الوضع الصحي للزعيم الإيراني المرشد علي خامنئي يعيد طرح مسألة الخلافة في طهران، وخصوصاً أن البلد قادم على مفاصل مهمة سياسية ترتبط بالملف النووي والمحادثات مع المجتمع الدولي، وكذلك اقتصادية مع انهيار العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها مقابل العملات الأجنبية، تقابلها تحركات نقابية في الشوارع امتدت إلى كافة المدن والمناطق.
آخر المعطيات تحدثت عن حال صحية سيئة يعيشها خامنئي بعدما أجبرت حال طوارئ طبية طائرته على التحول إلى محافظة سمنان القريبة من طهران، خلال نقله بعدما ساءت حالته.
عضو مجلس الخبراء آية الله طه محمدي كان لافتاً اليوم بتصريح بغاية الدقة والأهمية، حيث قال إن “المجلس” لن ينتظر الأمور الطارئة لكي تقع لاتخاذ القرارات اللازمة، مشيراً إلى أنه من الضروري أن يكون اتخاذ أي قرار في يد شخص موثوق للحالات الطارئة.
يأتي كلام محمدي بعد معلومات عن تسليم خامنئي عدداً من مهامه الرئيسية لرئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي، ومنها ملف التفاوض النووي مع المجتمع الدولي.
وهو ما يؤكده الصحافي الإيراني عباس عبدي في صحيفة “اعتماد”، مشيراً إلى وجود معلومات موثوقة تفيد بأن خامنئي سلم ملف خطة العمل الشاملة المشتركة إلى رئيسي، مضيفاً أن باستطاعة رئيسي توقيع أو عدم توقيع الاتفاق، لكنه هو المسؤول عن كل شيء.
ويؤكد مصدر متابع لموقع 24 أن أزمات عدة ترافق ما يحصل الآن، حيث أنها المرة الأولى التي يتم فيها نقل صلاحيات من خامنئي خلال علاجه لمسؤولين آخرين ومنهم رئيس الجمهورية.
ويشير المصدر إلى أن نقل صلاحيات أخرى بدأ إلى “مجلس قيادة” يضم ثلاثة وهم ابن خامنئي، مجتبى، رغم أنه لا يمتلك أي صفة رسمية في الحكم، وطه محمدي بالإضافة لرئيسي، ومهمة “المجلس” القيام بقيادة جماعية تتخذ القرارات بالملفات الرئيسية بانتظار خروج خامنئي من المستشفى أو الوصول إلى حالة أخرى تطرأ سريعاً.
وبالنسبة للتوريث، فإن ادخال ابن خامنئي في السلطة بهذا الشكل يأتي كترضية للمرشد بسبب الأموال والأملاك الضخمة الموضوع تحت اسم والده والتي أظهر الإصلاحيون قبل 9 سنوات أنها تتخطى 7 مليارات دولار أميركي.
وفي عادة المرجعيات الشيعية عدم توريث أبنائهم المناصب التي يتولونها، حتى لو كانوا مؤهلين حوزوياً لذلك. إلا أن خامئني قرر التمهيد لابنه للنفوذ إلى مؤسسات النظام، وهو ما لم يقم به “المؤسس” روح الله الموسوي الخميني، الذي يملك أبناؤه وأحفاده مشروعية شعبية على الأرض وخصوصاً بين أطراف الحركة الاصلاحية.
صعوبات عدة تعيشها طهران في المرحلة المقبلة بحال تأخر خامنئي في العودة إلى موقعه، فمراكز القوى المتصارعة عديدة، ولم يعد هناك من قيادي قوي يملك القدرة على ضبطها مثلما كان قاسم سليماني الذي قتل في العراق بهجوم بطائرة مسيرة أمريكية.
القيادة الجماعية فكرة لمنع أي انفجار داخلي، تجمع تقاطعات جماعة بيت الخامنئي وأحد الأجنحة المقربة لرئيسي في الحرس الثوري، خطوة يمكنها النجاح في منع التشتت، ولو إلى حين.