قصة أشبه بأفلام هوليود استيقظ عليها اللبنانيون الأربعاء، بعد أن اقتحمت فتاة مصرفاً بالسلاح للمطالبة بوديعتها، في حادثة تسلط الضوء على الأزمة المستفحلة في البلاد.
ونجحت اللبنانية التي تدعى سالي حافظ في أخذ وديعتها من بنك “لبنان والمهجر” في السوديكو في ضواحي العاصمة بيروت والمقدرة بـ13 ألف دولار بعد دخولها إليه مسلحة.
وقامت سالي برش مادة البنزين على ملابسها وهددت بحرق نفسها في حال عدم تسليمها وديعتها لمعالجة شقيقتها المريضة.
كما أقدم مودعون من جمعية تسمى “صرخة المودعين” على اقتحام البنك نفسه قبل ظهر الأربعاء، واحتجزوا عدداً من الرهائن، في وقت أصدر فيه البنك بياناً اعلن فيه أن ما حصل في أحد فروعه هو “عملية مدبّرة”.
وذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام”، اللبنانية الرسمية، في وقت سابق، أن ” المدعو ر. ش. من مدينة عاليه، دخل ظهر اليوم إلى فرع عاليه في بنك “ميد “، مطالباً بأخذ وديعته، لكن وبعد تدخل الأجهزة الأمنية، تم توقيفه”.
وفي فيديو بثته على صفحتها بموقع فيسبوك، بررت سالي حافظ فعلتها بأنها لدفع تكاليف المستشفى لشقيقتها التي تموت داخله بسبب إصابتها بالسرطان، حسب قولها.
وقالت في تصريحات إنها “ترجو البنك منذ زمن طويل لسحب الوديعة”، مضيفة “البنك سرقنا علناً وبشكل مباشر ورأيت أختي تموت أمام عيني ولم يعد لدي ما أخسره”.
وعلى الرغم من أن سالي أعلنت عبر صفحتها أنها غادرت لبنان وتوجهت إلى تركيا، إلا أن الأمن العام اللبناني نفى ذلك ونفى أيضاً القبض عليها.
وفي ظاهرة تكشف أبعاد المحنة التي تمر بها البلاد، تأتي حادثتا اليوم بعد شهر تقريبا من احتجاز رجل لرهائن في منتصف أغسطس (آب) في بنك تجاري آخر، لسحب أموال لعلاج والده المريض.
وبعد عملية الاقتحام، نفّذ عدد من الناشطين وقفة احتجاجية بعد ظهر الأربعاء أمام مركز أمني في بيروت، احتجاجاً على توقيف شابين شاركا سالي في اقتحام البنك.
وتمنع البنوك اللبنانية معظم المودعين من السحب من مدخراتهم منذ أن عصفت أزمة مالية بالقطاع المصرفي قبل ثلاث سنوات، مما جعل الكثير من السكان غير قادرين على دفع تكاليف الاحتياجات الأساسية، ولم تنجح السلطات حتى الآن في معالجة الأزمة.