أكدت تقارير استخبارية، اليوم الأحد، أن روسيا كثفت من غاراتها بشكل كبير على أهداف مدنية في أوكرانيا، في الوقت الذي استبعدت فيه كييف عقد أي لقاء قمة بين الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والروسي فلاديمير بوتين.
وبينما تشن القوات الأوكرانية هجوماً مضاداً في بلدة خيرسون، أعلنت روسيا أنها قتلت مجموعة مسلحة في المدينة، وأحبطت الهجوم الأوكراني لاستعادة المدينة بالتزامن مع انتصارات تحققها القوات الأوكرانية في مناطق قتال عدة.
قمة زيلينسكي – بوتين
أعلنت الرئاسة الأوكرانية أنها تستبعد في الوقت الراهن إجراء مفاوضات وعقد لقاء قمة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ونقلت وسائل إعلام أوكرانية اليوم الأحد، عن ميخائيلو بودولياك المستشار الخارجي لرئيس المكتب الرئاسي الأوكراني قوله:” أقول بإيجاز إن عملية المفاوضات في حد ذاتها واللقاء الشخصي بين الرئيسين لن يكون لهما معنى في الوقت الراهن”.
وعزا بودولياك وجهة نظره التي ترى بعدم جدوى المحادثات في المرحلة الراهنة إلى ثلاثة أسباب، مشيراً إلى أن السبب الأول هو أن روسيا ستحاول في المحادثات التمسك بالمكاسب التي حققتها على الأرض وشرعنتها.
وقال إن السبب الثاني هو أن التمسك بالوضع القائم يخدم روسيا فقط، حيث سيتيح لها التقاط الأنفاس حتى تتمكن من مواصلة الهجمات على الجبهة الجديدة.
وأضاف أن السبب الثالث يتمثل في ضرورة محاسبة روسيا على الجرائم التي ارتكبتها على الأراضي الأوكرانية.
ورأى بودولياك أن من غير الممكن إقامة المفاوضات إلا إذا انسحبت القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، وقال إنه عندئذ يمكن التفاوض على قيمة مدفوعات التعويضات وتسليم مجرمي الحرب.
قصف أهداف مدنية
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحليل لها اليوم الأحد، إن موسكو زادت بشكل كبير هجماتها على أهداف مدنية أوكرانية مستخدمة صواريخ بعيدة المدى طوال الأسبوع الماضي.
وبحسب الوزارة فإن المناطق التي تعرضت للقصف ضمت سداً في بلدة كريفي ريه الصناعية بوسط أوكرانيا، مشيرة إلى أن مثل عمليات الاستهداف تلك لا تقدم أي مكسب عسكري على الفور.
وأضافت الوزارة أن من المرجح أن تستمر روسيا في تعزيز مثل هذه الهجمات لإضعاف معنويات الشعب الأوكراني وحكومته، في ضوء الانتكاسات التي تعرضت لها موسكو على خط الجبهة.
وأكد سكان أجزاء من أوكرانيا، تم طرد القوات الروسية منها مؤخراً أنهم يتعرضون لهجمات صاروخية بشكل منتظم.
وشملت الغارات الروسية منطقة خاركيف وبلدتي إيزيوم وتشوهويف اللتين شهدتا قصفاً مكثفاً، ما يتسبب في تدمير مبان سكنية وتجارية ومنشآت إنتاجية ومحطات وقود.
هجوم في خيرسون
وتنفذ القوات الأوكرانية هجوماً مضاداً في مدينة خيرسون، بينما أعلنت الروسية في القضاء على مجموعة مسلحة هناك، خلال معارك في وسط المدينة.
وقالت القوات الروسية: “في وسط خيرسون، اشتبكت وحدات من الجيش الروسي كانت تجري دوريات في شوارع المدينة مع مجموعة مجهولة الهوية، وبعد قتال قصير تم القضاء على المهاجمين”.
منذ نهاية أغسطس (آب) تشنّ القوات الأوكرانية هجوماً كبيراً لاستعادة منطقة ومدينة خيرسون، العاصمة الإقليمية الوحيدة في البلاد والتي استولى عليها الروس مطلع مارس (آذار) بعد أيام من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
أوكرانيون يعاينون الأضرار
وينتاب العديد من الأوكرانيين مشاعر بالخوف والقلق من العودة لمنازلهم في المناطق التي استعادتها القوات الأوكرانية، خشية تعرض منازلهم مجدداً لقصف روسي.
وبدت علامات أحاسيس مختلفة كالفرح والخوف والحزن على وجه ناتاليا يليستراتوفا بينما كانت تجلس بجوار زوجها في قطار خاص عائد إلى بلدتهم بالاكليا، التي استعادت أوكرانيا السيطرة عليها الأسبوع الماضي بعد ستة أشهر من الاحتلال الروسي.
المدينة، التي كان عدد سكانها 27 ألف نسمة قبل الحرب، واحدة من المناطق الحضرية الرئيسية التي استعادتها أوكرانيا في منطقة خاركيف في شمال شرق البلاد في أوائل سبتمبر (أيلول)، بعد الانهيار المفاجئ في أحد الخطوط الأمامية الرئيسية لروسيا.
وقالت: “تغمرني المشاعر. لم نكن في المنزل منذ خمسة أشهر، أريد حقاً أن أرى ما بقي وما حدث”.
وبمجرد وصولهم إلى بالاكليا، سارت يلسيتراتوفا وأسرتها عبر المدينة التي دمرتها الحرب إلى المبنى السكني حيث يقطنون والذي بدا أنه تعرض لأضرار طفيفة جراء القصف.
قالت ابنتها أولينا ميروشنيتشنكو “كأننا في تشرنوبيل، لم يقم أحد بأي شيء، لمدة نصف عام، لم يقم أحد بجز العشب أو تقليم الشجيرات، كل شيء كبر حجمه”.
وأضافت “ما زلت أشعر بهذا الإحساس، أنه في أي لحظة يمكن أن تنفجر قذيفة أو أن تحلق طائرة فوق رؤوسنا، ما زلت خائفة من أن أكون هنا”.