صورة لـ”أرتال من جهاز مكافحة الإرهاب العراقي تتّجه نحو المنطقة الخضراء” في بغداد؟ إليكم الحقيقة FactCheck
07-09-2022 | 10:51 المصدر: النهار العربي
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+A-انتشرت في مواقع التواصل الإجتماعي صورة بمزاعم انها تظهر “ارتالا من جهاز مكافحة الارهاب والجيش العراقي تتجه نحو المنطقة الخضراء” في بغداد أخيرا، “من دون معرفة الاسباب”. غير أنّ هذا الادعاء غير صحيح. الصورة قديمة، بحيث تعود الى 31 كانون الاول 2019. وتظهر “وصول تعزيزات أمنية عراقية لحماية السفارة الأميركية في بغداد”، بعدما هاجمها يومذاك محتجون عراقيّون غاضبون. FactCheck#“النّهار العربي” دقّق من أجلكم الوقائع: صورة ليلية تظهر آليات عسكرية على طريق. وقد تكثف التشارك فيها في الساعات الماضية، عبر صفحات وحسابات في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا…)، وتويتر (هنا، هنا، هنا…). وقد أرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): “يحدث الان ارتال كبيرة من جهاز مكافحة الارهاب والجيش العراقي تتجه نحو المنطقة الخضراء دون معرفة الاسباب”.
التدقيق: غير ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحتها. فالبحث العكسي عن الصورة يقودنا الى مواقع اخبارية وحسابات نشرتها في 31 كانون الاول 2019 (هنا، هنا، هنا…)، مع شرح أنّ ” تعزيزات أمنية تصل لحماية السفارة الأميركية في بغداد”.
وقد نشر موقع “سي أن أن” الصورة في تقرير في 1 كانون الثاني 2020 (هنا)، وتظهر “دخول عدد من العربات المدرّعة التابعة لقوات مكافحة الإرهاب العراقية، إضافة الى سيارات عسكرية من نوع همفي”، المنطقة لتتمركز أمام السفارة الاميركية وحولها وداخل المنطقة الخضراء في بغداد، وذلك وفقا لما نقل عن مصدر موجود في محيط السفارة.
وقد أعلنت القيادة المركزية الاميركية، في 31 كانون الاول 2019 (هنا)، “نشر قوات مشاة البحرية الأميركية المختصة بالاستجابة للأزمات- التابعة للقيادة المركزية في العراق- لتعزيز الأمن في السفارة الأميركية وضمان سلامة المواطنين الأميركيين”. كذلك، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية “اتخاذ إجراءات مناسبة لحماية قواتنا لضمان سلامة المواطنين الأميركيين والعسكريين والديبلوماسيين في العراق، وضمان حقنا في الدفاع عن النفس. وقد أرسلنا قوات إضافية لدعم موظفينا في السفارة” (هنا).
ولكن ما الذي حصل يومذاك؟ الثلثاء 31 كانون الاول 2019، هاجم آلاف المحتجين العراقيين السفارة الأميركية في بغداد، وتمكنوا من اقتحام جدارها الخارجي، مرددين “الموت لأمريكا!”، تنديدا بغارات جوية استهدفت ليل الأحد 29 منه، مقرات لكتائب حزب الله، وهو فصيل موال لإيران، غرب العراق، وأسفرت عن مقتل 25 من مقاتليه، على ما اوردت وكالة فرانس برس (هنا) و(هنا، هنا، هنا، هنا، هنا ايضا…).وكانت المرة الأولى التي يتمكن فيها المحتجون من الوصول إلى السفارة الأميركية المحمية إجمالا بشكل مشدد بسلسلة من حواجز التفتيش وهي تقع داخل المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد.
وقد أطلقت قوات أميركية بعض العيارات النارية في الهواء، ثم قنابل الغاز المسيل للدموع وأخرى دخانية لتفريق المتظاهرين الذين تجاهلوا نداءات أطلقت عبر مكبرات الصوت تدعوهم للتراجع.استبدال افواج عسكريةمن جهة أخرى، أصدر رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي “أوامر باستبدال أفواج عسكرية بين بغداد وكركوك”، على ما نقلت وكالة الانباء العراقية عن مصدر أمني رفيع المستوى، في 5 ايلول 2022 (هنا).
وقال المصدر إن “الكاظمي أمر بنقل فوج القوات الخاصة الثالث من قضاء التاجي الى محافظة كركوك. كذلك، أمر بسحب الفوج الثالث لواء 61 من المحافظة الى المنطقة الخضراء وسط بغداد”.النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر “ارتالا من جهاز مكافحة الارهاب والجيش العراقي تتجه نحو المنطقة الخضراء” في بغداد أخيرا. الصورة قديمة، بحيث تعود الى 31 كانون الاول 2019. وتظهر “وصول تعزيزات أمنية عراقية لحماية السفارة الأميركية في بغداد”، بعدما هاجمها محتجون عراقيّون غاضبون.