي قام التنظيم بإعدامهم وإلقاء جثثهم فيها، إبان سيطرته على الموصل.

وتحصلت وكالة شفق نيوز، على تفاصيل دقيقة تتعلق بـ”الخسفة”، التي حاول داعش ردمها سابقاً لكنه فشل بذلك لكبرها، وبقيت مفتوحة حتى بعد تحرير المحافظة عام 2017، لكن كان يُمنع الوصول إليها من أي شخص مدني، من قبل قطعات أمنية تمسك الأرض”.

مصدر أمني أبلغ الوكالة، أن “عام 2018 وصل وفد من بغداد مختص بالمقابر الجماعية، وزار الخسفة، حيث تفاجأوا بأنها تعرضت لردم ودفن جزء كبير منها، وأعدوا تقريرا مفصلا يتحدث عن هذا الأمر ورفعوه إلى بغداد، لتبقى القضية معلقة حتى هذا اليوم”.

وأوضح المصدر، أن “الفترة التي شهدت ردم الخسفة لا وجود لداعش فيها، إذ كانت نينوى محررة بالكامل، وكانت هناك قطعات أمنية تمسك الأرض هناك وهي من تتحمل المسؤولية عمّا جرى”.

أعدادهم..

وبحسب منظمات حقوقية، فإن الشهادات التي لديهم من سكان المناطق المحيطة بالخسفة تفيد بأن داعش كان يعدم فيها العشرات كل يوم طوال سنوات، ويرجح بأن أعداد المفقودين فيها تصل إلى الآلاف، وهي بذلك تعتبر أكبر المقابر الجماعية في العراق أن لم لن يكن في العالم.

وأكد الناشط في هذا المجال، سامي الفيصل، لوكالة شفق نيوز، المطالبة مراراً بـ”فتح الخسفة”، لكن لم يحصلوا على أي استجابة من الحكومتين المحلية أو المركزية”.

وأضاف الفيصل، أن “مسؤول المقابر الجماعية أبلغه بصعوبة فتح الخسفة نهائياً، لأنها تحتاج إلى جهود دولية كبيرة”.

ومايزال هناك آلاف العائلات من ذوي المفقودين يبحثون عن رفات ذويهم الذين أعدمهم تنظيم داعش، إبان سيطرته على مدينة الموصل عام 2014.

ويقول فتاح أحمد، للوكالة، إنهم يبحثون عن شقيقه المنتسب الذي اعتقله عناصر داعش بعد احتلال المدينة وبعد عام تقريباً علق داعش قوائم تضم أسماء مغدورين أعدمهم وألقى بجثثهم في الخسفة وعددهم 2070 ضحية.

وأضاف أحمد، أن هذه كانت الوجبة الأولى بعد عام واحد فقط، إلا أن عناصر التنظيم أعدموا الآلاف أيضاً بعدهم، ولم تُسلم الجثث إلى ذويها إلا القليل منها، مرجحاً أن يكون أبناؤهم قد ألقوا في الخسفة، إذ لا مكان آخر يستوعب هذه الأعداد الكبيرة من الجثث في الموصل، حسب قوله.

من جانبه، كشف النائب عن نينوى شيروان الدوبرداني، عن وجود نوايا لنواب من نينوى بفتح تحقيق لمعرفة ملابسات ردم حفرة الخسفة والجهة التي قامت به.

وأكد الدوبرداني، لوكالة شفق نيوز، رفضه “ردم حفرة الخسفة والتي دفن فيها آلاف الشهداء من أبناء نينوى لمواقفهم الرافضة ضد تنظيم داعش الإرهابي”، مبدياً عزمه على “فتح تحقيق عاجل بالقضية، لمعرفة الجهة التي قامت بذلك لمحو آثار جريمة الخسفة والتنكر لتاريخ وبطولة شهداء نينوى ومواقفهم الوطنية ضد داعش”.

وتابع: “كنا نطالب بفتح هذه الحفرة منذ سنوات، لكن الحكومة كانت تتعذر بحجة أن فتح الحفرة يحتاج إلى جهد دولي”، مؤكداً أن نواب نينوى “لن يسكتوا أبداً على ردم حفرة الخسفة، لأن ذلك يعد جريمة بحق الرافضين لداعش، وبالتالي هو طمس لجرائم هذا التنظيم الإرهابي بحق أبناء المحافظة”.

وتقدر أعداد المفقودين في محافظة نينوى، بأكثر من 6 آلاف، وغالبيتهم ما يزال مصيرهم مجهولا حتى الآن، بينما تقول مؤسسة الشهداء في الموصل، إنها طلبت من ذوي المفقودين العمل على إنهاء أوراق أبنائهم لتحويلهم إلى “شهداء”.

التعليقات معطلة.